"قف للمعلم وفِه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا".. قفز إلى ذهنى هذ البيت الشعرى عندما رأيت إهانة المعلمين على شاشات التليفزيون، إهانة المعلمين تحت مسمى اختبارات الكادر.. المعلمين الذين تحملوا قلة رواتبهم على مدار سنوات طويلة.
وأنا هنا أتحدث عن المعلمين الذين ليس لهم علاقة بالدروس الخصوصية، معلمى مواد الرسم والتربية الدينية والرياضة البدنية والموسيقى، وأيضا أتحدث عن المعلمات اللاتى لا تسمح ظروفهن الأسرية بإعطاء دروس خصوصية ، حتى لو كن معلمات مواد مثل الرياضيات والعلوم واللغات .. إلخ.
كل هؤلاء تحملوا كثيراً نظير حصولهم على رواتب أقل ما يقال عنها أنها فتات، وتحملوا ذل امتحانات الكادر ليزيد هذا الفتات إلى الضعف، وحتى بعد الزيادة سيظل الراتب لا يسمن ولا يغنى من جوع، وسيتحول الفتات إلى فتافيت ليس أكثر!
وأتساءل هل يعقل أن تختبر معلمة تربية رياضية أو تربية فنيه أو اقتصاد منزلى فى الثامنة والخمسين من عمرها، ولم يتبق لها على سن المعاش سوى سنتين؟ هل يعقل بعد هذا العمر الطويل من العمل أن يتم اختبارها فى النحو والصرف فى اللغة العربية.. لماذا لا تختبر فى تخصصها؟ ثم لماذا تختبر أصلا؟.. ألا يكفى ما قضته هذه المربية الفاضلة وغيرها ممن هن فى مثل عمرها من سنوات، وسنوات تحاول فيها جاهدة أن تربى أجيال؟.. ماذا لو قررت الحكومة أن تزيد من ميزانية وزارة التعليم لصالح رواتب المعلمين من دون اختبارات الكادر؟ طالما أنها سوف تزيد الرواتب بعد الاختبارات.. معنى ذلك أن هناك ميزانية للزيادة.. فلماذا الاختبارات إذن.. وما الفائدة منها؟.
ماذا لو قررت الحكومة الاستغناء عن بعض المظاهـر الكاذبة والتى تكلفنا ملايين الجنيهات؟ وأشير هنا إلى تجميل جامعة القاهرة، وما حولها استقبالا للرئيس الأمريكى أوباما.. ألا يعلم أوباما أنه ذاهبا فى زيارة لدولة من دول العالم الثالث! ألم ير أوباما على الشاشات مظاهر الكذب والخداع من تجميل وتزيين انتظارا لقدومه الباهـر؟
بعد كل هذا ونتساءل جميعا: لماذا ينحدر التعليم وتنحدر البلاد إلى الأسوأ؟.. أعتقد أن الإجابة واضحة وضوح الشمس.. نداء خاص للحكومة.. ارحموا عزيز قومٍ ذل!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة