لا يزال الغموض يحيط بحادث مقتل الشاب المصرى عامر رشوان فى مدينة ميلانو الإيطالية منذ أسبوعين.. اليوم السابع التقى أسرة عامر فى الفيوم، حيث قال والده إن تحقيقات شرطة ميلانو لم تكشف أى جديد حتى الآن، ولا يزال الجناة مجهولين، مشيراً إلى أن نجله سافر لإيطاليا منذ 8 سنوات للعمل هناك فى إحدى الشركات بالمعمار، وكانت آخر زيارة له إلى أهله بقرية السريرة التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم قبل وفاته بـ 5 أشهر.
وأضاف الوالد أن أحد زملائه قد روى بعض ملابسات الحادث له، حيث كان "عامر" خارجاً من أحد المطاعم بمدينة ميلانو يوم الحادث برفقة عدد من أصدقائه وأثناء مروره بأحد الشوارع المؤدية إلى سكنه، شاهدوا ثلاثة أشخاص يقفون بجوار دراجة بخارية أسفل شجرة موجودة فى هذه المنطقة وكانوا يرتدون خوذة وبعد أن مروا بالقرب منه نزل أحد الأشخاص من على الدراجة البخارية وقام بإطلاق النيران صوب نجله وهربوا مسرعين. وأشار الوالد إلى أن المجنى عليه متزوج ولديه ثلاثة أطفال.
وعن كيفية معرفتهم بنبأ مقتل نجله، أجاب قائلاً: كنت أجلس بالمنزل وجاء أحد أقاربنا وطلب منى الذهاب لمقابلة شخص آخر من عائلتنا، وبعد أن قطعت مسافة بالقرب من أرض زراعية مملوكة لنا أخبرونا بالواقعة، حيث إنهم على اتصال بأقارب وأصدقاء لهم فى إيطاليا يعرفون نجلى.
ونفى والد القتيل أن يكون هناك خلافات بين المجنى عليه وبين أحد من أبناء القرية وقال "ابنى طيب ولا يعادى أحدا"، وليس له أى خلافات مع أى شخص حيث إن طبيعته أنه هادئ ولا يقبل أن يكون مدينا لأحد بأى مليم، مشيرا إلى أن القتيل كان يعمل معه فى أرضه قبل سفره.
وأشار الوالد إلى واقعة قد تكون لها علاقة بأمر مقتله، حيث أكد أنه منذ عامين كان هناك شخصان يلعبان فى القرية "السريرة"، وقام أحدهما بدفع الثانى فلقى مصرعه، وتم اتهام شخصين بقتل هذا الرجل، حيث صدر حكم على الأول بالسجن 5 سنوات وقضت المحكمة ببراءة المتهم الثانى –وهو ابن أخيه- لافتا إلى أن المتهم الأول قريب للعائلة ولكن قرابة بعيدة.
وأضاف والد القتيل: أن الحادث قضاء وقدر ولا أتهم فيه أحد، والشرطة الإيطالية تجرى تحقيقاتها فى الواقعة حالياً ولم تصل إلى شىء الآن، وأنه تم احتجاز زملاء "عامر" فى السكن للتحقيق معهم وأخذ أقوالهم فى الواقعة، ولكنه أشار إلى أن واقعة مقتل شخص من أبناء القرية منذ عامين كان أهل القتيل وقتها يقولون "إحنا لنا راجل ولما يطلع إحنا نعرف نأخذ حقنا" يقصدون المحبوس فى قضية القتل، وكان نجلى وقتها فى إيطاليا وشقيق القتيل فى إيطاليا وشقيق القاتل أيضا هناك. وتساءل قائلا: فهل يتركون شقيق القاتل ويقتلون نجله؟ مستبعدا هذا الأمر ولم يوجه أصابع الاتهام إلى أحد بالتورط فى قتل نجله "عامر " فى شوارع "ميلانو " بإيطاليا.
وأضاف:أن السفارة المصرية اتصلت عليهم من أجل أن تخبرهم بواقعة القتل، وأن الشرطة الإيطالية بالتأكيد ستصل إلى الجانى ونعرف التفاصيل.
لم تجف دموع الأم على مدار أسبوعين، حيث بدأت حديثها لليوم السابع قائلة: أنا لدى 10 أبناء وعامر هو الابن الثانى لى يفوق جميع أخوته بحسن خلقه وهدوء طبعه، كنت انتظره لقضاء رمضان هذا العام معنا وعدنى بأن يعود ولكن الموت حال بينى وبينه.
وأضافت الأم عفاف عبد الرازق عبد الجليل "60 سنة " أن عامر كان يحلم بالسفر وألقى بنفسه فى البحر لتحقيق حلمه بالهجرة غير الشرعية ونجا من البحر ولكنه لم ينج من قدره بالموت قتيلا.
وتستطرد الأم: ظل ابنى 4 سنوات بإيطاليا دون أن نراه وعاش رحلة شقاء طويلة ونقل خلالها من عمل إلى عمل لكونه بدون إقامة إلى أن استطاع الحصول على الإقامة فى شهر إبريل قبل الماضى، ولم تسعه الفرحة وقتها عندما تحقق حلمه بالحصول عليها بعدها عاد من السفر وقضى معنا شهرا لم أره خلاله سوى ساعات معدودة، وعندما قلت له إننى اشتقت إليه أخبرنى بأنه سيعود مرة أخرى بعد أشهر قليلة، ولكنه عاد جثة هامدة دون أن أراه وأعوض اشتياقى إليه..
وتكمل وهى تحاول منع نفسها من الانخراط فى البكاء قائلة: عامر ابنى كان طيبا جدا وتطبع من الطليان بقلة الكلام وهدوء الطبع، وكان كل زملائه يحبونه، أنا أعلم جيدا أن هذا قدر، ولكن قلبى لن يرتاح حتى يتم القبض على الجانى ويموت مثلما مات ابنى.
أما عمران عامر رشوان ابن القتيل فقال: لم أر والدى منذ زمن، لكن جاء منذ شهور وقضى معنا شهرا وفسحنا فى وادى الريان وبحيرة قارون، ووعدنا أنه سيأتى قبل رمضان ونروح نتفسح فى إسكندرية ورأس البر، لكن بابا مات وأنا روحت النهاردة وقمت بزيارته فى القبر وقرأت له الفاتحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة