كشف استطلاع رأى عالمى أن 25% فقط من المصريين راضون عن جهود الحكومة فى التوظيف، وأن 75% الآخرين ساخطون وغير مبالين بتلك الجهود لأسباب مختلفة على رأسها الواسطة والقدرة على العمل.. وأوضح الاستطلاع الذى أجراه مركز "جالوب" لدراسات الرأى العام العالمى، أن الشباب العربى أصبح عازفا عن العمل الحكومى ويفضل عليه القطاع الخاص.. حيث بلغت نسبة الشباب العربى الذين يفضلون العمل فى القطاع الخاص نحو 65 %، ومن 20 إلى 25% تخطط للهجرة من بلدانهم للعمل فى الخارج، وهى نسبة تتفق مع النسبة العالمية التى تصل فى معدلاتها إلى 25%.
وبحسب الاستطلاع فإن 58 % من الشباب العربى على استعداد للانتقال للعيش فى بلد آخر إذا ما عرض عليهم عمل جذاب هناك.. ولفت الاستطلاع الذى شمل مسح للشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 عاما، أن نسبة عالية إلى حد ما من الشباب العربى من الذين لا يمتلكون فى الوقت الحالى نشاطا تجاريا يخططون لبدء عمل خاص بهم فى العام المقبل. فعلى سبيل المثال، يقول 38 % من الشباب فى تونس والعراق، و46 % فى السودان، و32% فى السعودية، إنهم يخططون لبدء عمل خاص بهم فى غضون الأشهر الاثنى عشر القادمة. وإذا ما قورن ذلك بالشباب الأمريكى، نجد أن 4 % فقط منهم، ممن لا يمتلكون نشاطا تجاريا فى الوقت الحالى، يقولون مثل ذلك، ويقول ما متوسطه 36 % إنه من السهولة بمكان الحصول على قرض لبدء مشروع أو نشاط تجارى خاص فى بلدانهم.
وأظهر الاستطلاع، أن 37 % من الشباب السعودى قالوا إنهم رفضوا وظيفة عرضت عليهم فى وقت سابق، فيما قال 60 % منهم إنهم لم يرفضوا أى وظيفة مسبقا. ليتصدر الشباب السعودى الشباب العربى فى رفض الوظائف، فى حين أن المتوسط على مستوى الدول العربية هو 19 %، والمتوسط خليجيا 31 %.. وبحسب إحصائيات البنك الدولى، فإن العالم العربى بحاجة إلى 6 ملايين فرصة عمل سنويا حتى عام 2020، فى حين تصل نسبة الشباب نحو ثلث السكان العرب.
ويعد هذا الاستطلاع أكبر استطلاع من نوعه ينفذ فى العالم العربى، وشمل نحو 10 آلاف شخص فى 20 بلدا عربيا وأجرى خلال الفترة من فبراير وحتى إبريل من العام الجاري، ولم يشمل المسح كلا من: عمان وليبيا. ومن المقرر أن ينفذ هذا المسح مرتين فى العام، بينما يعد هذا المسح الحالى، وهو الأول، قاعدة بيانات ستخدم مخرجات العمل ومشروعات الأعمال خلال الأعوام المقبلة.
ووجه مركز جالوب سؤالا مفتوحا للشباب العربى بهدف التعرف على العقبات والمعوقات الأساسية التى تعترض سبل الشباب فى الحصول على فرص العمل أو وظائف أفضل تمكنهم من تكوين أسرة وتأسيس منزل الزوجية. وكانت النتيجة أن العقبات والمعوقات الرئيسية التى حددها معظم الشباب تندرج تحت الفئات الرئيسية الثلاث التالية: القصور فى الاستعداد من الناحية الاقتصادية (النقص فى الوظائف الجيدة)، وتخطى نظام الاختيار(الحاجة إلى وجود واسطة للفوز بفرصة عمل)، والقدرة على القوة العاملة (كفاية التدريب السليم).
ويرى التقرير أن الشباب العربى يرون فى أنفسهم عناصر جوهرية فى تنمية بلدانهم وتحقيق النمو بها. كما يظهر من وجهات نظر الشباب العربى وجود المقومات والدوافع وروح العمل الحر والقيم التى تؤهلهم كى يكونوا عناصر فاعلة فى مجتمعاتهم. إلا أن نتائج التقرير تظهر أيضا أن الحكومات وواضعى السياسات تتوفر أمامهم فرصة للانكباب على العمل على عدة بنود مثل التدريب المهنى، والتدريب والتوجيه فى مجال مهارات إقامة المشاريع، للمساعدة فى تحقيق مزيد من التآزر بين المعروض من فرص العمل النوعية وبين طلب المؤهلين من الباحثين عن العمل فى العالم العربى.
وعند سؤال الشباب العربى عن أهم شىء بالنسبة له (المستقبل المهنى، أم الأسرة، أم الدين، أم أشياء أخرى) فى السنوات العشر المقبلة، أجابت نسبة كبيرة منهم بأهمية العناصر الثلاثة. ويمثل نقص فرص العمل اللائقة العقبة التى يتكرر ذكرها كثيرا على لسان الشباب العربى بوصفه العقبة الأساسية أمام الحصول على عمل أو وظيفة أفضل ليتسنى لهم البدء فى تكوين أسرة. كما يكرر الشباب العربى كذلك ذكر ضرورة وجود معارف (واسطة) للحصول على وظيفة كعائق آخر أمام الحصول على عمل.
بسبب الواسطة ونقص الوظائف الجيدة..
استطلاع: 25% من المصريين راضون عن توظيف الحكومة
الثلاثاء، 09 يونيو 2009 09:15 م