وقّعت مصر والعراق أمس مذكرة ثنائية للتعاون الثنائى والحوار الإستراتيجى بين القاهرة وبغداد ووقع الاتفاقية عن الجانب المصرى أحمد أبو الغيط وزير الخارجية، وعن الجانب العراقى هوشيار زيبارى وزير الخارجية العراقى.
وقال أبو الغيط فى مؤتمر صحفى مشترك مع زيبارى فى ختام مباحثاتهما أمس، إن هذه المذكرة تطلق العلاقات المصرية العراقية بشكل جديد, ونأمل فى أن تكون فاتحه لإطلاق كل قدرات الشعبين المصرى والعراقى والحكومتين المصرية والعراقية لإقامة علاقات حيوية وإستراتيجية.
وأوضح أبو الغيط أنه طبقا للمذكرة فإنه سيتم تشكيل لجنه عليا برئاسة وزيرى الخارجية, وأنه تم الاتفاق على تفعيل اللجنة المشتركة فى الأسبوع الأول من شهر سبتمبر المقبل.
وأعلن أبو الغيط أن رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى سيقوم بزيارة للقاهرة فى نهاية شهر سبتمبر المقبل أيضا.
وأشار أبو الغيط إلى أن المذكرة تعكس حجم المرغوب فى العلاقات وتعزيزها على كافة الأصعدة التجارية والاستثمارية وبناء علاقة صحية بين البلدين.
وقال أبو الغيط إن المشاورات التى أجراها مع الوزير العراقى كانت مفيدة للغاية وتناولت التطورات على الأرض العراقية والوضع الإقليمى والجهود المصرية التى تبذل على كافة المسارات.
وأكد أبو الغيط أن العلاقات المصرية العراقية قديمة وممتدة وموجودة, وأعرب عن أمله فى أن تخرج القوات الأمريكية بالكامل من العراق بحلول عام 2011.
وشدد أبو الغيط على أن مصر تعتبر العراق جزءا من النسيج العربى وقال، إن السفير المصرى سيتوجه إلى العراق لممارسة مهام عملة قريبا, كما سيتوجه طاقم السفارة المصرية إلى بغداد قريبا.
من جانبه، أكد هوشيار زيبارى أن اليوم هو يوم مهم جدا على صعيد العلاقات المصرية العراقية وقال، الوضع لم يعد يقبل المجاملات الدبلوماسية، فهناك عمل منظم بين البلدين الشقيقين.
وأضاف: المذكرة الجديدة تعد "خارطة طريق" واضحة لكيفية تفعيل العلاقات المصرية العراقية التى تعد أحد أعمدة العمل العربى المشترك، وأيضا لاستقرار المنطقة.
وأعلن زيبارى أنه بعد الخطوة المصرية لتسمية سفير مصرى جديد فى العراق, فإن الحكومة العراقية ستقوم من جانبها قريبا بتسمية سفير عراقى فى القاهرة, وبحث مسألة توسيع التمثيل الدبلوماسى وإلا يقتصر فقط على مستوى السفارات وأيضا فتح ملحقيات فنية.
وأشار زيبارى إلى زيارة مرتقبة لرجال أعمال مصريين ومسئولين فى وزارتى التجارة والاستثمار فى مصر إلى العراق قريبا, لافتا فى هذا الصدد إلى الزيارات المتكررة للمسئولين العراقيين للقاهرة.
وشدد زيبارى على أن الأوضاع فى بلاده بدأت تستقر وأن الأمور بدأت تعود إلى طبيعتها وقال زيبارى، إن المذكرة التى وقعها مع أبو الغيط ليست "بنت اليوم" حيث جرى العمل فيها خلال الفترة الماضية.
وأشار إلى وجود مصلحه لبلاده فى أن يكون هناك تعاونا بناءً مع كل الدول العربية.
وقال: كلما استطاع العراق أن ينهض كلما قلت التأثيرات الإقليمية على الأوضاع فيه وفى المنطقة العربية.
وكشف زيبارى عن مفاوضات ستجريها الحكومة العراقية مع الأمم المتحدة قريبا لمراجعة القرارات الدولية التى فرضت على العراق تحت إطار البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة منذ عام 1990.
وقال: العراق لن يعود إلى وضعه الطبيعى إلا بعد أن يتخلص من تبعات هذا الفصل.
وأوضح زيبارى أن هذه المراجعة سيدخل فى إطارها القرارات الدولية المتعلقة بالعراق والكويت, مشددا على أن العراق لا يهدد إطلاقا أى طرف أو أى بلد خاصة الشقيقة الكويت التى قدمت الكثير إلى العراق.
وقال: الحكومة العراقية واعية تماما لكل التزاماتها وهناك رغبة عربية لمساعدة العراق فى الخروج من البند السابع.
