دعا إلى إعادة النظر فى وضع التعليم الفنى.. وطالب بفصل المناهج عن الأيديولوجيات..

معهد "بروكينجز" يضع "روشتة" لإصلاح التعليم فى الشرق الأوسط

الثلاثاء، 09 يونيو 2009 11:50 ص
معهد "بروكينجز" يضع "روشتة" لإصلاح التعليم فى الشرق الأوسط جانب من تقرير معهد "بروكينجر"
إعداد رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتم معهد "بروكينجز" الأمريكى للدراسات الإنمائية، بوضع التعليم فى الشرق الأوسط والعالم الإسلامى بما فى ذلك مصر، داعياً إلى الاهتمام بالتعليم الفنى، وإعادة النظر فى منظومة التعليم بما يتماشى مع احتياجات سوق العمل، كما طالب بضرورة فصل المناهج التعليمية عن الأيديولوجيات والاتجاهات السياسية.

وأشار المعهد إلى أن 25% من شباب الشرق الأوسط يعانون من البطالة، رغم حصولهم على قسط وافر من التعليم، فمثلاً، البالغين فى مصر الذين حصلوا على شهادة الثانوية يشكلون 24% من تعداد السكان، ولكنهم يمثلون 80% من الطبقة غير العاملة، الأمر الذى يوضح الحاجة الماسة إلى إعادة النظر فى النظام التعليمى، وتحديداً المناهج المدرسية.

وقال المعهد فى تقرير له، تعليقاً على خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى القاهرة، والذى تعهد خلاله بالتعاون مع الدول المسلمة فى مجال النهوض بالتعليم، إن وعود أوباما "لمحو أمية الفتيات وتحسين مستوى عمل المرأة فى العالم الإسلامى" أمر يدعو للتفاؤل.

وأوضح أن أوباما ضرب بذلك على "وتر هام بهذا التعهد"، فالتأكيد على دعم "أى دولة ذات أغلبية مسلمة"، وليس فقط الدول التى تتمتع بأهمية سياسية وجغرافية بالنسبة لواشنطن، لتحسين مستوى التعليم بها، يعتبر خطوة هامة باتجاه تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والمسلمين فى ظل الأوقات الراهنة، كما سيكون لها أثر عظيم فى المستقبل.

وأضاف المعهد الأمريكى، أن أوباما أحسن اختيار قطاع التعليم ليستثمر فيه جهوده لرأب الصدع مع العالم الإسلامى، خاصة تعليم النساء والفتيات الذى يعتبر أحد أزكى الاستثمارات التى ستعود بفائدة كبيرة على الولايات المتحدة، ولكن فقط إذا كان الرئيس أوباما جاداً فى العمل مع المجتمعات الإسلامية لتحسين مستوى الحياة التى يعيشونها. فتعليم النساء والفتيات أمر هام على الساحة التنموية لأى دولة، كما ظهرت فعاليته فى تحسين الظروف الاقتصادية وخفض معدلات الوفاة بين الأمهات والأطفال، ومنع انتشار مرض الإيدز.

وأشار "بروكينجز" إلى أن العديد من دول العالم الإسلامى ترغب فى تحقيق المساواة بين الجنسين حتى يحصلوا على قدر وافر من التعليم. ومن ناحية أخرى، أظهرت استطلاعات الرأى التى أجريت فى مصر والأردن ولبنان والمغرب أن 98 % من الكتلة السكانية يؤيدون حصول البنين والبنات على القدر نفسه من التعليم. ووضع المعهد أربعة عناصر هامة لتطوير استراتيجية التعليم فى العالم الإسلامى وهى كالتالى:

الشمولية
تتسم بلدان العالم الإسلامى بانتهاج أنماط حصر التعليم على الصبية، وحرمان الفتيات من فرصة الحصول على قدر من التعليم، خاصة فى المناطق الريفية، فعلى سبيل المثال، تبلغ نسبة الفتيات اللاتى لم يتممن مرحلة تعليمهن الإعدادية 96% من إجمالى 232 ألف طفل لم يكملوا هذه المرحلة.

ووفقاً لليونسكو، الدول العربية، بين جميع دول العالم، تحظى بأعلى نسبة من الفتيات اللاتى تركن المدرسة فى مرحلة الإعدادية. وتطرق المعهد إلى ما تتعرض له الفتيات فى باكستان وأفغانستان حتى يتمكن من الذهاب إلى المدارس ليتلقين قسطاً من التعليم، فهن يتعرضن للهجمات المتكررة من قبل الجماعات المتشددة.

الجودة
هناك مشكلة أخرى يتسم بها التعليم فى العالم الإسلامى، إلا وهى جودة ونوعية التعليم، فعند الحصول أخيراً على فرصة للتعليم، تجد أنه بلا فائدة تذكر، وذلك بسبب فقر المادة العلمية لدى المدرسين وعدم حصولهم على تدريب يؤهلهم لهذه المهمة، وتكدس الفصول الدراسية، وندرة المواد التعليمية التى يتلقاها الطلاب.

ويضطر الكثير من الطلاب فى دول العالم الإسلامى إلى تكرار السنوات الدراسية بسبب افتقار الخدمات التعليمية إلى الجودة الكافية. وتقدر منظمة اليونسكو أن 4% من طلاب المرحلة الإعدادية بالمنطقة العربية يعيدون مرحلة دراسية فى وقت ما. وما يدعو للاستغراب أن الفتيات أفضل من الصبية، حيث تكرر 3.3% فقط من الفتيات الفصول الدراسية بينما يعيد أكثر من 4.6% من الصبية المرحلة الدراسية نفسها.

الصلة
يقول المعهد إن أى استراتيجية تعليمية فعالة يمكن تطبيقها فى العالم الإسلامى بنجاح، ينبغى أن تضمن أن الأطفال والشباب والبالغين سيكتسبون المهارات والمعرفة ذات الصلة الوثيقة بتحسين حياتهم. ولعمل ذلك، هناك الكثير من الوسائل التعليمية التى يجب تطبيقها، فكثير من الأحيان، تركز التنمية التعليمية على التعليم الرسمى بدلاً من البدائل الأخرى المتاحة مثل التدريب الفنى، ومحو الأمية وتطوير المهارات العملية، التى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمطالب سوق العمل.

حساسية طبيعة الصراع
وجود تهديد قوى متمثل فى الصراع المسلح، أمر شائع فى عدد من دول العالم الإسلامى، وهو الأمر الذى يجب مراعاته عند التطرق إلى النظام التعليمى وفعاليته. ويقول المعهد إن التوصل إلى استراتيجية فعالة تتمكن من التعامل مع المشردين والمدارس المعطلة والبيئات التعليمية غير الآمنة، يستلزم معرفة طبيعة التعليم السياسية، فالنظام التعليمى أداة للتأثير على خلق هوية وطنية موحدة، فعلى سبيل المثال، روج المنهج الدراسى فى ظل رئاسة الرئيس العراقى المخلوع، صدام حسين أفكار وأيديولوجيات حزب "البعث".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة