منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية: أوباما ليس "بوش أسود"

الأحد، 07 يونيو 2009 03:01 م
منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية: أوباما ليس "بوش أسود" مكتبة الإسكندرية
الإسكندرية ـ جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقدت بمكتبة الإسكندرية مساء أمس ندوة (إدارة أوباما وقضايا الشرق الأوسط)، والتى نظمها منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية تحدث فيها د.مصطفى علوى، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو مجلس الشورى، وأدارها د.هشام صادق، أستاذ القانون الدولى بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، وشارك فيها نخبة من المفكرين والمثقفين.

وقال د.هشام صادق إن موضوع الندوة هو موضوع حيوى يفرض نفسه على الشرق الأوسط والعالم، مؤكدا على ضرورة تحليل خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى وجهه للعالم الإسلامى من القاهرة الأسبوع الماضى. وأضاف أن أوباما هو انتصار للقيم الأمريكية التى تمناها الجيل السابق بعد الحرب العالمية الثانية، وأن آراءه حول قضايا الشرق الأوسط تتميز بالتجديد وتعد خطوة كبيرة للأمام يجب استثمارها.

ومن جانبه، قال د.مصطفى علوى أن أوباما هو ظاهرة وحالة، فهو قائد يمتلك كاريزما سياسية طاغية لا تقارن بأى ممن سبقوه فى السنوات الأخيرة وعرض علوى فى محاضرته تحليلا لخطاب أوباما فى القاهرة. حيث أشار إلى أن الخطاب تمتع بشجاعة كبيرة وذكاء سياسى وتميز بفروق جوهرية اختلفت عن خطابات الإدارات السابقة، ظهرت فى تأكيده أن جميع الأديان السماوية تتفق على ضرورة العمل من أجل السلام كركيزة أساسية فى حياة البشر، وأن الحضارة الإسلامية لها إسهام بالغ فى العالم لا يمكن إنكاره.

وأشاد علوى بالأفكار غير المسبوقة التى قدمها أوباما فى خطابه حول قضايا الشرق الأوسط، ومنها أن المستوطنات الإسرائيلية هى ضد الشرعية وجميع الاتفاقيات الدولية ولا يمكن السماح بها، وتأكيده أنه على استعداد تام لإقامة حوار مفتوح حر غير مشروط مع إيران حول برنامجها النووى.

ومن تلك الأفكار أيضا تأكيده على أهمية حقوق المرأة والتنمية الاقتصادية والتعليم والبحث العلمى، مبديا استعداده لتدشين برامج ومنح تعليمية وعلمية لباحثين وعلماء من الشرق الأوسط فى الولايات المتحدة، وقوله إنه ليس هناك نموذج واحد للإصلاح السياسى والاقتصادى والديمقراطية، ولا يمكن للولايات المتحدة فرض نموذجها لاختلاف الفكر والعادات والأعراف.

وأضاف أن أوباما ينفرد بصفة أخرى يختلف فيها عن باقى القادة وهى المؤسساتية، فله قدرة كبيرة على العمل من خلال المؤسسات، وإنشائها وإدارتها، وكان أول رئيس أمريكى ينهى تشكيل فريق العمل المساعد له قبل دخوله البيت الأبيض.

تطرق علوى إلى الفروق بين إدارة أوباما الحالية وإدارة الرئيس جورج بوش السابقة، فقد قسمت إدارة بوش العالم إلى معسكر خير يتمثل فى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، ومعسكر شر يجمع كل القوى التى لا تتفق مع سياسات الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذى حول العلاقات الدولية إلى علاقات صراع وأدى إلى استخدام القوة العسكرية بشكل مفرط، وهى سياسة تتناقض مع سياسة أوباما الحالية.

ويرى علوى أن أبرز الاختلافات بين الإدارتين تأتى من اقتناع أوباما بأهمية الحوار بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى، فهو يعرض رؤية عالمية جديدة تتعلق بقضايا الشرق الأوسط مختلفة تماما عن رؤية الرئيس السابق جورج بوش، ويبتعد عن مفهوم الحرب على الإرهاب الذى تبناه بوش، ويؤكد أن العلاقات بين الشعوب يجب أن تتم من خلال انفتاح الحضارات والثقافات والتحاور والتشاور والتعاون الدبلوماسى بدلا من التضاد والصراع والحرب.

وشدد علوى على أن خطاب ورؤية أوباما لا يكفيان لإحداث التغيير المطلوب فى الشرق الأوسط، فيجب أن تقوم الدول بالخطوات اللازمة لتحويل تلك الرؤى إلى سياسات تنفذ على أرض الواقع من خلال خطط عمل وبرامج زمنية وموارد بشرية ومالية. ودعا الحكومات العربية والمؤسسات والجامعات ومراكز الفكر إلى العمل على ترجمة رؤية أوباما إلى خطط، ومن أهمها أخذ مبادرة البرنامج الذى عرضه للتعليم فى الشرق الأوسط.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة