فاطمة مظهر تكتب: أيها الغاضبون.. رفقا بأنفسكم!!

الأربعاء، 01 يوليو 2009 11:19 ص
فاطمة مظهر تكتب: أيها الغاضبون.. رفقا بأنفسكم!!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كل مرة أخرج فيها عن شعورى ويتملك منى الغضب أو افقد أعصابى، أشعر بالخجل والندم الشديدين، أحس كأننى كنت فى امتحان وفشلت! نعم! فتلك هى الحقيقة المرة، لقد فشلت بجدارة وتاريخى فى هذا الفشل متكرر وعميق على مدى سنوات العمر!

وأعلم أننى لست وحدى فى عالم الغضب، فيشاركنى فى هذا الجوار الآلافات
بل الملايين ولكن بتفاوت النسب كل حسب قدرته على ضبط نفسه ومقاومة مستثيرات الغضب الموجودة بوفرة لا نهائية فى عالمنا المحيط.

البعض وأنا منهم يفقد السيطرة مرتين، ثلاث، أو أربع فى السنة، والبعض الآخر مرتين، ثلاث، أو أربع فى اليوم الواحد!!

وبغض النظر عن الفريقين وإلى أى منهما تنتمى أيها الغاضب الزميل، أو عما إذا كان معك الحق لكى تغضب أم لا، فأرجوك تسأل نفسك هذا السؤال (يعنى ما كانش ممكن تعالج الموضوع بطريقة أهدى وأعقل من كدة؟ والإجابة طبعاً: أكيد ممكن بس انا ما حاستش بنفسى وفقدت السيطرة.. ويا عينى بقى على الشخص اللى حضرتك طلعت فيه شحنة الغضب المتينة، ممكن يكون شخصا قريبا وطيبا ويسامحك،
أو يكون شخصا استضعفته لأنك أدركت أنه لا يمتلك قوة الرد عليك
فيكبت فى نفسه ثم يدعى عليك و"إياك ودعوة المظلوم"، أو يكون شخصا قويا سواء قريبا أو بعيدا ويقلب الدنيا على دماغك ويتعقد الموضوع ويتحول إلى مشكلة كبيرة أو حرب لها مضاعفاتها وأوجاع دماغها...الخ).

ولا تنسى كم الذنوب اللى حضرتك أخذتها وأضفتها إلى ميزان السيئات
فى خضم مشاعر ومشاكل ومضاعفات الغضب.

والحقيقة أن هناك العديد من الدراسات التى تدور حول مفهوم الغضب ومدى تأثيره على مناعة الإنسان وصحته وقدرته الإنتاجية وسعادته، والتغييرات التى تطرأ عليه حينما يغضب والمواد التى يفرزها جسمه...الخ، وأخرجت هذه الدراسات برامج عديدة منها على سبيل المثال: "إدارة مشاعر الغضب Anger Management " و" إدراك الذات Self Awareness" و " الذكاء العاطفى Emotional Intelligence"

ومعظم هذه البرامج تناقش وتعالج كيفية إدراك الذات والتعامل مع المشاعر السلبية والسيطرة على النفس وتوضح مدى خطورة تلك المشاعر وتأثيرها الشديد على صحة الإنسان وحياته. وياريت لو تقدر تقرأ كتابا أو مقالا عن هذا الموضوع فسوف يفيدك كثيرا، ً لأنه عميق جداً وكبير جداً وله أبعاد وتناولات متعددة دينية، نفسية، اجتماعية وصحية..

وعن تجربتى الشخصية مع الغضب أستطيع أن أقول لك أن الحوار مع الذات شىء
فى غاية الأهمية لأنه بداية الطريق نحو العلاج، ولأنه علامة على إدراكك أساساً "أنك عملت حاجة غلط".

وينبغى عليك أن تدرك أن العلاج مرتبط ارتباطا كليا وجزئيا بحقيقة القدر ومدى تقبلك لما كتبه الله عليك فى كل يوم من أيام حياتك.

فالرضا هو أساس الموضوع كله وهو ما يهون عليك السخافات التى تمر بها يومياً، ويساعدك على إرسال ردود أفعال أكثر رزانة وعقلانية.

وقد يكون من الحكمة أيضاً أن نتحلى ببعض الصفات التى هى فى غاية الصعوبة
والندرة هذه الأيام إما لغفلتنا أو لضعف أنفسنا ألا وهى العفو، التغاضى عن أخطاء الآخرين بإرادتنا الحرة، الحلم، الصبر، تجنب الشك وما إلى ذلك...

علينا أن ندرك أن الغضب والعصبية ضعف وليس قوة، قلة حيلة، وليست سيطرة، سوء تصرف و ليس حسن تصرف بأى حال من الأحوال.

وأخيراً على أن أذكر أن النجاح لن يأت هكذا بين يوم وليلة، وإنما هو طريق طويل من الكفاح ومجاهدة النفس علينا أن نطرقه من أجل حياة أكثر هدوءاً
و أقل توتراً.

عزيزى الغاضب ، رفقاً بنفسك ، رفقاً بمن حولك وأرجوك حاول أن تغير من نفسك لأن التغيير ممكن وليس مستحيلاً، فابدأ الآن.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة