أكد الدكتور زهير حلاج المستشار الخاص لمكافحة الأمراض المعدية بمنظمة الصحة العالمية، أنه يجرى حالياً الاتفاق مع إحدى الشركات المختصة لإنتاج لقاح مضاد لأنفلونزا الخنازير فى فترة زمنية تستغرق من 4 إلى 6 أشهر، مشيراً إلى نجاح عزل فيروس "إتش 1 إن 1 " المسبب لمرض أنفلونزا الخنازير من مريضين أمريكى ومكسيكى، مما يساهم فى إنتاج لقاح مضاد له.
وأكد الدكتور زهير حلاج، أن مصر دولة قادرة على إنتاج هذا اللقاح، بعد إجراء التجارب اللازمة بشأنه، لامتلاكها قاعدة علمية وتكنولوجية كبيرة، قادرة على مواجهة تحديات العصر وكل ما يستجد من أحداث تتطلب تحركاً علمياً رفيع المستوى.
جاء ذلك اليوم الاثنين خلال فعاليات الندوة العلمية التى نظمتها اللجنة القومية للفارماكولوجى بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة حول "وباء" أنفلونزا الخنازير وأثرها على صحة الإنسان.
ودعا الدكتور حلاج إلى ضرورة أن تقوم مصر بإنتاج اللقاحات، ليس فقط ضد أنفلونزا الخنازير والطيور، ولكن لكل الفيروسات الموسمية مشيراً إلى أن منظمة الصحة العالمية تعهدت بنقل التكنولوجيا اللازمة لتصنيع اللقاحات لمصر لحين الحاجة إليها.
وأضاف، أن قضية تصنيع اللقاحات ليست قضية تعتمد على التمويل، ولكنها قضية أمن صحى قومى، موضحاً أن أنفلونزا الخنازير، تشكل خطراً جسيماً ويجب أن نتعامل مع الفيروس المسبب لها بالسرعة المطلوبة، قبل تحوره باتخاذ جميع الإجراءات التى تبطئ من عمل الفيروس وتخفيف آثاره الاقتصادية، والصحية والاجتماعية من خلال خطة قومية تتكاتف خلالها جميع الفئات والجهات فى المجتمع.
من جهة أخرى أضاف حلاج، أن التعبير الإنجليزى H1N1 لم يكن يقصد به ما هو شائع عنه الآن بمرض "أنفلونزا الخنازير"، وإنما كان المقصود به التعبير عن فيروس جديد تم تشكله داخل الخنزير نتيجة لتجانس جينات الإنسان والخنازير والطيور.
وأضاف أن الجائحة أو الوباء لا تحدث فى العالم إلا فى حالة اكتشاف فيروس جديد لا يملك المجتمع علاجه، مشيراً إلى أن الفرق بين الأنفلونزا الموسمية والجائحة، أن الأنفلونزا الموسمية مسئولة عن وفاة نصف مليون إنسان وتحدث بسبب أوبئة محلية وتحدث بين 3:5% من أفراد المجتمع وإذا حدث تغير حقيقى فى الفيروس، فيمكن أن يصاب بها 10% من المجتمع.
ورداً على ما أثير بأن منظمة الصحة العالمية ترعب العالم، قال حلاج: "فى عام 2006 وضعت منظمة الصحة العالمية احتمال حدوث وباء عالمى بسبب أنفلونزا الطيور H5N1 وحددت المنظمة أنه فى حالة انتشار الفيروس بين البشر فى دولتين فى أحد أقاليم منظمة الصحة العالمية يتم الإعلان عن المرحلة الخامسة، وهو ما حدث حيث انتشر الفيروس فى الولايات المتحدة وبلغ حجم الإصابة حتى الأمس 13 ألفاً و217 حالة وفى كندا 2115 حالة توفى منهم 3 حالات.
وأشار حلاج إلى أن إعلان المرحلة السادسة من انتشار المرض تعنى أن انتشار الفيروس ينتشر بين البشر بشكل مستمر فى دولة واحدة، مضيفاً أنه رغم حدوث ذلك فى أستراليا التى تجاوز المرض فيها الألف حالة وتشيلى واليابان والمملكة المتحدة، إلا أن المنظمة لم تعلن المرحلة السادسة، والسبب فى ذلك أن المراحل عندما وضعتها المنظمة كانت تعتمد على فيروس H5N1، وهو فيروس خطير، لكن الفيروس الجديد والذى تم تسميته خطأ بأنفلونزا الخنازير H1N1 هو فيروس خفيف قد تكون معدل وفياته أعلى قليلاً من معدل الوفيات الموسمية.
وأوضح حلاج، أنه لم يتم الإعلان عن المرحلة السادسة، لأن الفيروس خفيف، وهو ما جعل مصر تطالب مؤخراً بإعادة النظر فى تقييم مراحل انتشار المرض، مشيراً إلى أنه وفقاً للتقييم القديم المعتمد على مدى الانتشار الجغرافى للمرض، فنحن الآن فى المرحلة السادسة ولكننا لم ندخل بعد النفق المظلم.
وأضاف، أنه لدى منظمة الصحة العالمية 76 مركزاً عالمياً لرصد أنفلونزا الطيور وتطورها قائلاً: "إذا ما تم اكتشاف الفيروس فهناك 3 ملايين جرعة تامفيلوا لعلاج المصابين وغير المصابين لقتل الفيروس فى مهده"، وفى حالة فشل ذلك يتم منع دخول الفيروس على مستوى الدولة بمراقبة كل القادمين من الخارج وهو الإجراء الذى لم تتخذه الولايات المتحدة، بينما اتبعته اليابان ثم أهملته استناداً على مبدأ ما دام الفيروس، ومازال الاتحاد الأوروبى يدرس التخلى عن فكرة احتواء الفيروس.
وأشار حلاج إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ترى أنه طالما الفيروس خفيف فمن الأفضل تركه، لأن المصابين سيشكلون مناعة، مضيفاً، "905 من الحالات المصابة كل ما تحتاجه قرصين بنادول وسوائل والبقاء فى البيت".
أكد مستشارها أن H1N1 لا علاقة لها بالأنفلونزا الموجودة حالياً..
الصحة العالمية: مصر قادرة على إنتاج لقاح لأنفلونزا الخنازير
الإثنين، 08 يونيو 2009 08:52 م