"الإمام والقسّ".. دعوة للتسامح بـ "ساقية الصاوى"

الإثنين، 08 يونيو 2009 07:32 م
"الإمام والقسّ".. دعوة للتسامح بـ "ساقية الصاوى" تجربة الإمام محمد أشافا والقس جيمز ووى لنشر السلام
كتبت نسمة صادق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استضافت ساقية الصاوى مؤخرا عرض الفيلم الوثائقى دعوة للتسامح من خلال تجربة فعلية"الإمام والقس"، والذى تحدث فيه مخرجه الفلسطينى "عماد كرمم" عن تجربة الإمام محمد أشافا والقس جيمز ووى اللذين بدآ عملهما الجماعى لنشر السلام عام 1997، بعد سلسلة خلافات دامت بينهما طويلا.

نشأ محمد أشافا فى عائلة محافظة معتنقة للقيم الإسلامية الاجتماعية والثقافية ومتشككة بشدة فى كل ما هو غربى ومسيحى، والده كان عالما مسلما ينتمى لسلالة عريقة من علماء الدين الأسلامى تعود إلى 13 جيلا، وباعتباره الابن الأكبر،اتبع محمد مهنة العائلة وأصبح إماماَ لتعزيز تقاليد عائلته فى التعاليم الإسلامية.

والتحق أشافا بمجموعة إسلامية متعصبة متعهده بجعل الشمال منطقة إسلامية، وتعمل هذه المجموعة على التخلص ومطاردة غير المسلمين من المنطقة، وأصبح أشافا قائداَ لهذه المجموعة المسلحة وأمين عام مجلس الشباب المسلمين، وقام مجلس شباب المسلمين بتحريض العنف فى الشمال والذى ترتب عليه منظمة مضادة على أيدى المسيحين وهى رابطة شباب المسيحين النيجيرية تزعمها القسّ ووى.

القسّ ووى وٌلد فى مقاطعة كادونا وكان ابنا لجندى خدم فى حرب بيافران، وكان ووى مفتونا بألعاب المعارك والحروب، وفى فترة الثمانينات والتسعينات اشترك فى أنشطة مسيحية مسلحة وشغل منصب أمين عام مجلس الشباب المسيحى بمقاطعة كادونا وهى منظمة شاملة تُظل كل المجموعات المسيحية فى نيجيريا.

لمدة 8 سنوات حكى ووى "أن كرهه للمسلمين ليس له حدود"، كان كرهه للترهيب والإساءة للناس حافزا لتطوعه لقيادة حركة هجومية انتقامية من المسلمين والذى كان يلومهم على تحريضهم للصراعات العنيفة فى كادونا، فقد ووى ذراعه اليمنى فى أحد المعارك ضد جماعة أشافا العسكرية فى كادونا، مما زاد من كرهه العميق للمسلمين عامةَ وأشافا على الخصوص وزاد رغبته فى الانتقام.

وقد ذاق الإمام أشافا أيضا الخسارة على أيدى القسّ ووى، حيث إنه فى أحد الاشتباكات العنيفة بين مجلس شباب المسلمين ورابطة شباب المسيحيين قد مات اثنان من أبناء عمومته، ومات أيضا معلمه الروحى وهم يقاتلون مجموعة القسّ ووى المسيحية.

وعلى مدى سنوات طويلة تعهد كل من أشافا و ووى أن ينتقما من أجل أحبائهما الذين قتلوا وجرحوا بأن يقتل كل منهما الآخر، إلا أنه فى عام 1995 جاءت فرصة لاجتماع علماء الدين الاثنين من خلال وسطاء، ومن خلال شهور فى محاسبة النفس قرر القائدان أن يضعا أسلحتهم جانباَ والعمل مع بعضهم بعضا لإنهاء هذا العنف المدمر الذى اجتاح بلدهم، وأدى هذا الاجتماع بالإضافة إلى مد غصن الزيتون بين الإمام والقسّ إلى تشكيل مركز الوساطة بين الأديان ومنتدى الحوار الإسلامى المسيحى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة