أزمة مياه تهدد المصريين خلال 20 عاماً بسبب السكان

توقع تقرير الغذاء والتغذية فى مصر الصادر عن المجالس القومية المتخصصة، أن تشهد مصر خلال الأعوام المقبلة تحولات جوهرية فى إنتاج الغذاء، وذلك بسبب قلة الموارد المائية وتوقع انخفاض نصيب مصر من مياة نهر النيل، خاصة أن النشاط الزراعى يستنفذ كميات كبيرة من المياه بالمقارنة بالأنشطة الصناعية والسياحية والخدمية الأخرى، كما أن الفاقد من مياه المستخدمة فى الزراعة لا يمكن تعويضها نتيجة البخر والنتح، بينما يمكن استعادتها فى الأنشطة الصناعية من خلال معالجتها وإعادة تدويرها.

وأشار التقرير، أنه مع الزيادة المستمرة فى تعداد السكان، فمن المفروض أن يصل ما ينتج من مياه الشرب النقية خلال العشرين سنة المقبلة إلى ما يزيد عن 10 مليارات متر مكعب من الماء سنوياً، كما سيزداد الطلب على المياه للأغراض الصناعية والسياحية، كما أن المساحات العمرانية التى تشهدها البلاد من شأنها أن تؤدى إلى زيادة الحاجة من المساحات الخضراء وكميات إضافية من المياه.

وأشار التقرير إلى أن البلاد سوف تواجه مشكلة كبير لها حدين، الأول هو الحاجة إلى تقليل نسبة المياه المستخدمة فى الزراعة والتى يصل نسبتها إلى نحو 80% من نصيب مصر من المياه، أما الحد الثانى من المشكلة هو أن تكون المساحة المنزرعة أكبر مما عليه الآن، خاصة أن السياسة المتبعة تدعو إلى إضافة 3.4 مليون فدان جديدة حتى عام 2017 لستصل وقتها المساحة المنزرعة إلى حوالى 11 مليون فدان.

ووضع التقرير حلين لعلاج هذه المشكلة، وذلك عن طريق تغيير المركب المحصولى بحيث يتم زراعة المحاصيل الزراعية التى لا تحتاج إلى قدر كبير من المياه، والأمر الثانى هو تغيير أساليب الرى بحيث يتم الاعتماد على الرى بالرش والتنقيط.

وذكر التقرير أن التغيرات المناخية قد تشكل أحد المحددات فى المستقبل، والتى يتمثل فى إمكانية نقص الإيراد الطبيعى لنهر النيل، والذى تصل حصة مصر منه نحو 55.5 مليون متر مكعب وتمثل 95% من الموارد المائية بالبلاد، وذلك نتيجة انخقاض كثافة نزول الأمطار على المنابع فى جنوب وشرق القارة الأفريقية، وأيضا فى إمكان ارتفاع مناسيب المياة فى البحر المتوسط، مما قد يؤدى إلى تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية فى الدلتا وزيادة نسبة تركيز الأملاح بها، وأيضا إلى تداخل هذه المياه مع التربة، هذا بالإضافة إلى إمكان غمر كثير من الأراضى المنخفضة المناسيب، مما قد يؤدى إلى خروجها من الإنتاج الزراعى.