بعد الحادثة الأليمة التى حلت بأختنا مروة الشربينى فى ألمانيا تبارت كل الأقلام والشخصيات فى التنديد بالحادث، وهو فعلا حادث أليم وغادر لإنسانه لم تقترف أى ذنب، ولكنى توقفت عند التصريحات المستفزة التى يرددها بعد الأشخاص دون إدراك لمعناها وإلى ماذا ستؤدى.
فهو بتصريحه هذا يريد أن ينصب من نفسه بطلا وحامى حما الدين دون أن يدرك أن كلامه هذا من الممكن أن تلتقطه إذن بعض من الشباب غير الواعى ويقومون بأعمال همجيه نحن فى غنى عنها ومن هذه التصريحات الاستفزازيه (ضرورة الثأر لشهيدة الحجاب).. طب أنا عاوزة أعرف الثار هيكون مِنْ مَنْ بالضبط؟ هل نقف ونقوم بعمل غارة مثلا على ألمانيا أو نقوم بقتل جميع الألمان أم ماذا بالضبط؟.
فالحادث رغم بشاعته هو حادث فردى يحدث مثله يوميا ولأسباب تافهة للغاية، فالجريمة فى الأصل هى مشاجرة بين طرفين واختلاف بواجهات النظر وبتصرف غير مسئول قام هذا المخبول بقتلها.
ما هو مطلوب منا هو ضرورة المناداة بمحاكمة عادلة لهذا المتهور وجريمته هى قتل مع سبق الإصرار والترصد، فهو احتفظ بمطواة أثناء دخوله المحاكمة، مما يوضح تبييته النية على القتل ومحاكمة الإهمال من جانب أفراد الأمن بالمحاكمة على السماح له بالدخول بالمطواة، وعدم محاولتهم التدخل لإيقاف الجريمة ومحاكمة الشرطى الذى أطلق النار على زوج الدكتورة وضرورة معرفة الدافع الذى دعا إلى قيامه بهذا الفعل.
أما بشأن التصريحات التى يريد أصحابها أن ينصبوا من أنفسهم أبطالا مثلا كضرورة مقاطعة البضائع الألمانية، لماذا قامت ألمانيا بعمل مجازر جماعية للمسلمين، هل تنتهج سياسة خاطئة تجاه المسلمين فنريد استخدام ورقة المقاطعة للضغط عليها.
هذا الحادث قام به فردا أهوج متهورا وليس دولة، فنريد معاقبة هذا الشخص وليس الدولة، أما بشأن تصريح استفزنى وهو ضرورة الثأر لشهيدة الحجاب ألم تعى صاحبته بماذا تنادى هل نود تحويل الأمر إلى مجزرة؟!.. هذه التصريحات المستفزة لن نجنى من ورائها سوء الألم أنريد تكرار ما حدث فى كفر البربرى بمحافظة الدقهلية بسبب مشاجرة عادية بين شاب مسلم وآخر قبطى لاختلاف على ثمن مشروب غازى والتى انتهت بسبب التهور الذى أصبح سائدا بمجتمعنا إلى قتل الشاب المسلم، وبسبب تصريحات من بعض الأشخاص غير المسئولين بأن المسيحيين قتلوا المسلمين تحول الأمر لفتنه وحرق وتكسير وإلقاء حجارة وكان المفروض أن يمر الأمر بسلام.. شخصان تشاجرا قتل أحدهم الآخر ويدفن المقتول ويلقى من قتله بالسجن، ويقدم لمحاكمة عادلة ويطبق القصاص، فهل تريدون بتصريحاتكم أحداثا مثل هذه الفتن بألمانيا حيث المسلمين أقليه فسيكونون هم الخاسر الأكبر من أى فعل متهور يقوم به شخص متهور لحظة انفعال.
ويكفى ما لقاه المسلمين بالخارج من سوء معاملة بعد أحداث سبتمبر 2001 وأحداث يوليو 2007 بلندن. ولقد بادرت الحكومة الألمانية بالاعتذار وتقديم التعازى وتأكيد محاكمة قاتل الدكتورة المصرية محاكمة عادلة.. فماذا نريد غير ذلك؟.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة