شهدت مكتبة الإسكندرية صباح اليوم، الجمعة، جلسة الحوار الثانية حول مستقبل الاستدامة تحت عنوان "دمج البيئة ضمن المسئولية الاجتماعية للشركات"، والتى ينظمها مركز الدراسات والبرامج الخاصة (CSSP) بمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع الاتحاد الدولى لحفظ الطبيعة من خلال المكتب الإقليمى لغرب آسيا، وبمشاركة كل من الدكتور عودة الجيوسى المدير الإقليمى للاتحاد الدولى لحماية الطبيعة، والدكتور صلاح سليمان مستشار مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد الفحام مدير مركز الدراسات والبرامج الخاصة بمكتبة الإسكندرية، والأستاذ ماجدى سلامة مستشار الاتحاد الدولى لحفظ الطبيعة، والدكتورة سالى جونرينو منسقة الاتحاد الدولى لحفظ الطبيعة، الدكتور جون بول جان بول جينريناود، مدير العلاقات العامة بالصندوق العالمى لصون الطبيعة، وأكثر من 30 مديرا تنفيذيا من مختلف أنحاء العالم، وكبار المتخصصين فى قضايا الاستدامة والمسئولية الاجتماعية للشركات.
وقال الدكتور عودة الجيوسى إن الهدف الأساسى من جلسة الحوار هو تغيير نظرة الشركات والمؤسسات إلى أصولها وممتلكاتها، سواء كانت البشرية أو المادية، من أجل إرساء مفهوم طويل الأجل يعتمد على تقدير قيمة تلك الممتلكات، مؤكدا أن المشاكل البيئية والتغير المناخى يمثل تحديا كبيرا للشركات ويضع على عاتقها مسئولية اجتماعية أكبر تجاه أصولها.
وأشار الجيوسى إلى أهمية توافر العزيمة السياسية والقيادات الواعية فى المنطقة العربية لتشكيل قوة تتجه نحو عالم أخضر، مع مراعاة الربط بين الشركات والبيئة وتنمية المجتمع، ووضع معايير حديثة لتنمية الاستدامة، وضرورة تقديم تلك المعايير على مستوى الفرد، والمؤسسات، والمجتمع ككل.
وعبر عن أمله فى ألا يتحول مفهوم المسئولية الاجتماعية للمؤسسات لمجرد مصطلح غربى مستورد، مؤكدا على أهمية ربط المسئولية الاجتماعية بالثقافة العربية والقيم الإسلامية لتتحول مساعى الحفاظ على البيئة وتحقيق المنافع للمجتمع إلى جزء من الثقافة ومنظومة الأخلاق.
وعن أهمية التحول إلى الاستدامة، أوضحت الدكتورة سالى جونرينو خلال الجلسة الأولى للحوار، أن نمو الاقتصاد العالمى أتى بنتائج مخيبة للآمال بالنسبة للأفراد، والبيئة، وحتى الاقتصاد نفسه. حيث أدى سوء استخدام الشركات للمياه والهواء على حساب الاقتصاد إلى عدم توافر موارد الحياة بالشكل الكافى، وبالتالى ارتفاع معدلات الفقر فى العالم، مؤكدة أن الإحصاءات تشير إلى أن 50% من سكان العالم يعيشون بأقل من دولارين يوميا.
وأضافت جونرينو إلى أن سوء استغلال الموارد أثر بالسلب أيضا على البيئة معرضا 20-30% من حيوانات العالم للانقراض، وهو يساهم تدريجيا فى القضاء عليها، كما يتجلى التأثير على الاقتصاد فى الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة، وقلة الطلب، وتراجع التجارة العالمية، وزيادة معدلات البطالة، حيث تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 20 مليون شخص سيفقد وظيفته بنهاية 2009.