صالح فاروق يكتب: الشعب الأبيض.. !

الجمعة، 10 يوليو 2009 11:25 ص
صالح فاروق يكتب: الشعب الأبيض.. !

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرأت فيما قرأت الأسبوع الماضى.. بل قل ابتليت– فهذه الأيام قراءة الجرايد بلاء – بتلك الكارثة التى اجترأ فيها بلطجى يعمل على إحدى عربات التوك توك بقتل فتاه فى الشارع طعناً بالمطواه.. والسبب أنه قام بمعاكستها فنهرته !
هنا يجب أن نتوقف.. فالبنت نهرت الشاب، لأنه عاكسها وخدش حيائها فاعتبر ذلك إهانة فى حقه. إذ كيف تنهره ولماذا؟ يجب أن تسمح له لا سمح الله بأن يعاكسها بل ويغتصبها أيضا! لم لا فالبلطجة الآن أصبحت السمة السائدة فى مصر حتى لقد أمسى الشعب المصرى: "الشعب الأبيض" على وزن إبراهيم الأبيض!
شعب يحتل المراكز الأولى فى قائمة المخدرات فى العالم والفساد والبلطجة والاضطهاد العرقى والعنف الأسرى وعمالة الأطفال؟ فماذا ننتظر بعد كل هذا.. أن يعرض عليها توصيلها بالتوك توك لوجه الله؟!
ماذا ننتظر وقد أصبحت البلطجة جزءا لا يتجزأ من طريقة التعامل فى أى مكان بمصر، ففى الملاعب نرى اللاعب البلطجى الذى يبصق على أرضية الملعب ويخلع فانلته بعد الهدف ويقوم بتعنيف الحكم وسبه والاعتراض على قراراته، والاعتداء على لاعبى الفريق الأخر ثم الهجوم على الصحفيين بعد ذلك فى وسائل الإعلام!
حتى مجلس الشعب رأينا النائب المحترم يرفع الحذاء فى وجه الآخر.. وآخر يتهم زميلة ويصفه بالعاهرة!
هذا ناهيك عما يحدث داخل الأقسام وحتى داخل المواصلات العامة.
البلطجة ستتزايد وثقافة الغوغاء ستصبح هى القاعدة ولها الصوت المسموع من هنا ورايح..
فماذا تنتظر من مناخ هو البلطجة بعينها حتى فى التليفزيون ترى برامج التوك شو تعرض آخر أخبار بلطجة نائب على آخر وتعذيب فلان فى قسم الشرطة أو أحد الآباء عذب ابنه أو أب اغتصب بنته.. تفتح الراديو فتسمع الشىء نفسه.. تفتح الجرائد ترى كل ذلك مكتوباً بعد أن كان مرئياً ومسموعاً!
تدخل السينما لتهرب من كل هذا لتجد فيلم مثل إبراهيم الأبيض وما أدراك ما فيه من بلطجة، لتهرب فيستلمك فيلم آخر مثل كشف حساب وهو شرحه.. ليستلمك آخر مثل فيلم الفرح.. لأجد فيه أسلوب المطاوى نفسه والسنج والتطجين فى الكلام والحشيش والبرشام والاغتصاب، وأفراح قوامها البيرة والراقصات وكازينوهات القمار ومصطلحات الميكروباصات المبتذلة، ولا تنس أن يتخلل كل هذا غناء شعبى – كمان فى السينما! – حتى لقد أصبحت أغنية تقول "أنا مش أنا" و"شربت سيجارة بنى ودماغى عمالة تأكلنى" هى الموسيقى التصويرية للفيلم!
لا أعلم حقاً أكل هذا كابوس وسينزاح أم هو واقع ثقيل غائم ملطخ بدماء قادمة، حتى لتطال فى مدها الجنونى الجميع !






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة