الكتابة عن جنة الخلد أو الفردوس أو "دلمون" فى الحضارات القديمة أمر صعب وشيق فى نفس الوقت، وتكمن أهميته فى أن الكتابة فيه تذهب بنا إلى عالم من الخيال الأسطورى والأدبى القديم، بالإضافة إلى احتلالها مساحة أكبر من الخطاب الفكرة والفلسفى أو العقيدى فى الديانات السماوية، وعلى الرغم من أن فكرة الجنة والوصول إليها كثواب للأعمال الصالحة هو جوهر فكرة الخلود والثواب فى الفكر الدينى والحضارى، إلا أن الجنة والحصول عليها كفكرة لا تزال بحاجة إلى تأصيل بحثى، وهو السبب الذى دفع الدكتور "مزهر الخفاجى" لتأليف كتابه الجديد "البحث عن جنة الخلد" والصادر مؤخرا عن دار مدبولى للنشر.
الكتاب عبارة عن دراسة قام بها الخفاجى فى أساطير الحضارات القديمة لإبراز الآراء التى حاولت أن تحدد البعد الزمانى والمكانى لفكرة الجنة، ومناقشة بعض الآراء والروايات وأسانيدها الأثرية والجغرافية والتاريخية والتى إن اختلفت فى تحديد مكان الجنة لكنها اتفقت على شيوع فكرة الخلود فيها.
