فاروق الجمل

حسن شحاتة ونكبة 2009

الثلاثاء، 09 يونيو 2009 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاش عشاق ومحبو ومريدو كرة القدم، خلال الأيام الماضية حالة من الإحباط و اليأس و الحزن، بسبب الهزيمة النكراء أمام المنتخب الجزائرى الشقيق بثلاثية قاتلة، لم يتوقعها حتى الجزائريين أنفسهم، ليتبخر حلم الوصول إلى المونديال أمام أعيننا.

ربما كان الشعب المصرى، أو معظمه يعلق الكثير من الآمال على الكابتن حسن شحاتة وجهازه الفنى، ولاعبى المنتخب، كان يتوسم فيهم القوة والقدرة على حسم اللقاء، والعودة إلى القاهرة بنقاط المباراة الثلاث، أو على نقطة واحدة على أقل تقدير.

ربما اندفع الشعب المصرى خلف مشاعره، وخلف الإنجازات التى حققها الكابتن حسن شحاتة ، والتى تحسب له ، ولكن دعونا نتوقف للحظات لنتساءل: هل المنتخب المصرى بالفعل منتخب قوى؟ هل هذا المنتخب هو الفريق الذى فاز ببطولتى الأمم الأفريقية الأخيرتين؟ هل نحن بالفعل نستحق الفوز و التأهل لكأس العالم؟

الحقيقة لا، فالفريق الذى نشاهده منذ التتويج بالبطولة الأفريقية السادسة فى تاريخنا، قد ذهب بلا عودة، حين تحول لاعبوه ومديره الفنى إلى نجوم إعلانات فى نيولوك جديد، و خاصة المعلم حسن شحاتة، والذى أكن له شخصيا كل احترام وتقدير، كإنسان ..كلاعب كرة قدم له مكانته وقدره وبصماته فى الملاعب العربية والمصرية والأفريقية، والتى لا ينكرها عليه أحد، وأيضا كمدير فنى حالفه توفيق الله والحظ، مما مكنه من حصد لقب القارة السمراء مرتين متتاليتين.

نعم من حق الرجل أن يفعل ما يريد، وأن يظهر كبطل إعلانات كما يحلو له، فكل هذه الإعلانات عبارة عن باب رزق فتحه الله للكابتن حسن شحاتة بعد أن أصبح لا حديث للقارة الأفريقية إلا عنه، نعم من حقه أن يفعل هذا، لأن الذى يرفض النعمة تزول من وجهه، ولكن هل النيولوك الذى ظهر عليه الكابتن حسن شحاتة ، و لا عبو فريقه، كنجوم إعلانات، أفاد المنتخب أم أضر به، بالفعل هذا يحدث فى العالم كله، وكل النجوم العظام فى الملاعب نجوم إعلانات، ولكن ما مدى نجاح هذه التجربة فى مصر .. هذه نقطة.

أما الثانية فهى تكمن فى الخلافات التى تدور بين لاعبى المنتخب المصرى فى الخفاء، و الصراعات التى أقحم الكابتن حسن شحاتة له منى كل تقدير واحترام نفسه فيها، دون أى داع، وفى مقدمتها المشكلة الأخيرة التى حدثت بين أحمد حسام " ميدو "، وعمرو زكى، والسؤال هو: لماذا تعاطف الكابتن حسن شحاتة مع عمرو زكى وضمه للمنتخب ولم عاقب ميدو وحده بالرغم من أن كلا اللاعبين مخطئ؟ لماذا يكيل الكابتن حسن بمكيالين ، لماذا جعل عمرو زكى يلعب أكثر من 70 دقيقة من عمر المباراة، بالرغم من أن كل من شاهدوا المباراة لاحظوا منذ اللحظة الأولى أن عمر زكى فى أسوأ حالته، فهو لا يلعب بصورة جديدة، ولا يشكل أى خطورة على مرمى الخصم، ولا يساند زملاءه، ليشكلوا معا ضغطا على الفريق الجزائرى، على العكس تماما، اتسم أداء زكى بالفردية والسلبية وبات وكأنه تائه فى الملعب كمن تطأ أقدامه أرض الملعب لأول مرة .. إذن لماذا أبقى المعلم عليه؟ لما لم يستبدله بآخر؟ لماذا لم يدفع الكابتن حسن شحاتة المدرب العظيم الذى يتغنى به الشعب المصرى منذ سنوات ، بمحمد حمص أو بأحمد حسن منذ وقت مبكر؟ لماذا وقف مذهولا مبهما أمام قسوة الهزيمة و لم يتمكن من القيام بتغيرات إلا بعد أن تأكدت هزيمتنا؟

لماذا دفع الكابتن حسن شحاتة له منى كل احترام و تقدير بمحمد شوقى وهو لاعب بديل فى ناديه الإنجليزى، ولا يشارك بشكل أساسى منذ فترة؟ لماذا أصر على أن يكون عصام الحضرى هو الحارس الأساسى بالرغم من أن الكل يعلم أن عصام يعيش حالة من تراجع المستوى منذ فترة، وذهنه مشغول هذه الأيام بحكم الفيفا، والذى حكم بإيقافه لمدة 4 أشهر مع الغرامة ؟ لماذا لم نر ضمن الـ18 لاعب شريف عبد الفضيل أو أحمد خيرى أو حازم إمام الصغير؟ أو أحمد السيد المتألق منذ فترة؟

لماذا ظهر لاعبو المنتخب فى صورة أشباح فى الملعب عدا محمد أبو تريكة ومحمد زيدان وأحمد حسن " عقب نزوله " ، وسيد معوض ، ووائل جمعة؟

لماذا يتردد فى الشارع و الفضائيات أن تراجع مستوى النادى الأهلى وراء تراجع مستوى المنتخب، وأن رحيل البرتغالى مانويل جوزيه سيؤثر على الفريق الوطنى فى الفترة القادمة. يتحدث الناس على استحياء فى أن سر قوة المنتخب كان ورائها الساحر البرتغالى جوزيه، والذى ساهم بشكل كبير فى تطوير الكرة فى مصر؟ ..

لماذا .. و لماذا ؟ ، ولماذا أيضا؟ ولكن الإجابة ستتضح خلال كأس العالم للقارات القادمة ، والمباريات المتبقية من عمر تصفيات كأس العالم؟





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة