أثار فاروق حسنى وزير الثقافة والمرشح لمنصب أمين عام اليونسكو حالة من الجدل الحاد استمرت منذ الأول من يونيو الجارى وحتى أمس. حيث نشرت صحيفة "التايمزالبريطانية " على موقعها الإلكترونى مطلع الشهر مقالا بعنوان "فاروق حسنى حارق الكتب العبرية الأقرب لرئاسة اليونسكو" واستمرت تعليقات القراء منذ يوم النشر وحتى أمس.
أشار الفرنسى " تشارلز بريمنر" إلى مقولة الوزير الشهيرة أمام مجلس الشعب العام الماضى عندما أعلن استعداده لحرق جميع الكتب العبرية الموجودة بمكتبة الإسكندرية، كما أشار الكاتب أيضا إلى اعتذار الوزير عن عبارته المثيرة للجدل قبيل التصويت على مقعد اليونسكو.
تضمن المقال أيضا توصيفا للمعركة التى جرت على صفحات "اللومند الفرنسية" عندما أعلن ثلاثة من المثقفين اليهود هم "الصحفى هنرى ليفى، والمنتج السينمائى كلود لينزمان، بالإضافة إلى إيلى واسيل الحاصل على نوبل فى الآداب" رفضهم لترشيح حسنى لليونسكو باعتباره عنصريا ومعاديا للسامية ويحث على الكراهية، كما وجهوا الدعوة إلى جميع الدول للتصويت ضده.
الطريف فى الأمر هو تعليقات القراء التى زادت عن 20 تعليقا حتى ليلة أمس بين مؤيد ومعارض مما يؤكد حالة الانقسام التى تسود الشارع الأوروبى على مسألة ترشيح الوزير للمنصب الدولى.
تساءل محمود الميناسي، مصرى مقيم بالسويد "ماذا تفعل سيدى الوزير؟ ولماذا؟ لك أم لمصر؟ مصر لا تحتاج إلى أى مناصب دولية، مصر فقط بحاجة إلى من يعمل من أجل تغيير واقعها الثقافى وهذا يتأتى من أى موقع وليس فقط من اليونسكو؟ ألا يكفيك الجلوس على كرسى الوزارة 21 عاما؟
فيما اعتبر "ديونج" من سان فرانسيسكو، أن هذا الرجل مكسب عظيم لليونسكو. وأضاف "لقد عمل طوال حياته من أجل نشر الثقافة عالميا، و ربما قال عبارته السابقة تحت ضغط وها هو يعتذر فلابد للعالم ألا يخضع للمزاج الصهيونى".
أما "خان" من إنجلترا فقد تناول القضية من وجهة نظر أخرى قائلا: "من المقبول أن ينتقد الإسلام تحت دعوى حرية التعبير لكن اللحظة التى يفكر فيها أى شخص فى انتقاد إسرائيل أو اليهود يعتبر معاديا للسامية بل و مجرم أيضا".
و بطبيعة الحال اختلف معه "ديفيد" من إسرائيل. وقال "العكس هو الصحيح فالعرب يعادون الغرب وإسرائيل روتينيا، وعندما يفكر أحد فى انتقاد النبى محمد تهبّ الاضطرابات وتهديدات القتل".
كما أدان "جولى ديكس" من إسرائيل أيضا الوزير قائلا "حسنى هل نحن حمقى لنصدق اعتذارك وننتخبك؟ إن تتظاهر بعكس ذلك، نعم أن نصدقك فأوباما أو سوتمايور أو حسنى لا يهم، فالكراهية هى الكراهية ولا تسامح فى ذلك"
فيما رأت "نفرتيتى" من مصر مسألة اعتذار الوزير خطأ فادحا وقالت "كان لا بد له ألا يعتذر لأن ما قاله بحق إسرائيل كان مستحقا، إنه من المحزن أن نرى أوروبا التى كانت مركزا للتنوير خاضعة لمجموعه من الصهاينة، هل أصبح لزاما على الجميع ان يتقبل سياسة التمييز العنصرى الإسرائيلية؟"
وشن "سفنستون" من لندن هجوما مماثلا. وقال "دموع التماسيح، هذا الرجل غير قادر على تمثيل منظمة دولية فمنظمة اليونسكو يجب أن تدار بواسطة شخص مسئول وليس رجل يغير من مواقفه وفقا لمصالحه، لقد أظهر الرجل خباياه". أما "جايل" من لندن فاعتبر تصريح حسنى ثم اعتذاره أمرا غير مقبول. وقال"إنه وزير ثقافة ومسئول حكومى، كان لا بد له ألا يضع نفسه فى موقف يحتم عليه الاعتذار".
بينما اعتبر "ماركو إيل ماجنتيكو" من إيطاليا فوز الوزير انتصارا للفن التشكيلى فقال "رغم أننى لا أعرف أى من لوحاته ولكن فوزه يعد نصرا للسريالية"
ونصح "جى بى" من فرنسا اليهود بقوله "إنها محاولة لفرض وجهة نظر معاكسة "برنارد ليفى ولينزمان، وويسل يجب أن تنصتوا جيدا لما يقوله الآخرون، يكفى فلنبدأ بمواجهة الحقيقة، فى إسرائيل الطيب والشرير". أما "جنى" من لندن فاستكملت هجوم مواطنيها و قالت "وزير ثقافة منذ 21 عاما ويعتذر هذه الأيام، إنه يعتذر من أجل المقعد ماذا يريدون؟ اللعنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة