روبرت فيسك: لبنان لن يكون جمهورية إسلامية

الإثنين، 08 يونيو 2009 03:12 م
روبرت فيسك: لبنان لن يكون جمهورية إسلامية روبرت فيسك يقرأ نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية بعد هزيمة حزب الله وتيار 8 آذار
إعداد ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علق الكاتب البريطانى روبرت فيسك على الانتخابات النيابية التى جرت فى لبنان أمس الأحد، وقال فى مقاله اليوم الاثنين بصحيفة الإندبندنت، إنه لن يكون هناك "جمهورية لبنان الإسلامية"، كما لن يكون هناك جمهورية لبنانية موالية للغرب. لكن بعد الانتخابات النيابية التى جرت، وبالنسبة لتحالف حزب الله والتيار الوطنى الحر المسيحى وكذلك بالنسبة للتحالف المسيحى السنى العلمانى، سيكون هناك حكومة "إنقاذ وطنى" فى بيروت، يديرها جنرال سابق أصبح رئيساً بسلطات متزايدة بشكل غير مسبوق.

ويضيف فيسك، واشنطن فضلت أن يفوز سعد الحرير ابن رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريريى الذى تم اغتياله، وبشكل واضح، لكن الخروج من الظل سيؤدى إلى لبنان نفسها التى تعانى من الشلل والإعاقة، لبنان المفرحة والفقيرة والمعقدة، لبنان الفاسدة والجميلة والمغرورة والذكية والديمقراطية.. نعم، بالتأكيد ديمقراطية، لكنها عصية على الإصلاح.

ويوجه الكاتب انتقاداً للنظام الانتخابى فى لبنان، ويرى أن هذا النظام، الذى هو مزيج جنونى من الطائفية والتمثيل النسبى ونظام اللوائح يعنى أنه لا يوجد فائز حقيقى فى الانتخابات فى لبنان، وأن يوم أمس لم يختلف كثيراً. فالأحزاب المعادية لسوريا، السنة والدروز ونصف الطائفة المسيحية، تأكدوا من أن أصواتهم منعت حزب الله من الفوز، فى حين أن أصوات الشيعة الكثيرة لصالح لحزب الله وحركة أمل والمسيحيين التابعيين للتيار الوطنى الحر بزعامة الجنرال ميشال عون، تأكدوا أنه لن يكون هناك فوز حقيقى لأصدقاء أمريكا فى لبنان.

لكن الرئيس، الذى يجب أن يكون مسيحياً مارونياً بحسب الدستور غير المكتوب للبنان، سيكون قادراً على تشكيل كتلة وسطية فى موعد أقصاه ظهر اليوم، أو هذا ما يتمناه اللبنانيون على الأقل، والتى ستضم حزب الله، وقوى الإسلام السنى المعادية لسوريا والدروز وحتى المسيحيين، الذين هم دائماً معادون لبعضهم رغم أنهم أقلية. والأمر المثير للسخرية أنهم، أى المسيحيين، سيخرجون الأقوى فى هذه الانتخابات لأن الرئيس منهم.

لبنان نشر 60 ألفاً من القوات والشرطة المسلحة للسيطرة على صناديق الاقتراع، ونظراً لمصداقيتهم المأخوذة فى الاعتبار، لم تحدث معركة واحدة بالأسلحة على ما يبدو. ونظراً للطبيعة الشخصية لبعض السباقات، فهذا مجتمع شديد القبلية على الرغم من حداثة بيروت وضواحيها، فإن هذا يعد إنجازاً إلى حد ما.

فعندما قمت بجولة حول العاصمة، وجدت نقاط تفتيش تسلمت منها أوراقاً لأسماء المرشحين الذين يجب أن أصوت لصالحهم، وضمت القائمة أسماء مسلمين ومسيحيين. إذا كانوا يرتدون قبعات زرقاء، فإنهم أنصار الحريرى، وإذا كانوا يردتون قبعات صفراء، فإنهم نساء من الشيعة المحافظين بدون حجاب، وإذا ارتدوا أزياء برتقالية، فإنهم يحاولون حشد أصوات لعون.

اللبنانيون، وهم شعب شديد المهارة، يقرأون الصحف الأجنبية ويستمعون إلى (بى.بى.سى) والجزيرة وحتى فوكس نيوز. ويعرفون أنه بالنسبة للأجانب، هناك قصة واحدة فقط: هل ستصبح لبنان إصبعاً لإيران أو سوريا أم تظل فى أيدى أمريكا. الأمر الأكثر خطورة، سيكون فى قدرة الإسرائيليين على الإدعاء بأن لبنان دولة إرهابية إذا كان هناك وزير واحد من حزب الله.

خلال الليلة الماضية، بدا أنه إذا كان انتشار الأحزاب سيحقق فوزاً بجزء من الأصوات يساوى عددهم، فإن الشيعة المسلمين سيكون لهم أكبر عدد من النواب لكن دون أغلبية، مما يسمح لنظام تقاسم السلطة بالعودة من جديد. هل يجب أن نقلق. نعم لأن هذا فساد.. عشرات الآلاف من اللبنانيين تدفقوا من منازلهم من أجل الإدلاء بأصواتهم.. لا يوجد تصويت فى الخارج فى هذه الانتخابات، فمن الذى يدفع لهم ثمن تذكرة السفر؟

وفى الختام يقول فيسك: لكى تصبح دولة حديثة، يجب أن تتخلص لبنان من طائفيتها، فرئيسها الحالى الجنرال السابق ميشيل سليمان يجب أن ينتخب على أساس الجدارة وليس الدين. رئيس الوزراء الذى يجب أن يكون من المسلمين السنة يجب أن ينتخب على أساس الجدارة، لكن اللحظة التى تُسلب فيه هذه الامتيازات، فإن لبنان لن يكون لبنان لأن هويته شديدة الخصوصية طائفية، مضيفاً "انتخابات الأمس ربما تكون وحدت لبنان القديمة المسكينة مرة أخرى، ولا يسعنا إلا أن ننتظر لمعرفة ذلك".

"14 آذار" يفوز بالانتخابات البرلمانية اللبنانية





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة