د. نرمين عبد العظيم تكتب: الكوتة.. وذئاب الجدل

الأربعاء، 01 يوليو 2009 11:13 ص
د. نرمين عبد العظيم تكتب: الكوتة.. وذئاب الجدل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لازال الكثيرون يرون أن نظام الكوتة هو بمثابة نظام رعاية للمرأة العاجزة قليلة الحيلة، وأن الدولة تحاول أن تحمى المرأة بنظام الحضانة.. وجميع الرجال الذين تحدثوا عن هذا الموضوع نقدوه بشدة برغم بساطة العرض المقدم من الحكومة المصرية مقارنة بدول أخرى بها ديمقراطية أكثر مما لدينا وتطبق الكوتة مثل فرنسا التى خصصت 30% من نسبة المشاركه داخل البرلمانات للمرأة.. رفقا أيها الرجال فأنتم تعلمون جيدا ما ينتظر المرأة إذا قامت بترشيح اسمها لخوض الانتخابات وبدأت التجهيز لذلك.. دعونى أسأل كل رجل فيكم وكل زوج منكم هذه الأسئلة التى ستجيب أكثر على الموروث الثقافى والاجتماعى؟ والتى ستوضح لكم جيدا لماذا يعترض ذئاب الجدل على الكوتة ويصرون أن تنازلهم المرأة الانتخابات.
هل ستستطيع المرشحة بمفردها عقد الندوات ونصب الخيام للتحدث عن برنامجها الانتخابى؟.. فكم رجل سيسخر فى داخله لهذا المشهد وكم رجل سيحترمه؟.. وكم رجل سينظر إليها على أنها امرأة بها جمال أو تعلم الفضيلة؟ وكم رجل سيحترم فكرها وكم رجل سيردد الست ملهاش غير بيتها إحنا ناقصين هم بره وجوه؟

كم مسئول وموظف وعامل ستتعامل معه المرأه التى بها لمحة جمال.. سيحاول الاستظراف والمقايضة وجس النبض وترديد الاسطوانات؟.. وكم زوج يعلم ذلك جيدا سيعترض لرغبة زوجته نزول الانتخابات وسيعلن أنا مراتى مترحش تعرض نفسها على شوية عمال وصنايعية وكل واحد فى نفسه غرض.

كم زوج سيعترض أن تكون زوجته صاحبة منصب قيادى وسيحاول خلق المشاكل وإعلان تقصيرها المسبق تجاه بيتها وأولادها .. ومجتمع إيه؟ بيتك أولى بيكى وعيالك والشغالة والطبيخ وعلى الطلاق؟

وكم امرأة لديها من المال لخوض الانتخابات بصورتها الحالية المتمثلة فى شراء البطاطين والسندوتشات وتوزيع اللحوم؟.. أيضاً كم امرأة ستؤيد خوض زميلتها الانتخاب وستراه فى صالح المرأة؟
وقد ترسخ فى أذهان معظم النساء أن المرأة الأخرى هى الحماة أو الضرة أو السكرتيرة الجميلة أو الهانم الغنية أو المتعلمة الذكية التى يجب أن تظل دائما تحتاط منها دائما على زينة الرجال المعرض دائما "للخطف أو الضعف..فالمرأة تخشى المرأة قبل الرجل مهما حاولن إظهار العكس ومهما كان وجودها وتمثيلها إياها سيعود عليها بالفائدة والتغيير الملحوظ على حياتها...

رفقا أيها الرجال... نحن نحبوا الآن من أجل تغيير نظرة المجتمع بكل فئاته كى نقبل ونحترم فيه.. أنتم أيها المحترمون لا تعلمون كم فى هذا المجتمع فئات تستحق الذبح.. أنتم لا تعلمون معنى أن يضع الله ناصية المرأة فى يد من لا يتقى الله وكم منهم كثيرون الآن.
دعونا الآن نختصر أعمالنا ومجهوداتنا وخبراتنا ومعايير قبولنا واستحقاقنا للعمل البرلمانى وللتمثيل المشرف وبعيدا عن الواسطة والنسب والقرابة.. فقط فى سيرتنا الذاتية التى نرسل بها للمسئولين ويتم تقييمنا من خلالها.. واكفونا بالله عليكم ذئاب الجدل والاعتراض لأسباب غير معلومة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة