نيويورك تايمز: سلام الشرق الأوسط يبدأ من العراق

اهتمت صحيفة نيويورك تايمز فى عددها الصادر اليوم السبت، فى مقال كتبه توماس فريدمان، بالتعليق على أوضاع الشرق الأوسط، خاصة بعد زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى القاهرة يوم 4 يونيو الماضى لتوجيه خطابه إلى العالم الإسلامى، ويقول الكاتب إن آراء المحللين والمسئولين فى الشرق الأوسط تباينت حول هذا الخطاب، فيرى الكثير منهم أن أهمية الخطاب تكمن "ليس فيما قاله الرئيس الأمريكى، وإنما فيما يفعله".

ولكن يرى الكاتب، أن أهمية الخطاب تقتصر على ما قاله أوباما وما سيفعله أبناء الشرق الأوسط الذين يجب أن يساعدوا أنفسهم لتطبيق الديمقراطية فى بلادهم، فالديمقراطية لا يمكن تحقيقها إذا كان الشرق الأوسط لا يملك الرغبة الحقيقية لذلك.

ويتساءل الكاتب، ما الخطوة الثانية التى يجب أن تأخذها الولايات المتحدة؟ يجيب فريدمان على هذا التساؤل قائلاً إن ما يلى خطاب الرئيس الأمريكى سيكون مسئولية وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، فهذا سيكون أول اختبار حقيقى تواجهه، ويرى الكاتب أنها يجب أن تتطرق لعملية السلام أولاً.

لا، ليست عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على حد قول الكاتب، وإنما عملية السلام الأكثر أهمية على الساحة الاستراتيجية، والتى تهدف إلى تحقيق السلام فى العراق.

يقول الكاتب إن أفضل ما يمكن أن تفعله كلينتون فى الوقت الراهن هو أن تحشد جهود الولايات المتحدة، إلى جانب جهود كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى وجيران العراق من العرب لوضع نهاية للنزاعات المعلقة بين الفصائل العراقية قبل سحب القوات الأمريكية من العراق، وذلك لأنه فى حال تدهورت أوضاع العراق فى وقت مغادرة القوات، سيلقى باللوم على فريق الرئيس أوباما، مما سيزيد من تعقيدات الأمور. وعلى الجانب المضاد، إذا استقرت الأوضاع السياسية والاجتماعية فى العراق، سيكون لذلك تأثير إيجابى على مستقبل العالم العربى وعلى سمعة واشنطن التى تضررت كثيراً بسبب تلك الحرب.