زعمت أن البطوطى أصيب بالجنون:

صحف فرنسية: حوادث الطائرات معظمها بشرية

الأحد، 07 يونيو 2009 02:41 م
صحف فرنسية: حوادث الطائرات معظمها بشرية حطام إحدى الطائرات بعد سقوطها
إعداد ديرا موريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على عكس الفكرة الشائعة بأن المشكلات التقنية تكمن وراء الغالبية العظمى من حوادث الطائرات، فإن ست من كل عشر حوادث ترجع فى الواقع إلى عوامل بشرية، هذا ما تؤكده صحيفة ليبراسيون الفرنسية فى عددها الصادر أمس.

فتشير إلى أن حوادث الطائرات ترجع إلى خطأ ناتج عن أحد أعضاء طاقم الطائرة، أو قيام الطيار بمناورة لم يكن عليه اللجوء إليها فى الأساس، أو أحيانا سوء فهم بين قائد الطائرة وبرج المراقبة الأرضى، بل وأحيانا مشاكل قد تنجم عن سعى أحد أعضاء طاقم القيادة لفرض سيطرته.

وفى معظم حوادث سقوط الطائرات، عادة ما تكون المعلومات المتعلقة بظروف حدوثها متقطعة وغير مترابطة، وتكثر الافتراضات الخاصة بأسباب سقوطها، أحيانا ما تكون مؤكدة، وأحيانا أخرى ما تكون متناقضة، وعادة ما يتم نفيها بعد عدة أشهر.

وبالنظر إلى قائمة حوادث الطائرات التى شهدتها العشرون عاما الأخيرة، سوف نصدم من معدل تنوع الأسباب الكامنة وراءها. إلا أن أمر اختفاء طائرة فجأة من مجال رؤية الرادارات من دون سبب معلوم يظل أمر قليل الحدوث.

ويذكر أنه فى التسعينيات، وقعت كارثتان جويتان بالقرب من سواحل الولايات المتحدة الأمريكية، أثارتا حيرة الخبراء. الأولى وقعت فى 17 يوليه 1996، عندما انفجرت طائرة Boeing 747 تابعة لطيران TWA فوق المحيط الأطلنطى بعد وقت قليل من إقلاعها من نيويورك باتجاه الباريس. وأسفرت تلك الحادثة عن وفاة 230 شخصا. وقد ظل الاعتقاد لفترة طويلة بعدها أن السبب يرجع إلى إصابة الطائرة بصاروخ، أطلق عن طريق الخطأ فى منطقة كانت تجرى فيها محاولات لتجربته. أما بعد ذلك فقد أرجع السبب إلى حدوث ماس كهربائى أدى بدوره إلى إشعال خزان الطائرة. وهو بالطبع يظل افتراض غير مؤكد.

والحادث الثانى وقع فى 2 سبتمبر 1998، عندما غرقت طائرة من طراز McDonnell Douglas MD-11 فى البحر عند جنوب هاليفاكس بكندا. وكانت تابعة لشركة طيران Swissair وفى طريقها إلى جنيف، وأسفرت عن وفاة 229 شخصا. وفى هذا الحادث أيضا، ظلت التفسيرات غير واضحة لفترة طويلة. وبعد عامين، توصل مكتب التحقيق فى الحوادث بكندا إلى أن السبب يرجع أيضا إلى حدوث ماس كهربائى خلف قمرة القيادة أدى إلى إشعال النار فى مقودات الطائرة.

إلى جانب تلك الأخطاء التقنية، تكمن فى معظم الأحيان عوامل بشرية وراء تلك الكوارث الجوية. وما أكثر الأمثلة على ذلك! من ضمن تلك العوامل يظهر "الخطأ فى تقدير الأمور"، وهو السبب مثلا وراء تحطم طائرة Polish Airlines Polskie، فى 9 مايو 1987، فى فارسوفيا بعد إقلاعها بوقت قصير. حيث انفجر أحد المحركين مشعلا النار. وبعد أن قام الطيارون بفصل المحرك اعتقدوا أن النار قد أخمدت، وشرعوا حينئذ فى هبوط اضطرارى، إلا أنهم فقدوا السيطرة على الطائرة، التى تحطمت فى إحدى الغابات مسفرة عن وفاة 183 ضحية.

ومن العوامل البشرية الأخرى التى تؤدى إلى حوادث الطائرات، كما تزعم الصحيفة ـ "حالة الجنون" التى أصيب بها مساعد قائد الطائرة الـ Boeing 767 التابعة لشركة مصر للطيران Egyptair والتى كانت تحمل على متنها 217 مسافرا، يوم 31 أكتوبر 1999، حيث قام مساعد قائد الطائرة، والذى كان وحده داخل قمرة القيادة، بفصل الطيار الأوتوماتيكى وذكر بعض الأدعية الدينية، قبل أن تتحطم الطائرة على سطح البحر.

كارثة أخرى من الكوارث الجوية ترتبط هذه المرة بسوء حالة الطائرة، وهى رحلة 141 UTA، والتى تحطمت يوم 25 ديسمبر 2003، بعد محاولة إقلاعها من كوتونو فى بنين، حيث كانت تلك الطائرة
الـ Boeing 727 التى يرجع تاريخها إلى 1977 والتى كانت متجهة إلى دبى، تحمل حقائب فوق احتمالها. وقد صرح مساعد الطيار بذلك قبل إقلاعها بقليل قائلا: "إذا نجحنا فى الإقلاع اليوم، سيكون ذلك عمل فى غاية الكفاءة! فقد صعد كل مسافر على متن هذه الطائرة وهو يحمل حقيبة تزن 20 كيلوجراما!!". وقد اصطدمت تلك الطائرة بحائط مسلح قبل أن تتحطم فى البحر، وينتج عنها وفاة 141 شخصا.

ولكن تظل أكثر الحوادث مأساة تلك التى وقعت فى جزر الكنارى فى 27 مارس 1977، عند اصطدام طائرتين من طراز Boeing 747 فوق مطار تينيريف. والسبب يرجع إلى سوء الاتصال مع برج المراقبة. حين بدأت الطائرة التابعة لشركة KLM ظنا من قائدها أن ساحة الهبوط خالية، فى اللحظة التى ظهرت فيها من خلف ضباب كثيف وعلى بعد بضعة عشرات من الأمتار، الطائرة الـ Boeing الثانية التابعة لـPan Am. وقد أدت تلك الكارثة إلى وفاة 583 شخصا.

وفى مقابل وقوع الحوادث السابقة، فإن الأمر لا يخلو كذلك من حدوث معجزات، مثل تلك الواقعة التى شهدتها، يوم 15 يناير، طائرة Airbus A320، التابعة لشركة طيران US Airways التى حلقت من مطار لاجوارديا الدولى بنيويورك، حين نجح قائد الطائرة فى محاولة الهبوط الاضطرارى فوق نهر هدسن دون وقوع أية ضحايا. أما السبب وراء هذا الهبوط الاضطرارى فقد كان اصطدام سرب من الطيور بالطائرة وتعطيل المحركين.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة