سعيد شعيب

الجنازة حارة

الأربعاء، 01 يوليو 2009 07:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تعرف بالضبط ما هو دور اتحاد المحامين العرب ؟
أنا شخصيا لا أعرف أكثر من بياناته التى يصدرها فى مناسبات سياسية فى الأغلب الأعم تكون لصالح أنظمة حكم ضد "الهجمة الصهيونية الأمريكية".. ولكنى لم أره يتصدى لأى انتهاكات يتعرض لها المحامون فى أى بلد عربى من المحيط إلى الخليج.

هذا بالضبط هو سبب دهشتى من الحرب الطاحنة التى دارت على أرض المغرب للحصول على كراسى هذا الاتحاد البائس، بلاغات وتربيطات وضرب تحت وفوق الحزام و..و..إلخ و"الجنازة حارة والميت...".

هذا الاتحاد تم تأسيسه باعتباره منظمة عربية دولية غير حكومية، وشعاره الحق والعروبة، أى أنه بهذا المعنى لا يسمح بباقى الأقليات بالتواجد داخل تشكيله، لأنه منذ البداية استند على مفاهيم سياسية مستمدة من الخطاب القومي، أى أن أساسه غير مهنى، ولذلك من الصعب أن يقبل مثلا تجمع لمحامين أكراد أو من الأمازيغ.

لذلك ستجد الكثير من الأهداف السياسية فى لائحة الاتحاد، ليست مرفوضة فى حد ذاتها، بل على العكس هى صحيحة، فمن منا يمكن أن يرفض الكفاح لتحرير الأرض العربية وبناء المجتمع العربى المتحرر القائم على أسس العدل والكفاية، ولكن يجب أن يكون المدخل مهنيا، بمعنى أن الإصلاح الدستورى والقانونى فى البلاد العربية هو الأساس لوجود مهنة محاماة قوية تستطيع الدفاع عن حقوق المواطنين.. وبالتالى تأسيس مجتمعات حرة ديمقراطية.

لكن هذا للأسف لا يحدث، ولذلك ستجد القائمة الطويلة العريضة لأهداف الاتحاد المهنية لم يحدث وأن تحقق منها شىء. خذ مثلا تأمين استقلال مهنة المحاماة واستقلال نقابات المحامين واستقلال قرارها وتأمين حرية المحامى وحصانتها فى أداء رسالتها، فلم يحدث أن أخذ الاتحاد موقفا ضد الانتهاكات التى يتعرض لها المحامون ونقاباتهم، منها مثلا حل نقابة المحامين السودانيين أو اعتقال وسجن محامين.. ناهيك عن القوانين الاستثنائية البائسة من المحيط للخليج.

ولم يحدث أن كانت هناك برامج تدريبية جادة لشباب المحامين وتأهيلهم ورفع مستوى أدائهم المهنى. ولن تجد أثرا حتى للهدف القومى للاتحاد وهو توحيد قوانين مهنة المحاماة على نحو يكفل للمحامى العربى حق الممارسة فى الأقطار العربية كافة.

لن تجد شىء سوى شكل فارغ، كل دوره هو الوجاهة للقائمين عليه، وصدور بيان من حين إلى آخر يناصر أنظمة حكم ديكتاتورية. ألم أقل لكم أن الجنازة حارة والميت...





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة