م. منال الباجورى تكتب: أنهار تنهار

الجمعة، 05 يونيو 2009 12:31 م
م. منال الباجورى تكتب: أنهار تنهار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أريد أن أطرح عليكم مأساة الطفلة أنهار التى تعرضت لاغتصاب وحشى أثناء توجهها إلى درس حفظ القران، والتى ظهرت فى وقت سابق فى برنامج الحياة اليوم. المأساة لا تكمن فقط فى حادثة الاغتصاب التى حدثت لها. المأساة تكمن فيما تواجهه من معاملة الآن من أقاربها ومن المحيطين لها الذين يصرون على القول لها إنها فى كارثة ستدوم معها حتى الوفاة، بدلا من تهدئتها وبث الطمانينة فى نفسها، بدلا من كسر قلبها بهذا الشكل، فمذيعة البرنامج التى أعلم أنها متعاطفة جدا مع القضية باتت تردد عبارة أنا أعرف أنك فى كارثة.

ماذا سيكون حالك حينما تفكرين حين تبلغ نورا 20عاما، متوجهة بكلامها إلى الأم، وطبعا البنت تسمع هذا الكلام بدلا من أن تقول لها إن فقط الجريمة هى الكارثة وإنشاء الله الجانى سيأخذ عقابه، أما أنهار فلابد أن تتابع حياتها ولابد أن يعلم الجميع أن العذرية ليست كلمة وشعارا، فالكثير من البنات غير الأسوياء يحتفظن بعذرية الغشاء، ولكنهم بعيديات كل البعد عن البراءه وطهر الجسد وعفة اللسان والأخلاق. ثم لماذا ظهرت الطفلة فى البرنامج أعتقد أنها مسألة إعلانية بحتة الهدف منها طبعا هو أعلى نسبة مشاهدة. أذكر أنه فى برنامج مشابه وفى قضية مشابهة قالت أستاذة اجتماع أنه للأسف أن ضحية الاغتصاب تصبح (Sex Target) لذا لابد أن ينقل الأهل مكان سكنهم ليبعدوا عن أى شخص يعرف الجريمة، وبذلك تستطيع الفتاة العودة للعيش بحياة طبيعية، ويكفيها ما عانته كما يكفى تقارير الأطباء لإظهارها عند اللزوم لمن يريد الارتباط بها، كما أتاح لها دار الإفتاء ترقيع الغشاء، لكن ظهور الضحية فى التلفزيون يجعلها معروفة للجميع، فإلى أين ستهرب إن لم تكن من معدومات الضمير فإنه من نظرات الشفقة من الآخرين لذا أنا أتوجه بالمناشدة للسيدة سوزان مبارك، والسيدة مشيرة خطاب، بإنشاء قرار عدم ظهور ضحايا الاغتصاب فى وسائل الإعلام، وإذا كان الظهور فى برامج الإعلام يضمن لهن بعض الحق فيكفى شريط مسجل لا يظهر فيه وجه الضحية، ويتم اللعب فى الصوت حتى لا يظهر أيضا صوتها، وأنا من خلال متابعتى لجريمة اغتصاب أب لابنته فى النمسا لم تظهر البنت ولا أولاده، ولا حتى فى المحكمة، وكفى هيئة المحلفين شريط صوتى للابنة توضح فيه المعاناة التى تعرضت لها، فلماذا لا نحذو حذوهم.

أكاد أجزم أن أنهار لم تعد تمارس حياتها بشكل طبيعى، إنها لم تعد تذهب للمدرسة، وإنها لم تعد تلعب مع زملائها لذا أتوجه بنداء للسيدة مشيرة خطاب بضرورة رعاية أنهار، ومن هن فى حالتها بعرضها على متخصصين لإعادة تأهيلها لممارسة حياتها بشكل طبيعى، وأناشد أيضا أحد رجال الأعمال الكرماء بإيجاد سكن وفرصة عمل للأم حتى تستطيع البعد عن المجتمع التى هى فيه الذى يحاكمها على جريمة لم تقترفها، فقد هالنى ما قالت إن عم أطفالها الذى لم يسأل عنها طوال السنون السابقة أتى الآن وتهجم بالسب والقذف على ابنتها الكبرى، وقال لها ستجلبى لنا العار مثل شقيقتك أى عار ستجلبه طفلة فى الثامنة من عمرها. أعتقد أن العار هو ما نفعله بصمتنا إزاء مثل هذه الحوادث المتكررة التى أصبحت أقرأها بشكل يومى والتى تحدث لبناتنا. نفسى الوحش الذئب يأخذ عقابه الذى يستحق هو وأمه، ونفسى البسمة ترجع لأنهار وأمها، نفسى حد يقولهم إن فقد غشاء البكارة بهذه الطريقة ليس هو نهاية العالم بالنسبة لهن فإذا كانت فقدت الغشاء فهى تحتفظ بالبراءة وطهارة القلب والعقل والأخلاق وهذا يكفيها، يجب عليها أن تفكر الآن فقط فى دروسها يجب عليها أن تتفوق لتصبح عضوا نافعا للمجتمع لتصبح إن شاء الله فى المستقبل مثلا أعلى يحتذى به فى التفوق والصمود وروح العزيمة العالية. أعتقد أنه لابد أن نعمل غسيل دماغ لمجتمعنا وتطهيره من الأفكار الخاطئة والنظرة الخاطئة للأنثى وتوعيته بأن هناك جوانب كثيرة يستطيع أن يحكم بها على عفة المرأة بدل من ذلك الغشاء اللعين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة