أكد موافقته على التطبيع مع إسرائيل.. ونفى تقديمه تنازلات للفوز بالمنصب

فاروق حسنى: لم أكن أريد اليونسكو ولا أنوى الاستمرار فى وزارة الثقافة

الجمعة، 05 يونيو 2009 01:38 ص
فاروق حسنى: لم أكن أريد اليونسكو ولا أنوى الاستمرار فى وزارة الثقافة فاروق حسنى اثناء حواره مع مجدى الجلاد وخالد صلاح فى برنامج بلدنا
حاوره مجدى الجلاد وخالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄أضمن 20 صوتا من الـ30 التى أحتاجها للفوز.. وارتكبنا خطأ كبيرا بعدم ترجمة الإبداع الإسرائيلى ونشره فى مصر

لا يوجد وزير أثار الجدل فى مصر مثلما حدث مع وزير الثقافة فاروق حسنى، وزادت عاصفة الجدل منذ قرر ترشيح نفسه لرئاسة منظمة اليونسكو فقد هاجم إسرائيل ثم عاد واعتذر للإسرائيليين، وأكد أنه ليس ضد التطبيع، وأنه كان ينفذ سياسات دولة.

برنامج «بلدنا» فى قناة «أو تى ڤى« واجه الوزير فاروق حسنى، وهى مواجهة أجراها خالد صلاح رئيس تحرير «اليوم السابع»، وشارك فيها مجدى الجلاد رئيس تحرير «المصرى اليوم»، وأثارا معه كل الأسئلة المتعلقة باليونسكو.

بلدنا: منذ ترشحك لليونسكو وأنت تتعرض لهجوم من كل الجهات؟
الوزير: هذا حقيقى.. أنا تحت ميكروسكوب كبير جدا.. وكل كلمة بتخرج من «فاروق حسنى» يتم تحليلها وتضمينها وفق أهواء شخصية. والترشيح جعل لدى أعداء فى الخارج، ومعارضين فى الداخل، والمشكلة الرئيسية فى هؤلاء أنهم غير مدركين حجم المسئولية الكبرى لدور اليونسكو فى العالم كله.

وكل ما أفعله فى مواجهة المهاجمين هو المحافظة على حكمتى وصبرى. وهذه الحرب الضروس لأنهم يدركون أن اليونسكو جوهرة الأمم المتحدة وهى منظمة متصلة بالإنسان والفكر الإنسانى جانب صغير سياسى، لكن الأكبر اجتماعى له تأثير سياسى.

بلدنا: هل طموحك الشخصى.. تولى رئاسة اليونسكو؟
الوزير: أنا طموحاتى الشخصية مختلفة عن ذلك، وليس رئاسة اليونسكو، ولم أفكر من قبل فى الترشح لهذا المنصب لكنه القدر الذى دفعنى لذلك.. خاصة أنى قضيت عمرى متوليا أعظم منصب ثقافى فى العالم.. لأن وزير الثقافة المصرى يملك ميراثا ضخما من التراث الثقافى والسمعة الكبيرة لهذا الوطن.. ولا أعتقد أن منصب رئاسة اليونسكو أكبر من وزارة ثقافة مصر.. كل الأمر أنى منساق وفقا لرغبة القيادة السياسية.. والرئيس مبارك رشحنى ولولا هذا ما اهتممت به.

بلدنا: هناك اعتقاد لدى جزء كبير من الرأى العام المصرى أنك مطالب بتقديم العديد من التنازلات لتصل للمنصب.. ومقالك فى الليموند بداية لذلك؟
الوزير: مواقفى لم تتغير منذ أن توليت الوزارة وحتى الآن.. المقال كلماته منتقاة وكل ما فعلته أنى تأسفت لحاجة شخصية وأنا حر فى ذلك.. لأن ما حدث هو أننى أخطأت بالقول فى حوار جانبى وليس تصريحات صحفية لو وجدتم كتبا إسرائيلية فى مصر احرقوها، وهذا لا يليق أن يخرج من أى شخص وبالذات وزير ثقافة.. لذلك اعتذرت رغم أن المسئول هو صحفى صغير سمع كلامى بالصدفة ووضعه خارج سياقه فحدث ما حدث.

كما أننى منذ عام كنت بقول نفس الرد ولم يعقب أحد.. لكن الاهتمام بالمقال الآن لأنى أصبحت مرشحا لليونسكو. إذن أين التنازلات! ومن يقرأ المقال سيكتشف أننى تحدثت عن حق الفلسطينيين وجرائم القتل التى يتعرضون لها.

والجميع يجب أن يعرفوا ويتأكدوا أننى لم ولن أفعل أى شىء يتعارض مع قناعاتى الشخصية، ولا مبادئى، وحتى إذا توليت رئاسة اليونسكو لن تتغير.

والمفروض من ينتقدوننى تتغير نظرتهم لى، وينظرون لى بشكل دولى وليس شخصى، لأنك معنى أن تكون على رأس منظمة فى أهمية اليونسكو، أنك أصبحت موظفا عالميا، تعمل لصالح جميع دول العالم ومع حقوقها المشروعة ويجب أن تتمتع بحيادية ونزاهة عالية ولا تتخذ موقفا منحازا لأى دولة.

بلدنا: بعض الكتاب فى صحف حكومية ومستقلة يرون أنه كان يجب عليك الاستقالة من منصبك قبل الترشح لليونسكو.. لأن الموقف المصرى الرافض للتطبيع الثقافى مع إسرائيل سيكون عائقا أمامك.. وأيضا حتى لا تتسبب فى إحراج الحكومة أمام الرأى العام؟
الوزير: الموضوع كله يظل متعلقا بمسألة التطبيع.. وأنا قلتها من ساعة ما أصبحت وزير.. مش حاطبع.. وأنى مش باتكلم عن عدم التطبيع بإطلاقه ولكن بشروط.. لأن التطبيع أكيد حايحصل لوحده. النقطة الثانية لازم يفهموا أن الانتخابات دى عشان أروح منظمة دولية أنشئت لنقل السلام وإرسائه فى عقول البشر. فلازم نفهم إننا بنمهد لموضوع أكبر من قضية بلد واحد، من سيتولى هذا المنصب سيحمل مسئولية كبيرة وتتخطى حدود وطنه والعالم العربى كله.

بلدنا: ماذا عما تردد حول صفقة مصرية إسرائيلية.. تقضى بتقديم لفتات مصرية طيبة مقابل صمت إسرائيل عن مسألة ترشيحك؟
الوزير: كلام غير مضبوط.. الرئيس مبارك له ثقله ووضعه البارز على الساحة السياسية العالمية.. ولما يطلب طلب لازم حايكون له تقدير.. والرئيس طلب من نتنياهو أن توقف إسرائيل حملتها الرسمية ضد ترشيحى فاستجابت له، لكنها لن تقدم أى دعم أو تأييد لى.

بلدنا: هل معنى ذلك أن الكتب الإسرائيلية ممكن تدخل مصر وتنشر وتترجم وتطبع وتوزع فى المكتبات المصرية؟
الوزير: لقد ارتكبنا خطأ كبيرا بعدم فعل ذلك منذ سنوات طويلة.. لأن لازم نعرف عنهم كل حاجة وننشر أعمال مبدعيهم لأنه يكشف لك طبيعة الأشياء.. كما أنهم يعرفون عننا كل حاجة وبيترجموا كتبنا.. فلازم إحنا كمان نعرف عنهم وإلا حانبقى بنتعامل مع الظلام.

بلدنا: لكن هذا يتنافى مع الرفض الشعبى للتطبيع؟
الوزير: إحنا مش بنرفض التطبيع فى مجمله.. أنا ضد توقيته.. أنا موافق عليه بشرط أن تقام دولة فلسطين المستقلة. لكن الوقت الآن غير مناسب.. كما أن القرار مش بإيدى ولا أستطيع أن أقرر التطبيع الثقافى مع إسرائيل بمزاجى الشخصى.

بلدنا: معنى ذلك أن التطبيع جزء من ورقة الضغط على إسرائيل؟
الوزير: طبعا أنا بقول دائما أن التطبيع مش مجرد إن فنان ييجى وفنان يروح ده مسألة اقتصادية بالدرجة الأولى.. يعنى فى 300 مليون عربى لو إسرائيل طبعت معهم فستستفيد لأن بضائعها ستنتشر ومصانعها ستزدهر.

بلدنا: لكن هل هناك إمكانية للتعايش بين الثقافتين؟
الوزير: الثقافة هى نتاج للحياة الإنسانية.. ومن الخطأ التعامل مع الثقافة بشكل سياسى.. وتسييس الثقافة.

بلدنا: إذن هل أنت نادم أن مهرجان السينما لم تشارك فيه أفلام إسرائيلية؟
الوزير: أنا واحد من المجموع لما المجتمع بيرفض شىء ما ينفعش تيجى أنت تقبله يبقى أنت لا تستحق تمثله.. أنا ندمان فقط لعدم ترجمة كتب من فترة طويلة.. أما عن السينما فهناك أفلام قوية جدا ومع قضيتنا ومع الموقف العربــى.. لكن هذه تشاهدها لوحدها ولا يمكن أن تضعها ضمن إطار رسمى.

بلدنا: لماذا يهاجمك مثقفون فرنسيون رغم العلاقات القوية بينك وبينهم؟
الوزير: الذين يهاجموننى 3 أشخاص فقط.. وفرنسا دولة حليفة وصديقة لمصر ولا يمكنها أن تخرج عن إطار يربطهما معا منذ سنين طويلة. وحتى الانتقادات التى توجه لى غريبة.. فمثلا كنت فى فرنسا وأجرت معى إحدى القنوات حوارا.. المحاور قال لى إن الإسرائيليين هم من قاموا ببناء الأهرامات الثلاثة.. فكان ردى عليه بنوها عندنا ليه؟ ما كانوا يبنوها عندهم أحسن.. أصل ما فيش حد بيبقشش على بلد تانى بحاجة كبيرة زى كده.. كما أن الإسرائيليين ليس لديهم أى شىء يدل على أن لهم أى تراث أو ثقافة.. هذا الحوار وجهت له انتقادات حادة فى فرنسا.. مع إن اللى حصل منى طبيعى جدا برد على حد بيقولى إن الإسرائيليين هما اللى بنوا الأهرامات وده اللى أنا قلته وده كلام واقعى وما فيهوش اعتداء على أى حد.. ولما الإسرائيليين كرروا هذه الادعاءات.. لهجتى تغيرت وقلت إن ده سطو على حضارات آخرين.. وما ينفعش إنى ما ردش.. لأنك لما تسمع كلام زى ده لازم ترد عليه.. والا بعد كام سنة حيبقى كلامهم أمر واقع ومسلم به.

بلدنا: معنى هذا أن فرنسا ستمنحك صوتها فقط.. أم ستتدخل لتدعمك عند الدولة التى يمكنها أن تؤثر فيها؟
الوزير: الأمور غير واضحة حتى الآن.. ففرنسا تأثرت بالحملة الأمريكية ضدى.. خلال نهاية فترة بوش تم تسليط سفيرة أمريكا لدى اليونسكو ضدى.. وقامت بتوزيع بيانات ضدى.. وهذا العداء له أبواق لدى إدارة أوباما.. لكنى أراهن على تفكيره واعتبره رسولا سياسيا كبيرا جدا وسيغير السياسة على مستوى العالم. وحتى لو لم تدعمنى أمريكا.. فسيتفهم الرئيس الأمريكى مسألة ترشيحى. وأتذكر أيضا فى وقت بوش قال الأمريكان ماذا سيفعل حسنى إذا تولى المنصب وأثيرت قضية القدس، فكان ردى ماذا لو وصل يهودى لهذا المنصب ماذا سيفعل هو أيضا مع قضية القدس؟ فى النهاية السلطة ليست فى يد رئيس اليونسكو وحده، ولكن القرارات كلها فى يد الدول الأعضاء فى المنظمة. ما أريد أن أقوله أن من سيصل لهذا المنصب يجب أن يكون فى ذهنه وضميره الاتجاه نحو السلام العالمى وليس فى اتجاه معاكس له.

ورغم الحملة الأمريكية فهناك دول تفاجئنى بمواقفها المؤيدة مثل البرازيل التى لم ترشح نائب مدير اليونسكو الحالى وهو برازيلى وله فرص قوية فى الفوز، وأعلنت دعمها لى، وسبب ذلك أن لها أجندة سياسية تهدف لتوثيق العلاقات مع الدول العربية.

بلدنا: وما هى توقعاتك لانتخابات اليونسكو؟
الوزير: المنافسة القوية.. خاصة من النمسا لأن المرشح وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى وهى شخصية قوية ومحترمة ولها تاريخ سياسى كبير.. لكن ترشيحها لا يمكن تقييمه إلا بعد أسبوع من الآن.. لأننا لا نعرف إذا كان سيتم اعتبارها مرشحة عن الدول الأوروبية.. كما أن هناك خطة ضدى حاليا تهدف لتفتيت الأصوات.. حيث تم ترشيح شخص من أمريكا اللاتينية، وآخرين من آسيا وروسيا وأوروبا. وحتى الدول الحليفة لنا هناك ضغوط سياسية واقتصادية عليها لتغير موقفها.

بلدنا: ما أهم استعداداتك للانتخابات؟
الوزير: اتفقنا مع شركة علاقات عامة أجنبية لتقوم بتنسيق الحملة الانتخابية.
وأيضا المثقفون العالميون يؤيدوننى.. مثلا الموسيقار العالمى باربينيوم اتصل بى، وقال لى إنه سيقوم بكتابة مقالة فى كبرى الجرائد الألمانية والفرنسية لدعمى وتأييد ترشيحى.

والكاتبة والصحفية الفرنسية المعروفة ميشيل قوتاد تقوم الآن بإعداد كتاب عنى باللغة الفرنسية وسيتم ترجمته للإنجليزية أيضا وكلها خطوات فى طريق دعمى وتأييدى للمنصب.

بلدنا: ما هو عدد الأصوات التى تحتاجها لتفوز بالمنصب؟
الوزير: اللى عايز ينجح لابد أن يحصل على 30 صوتا من أصل 58.

بلدنا: وما عدد الأصوات التى تضمنها حتى الآن؟
الوزير: إحنا معانا موافقة أفريقية يعنى 13 صوتا، وأخرى عربية تساوى 7 أصوات، يعنى 20 من الـ 30 صوتا التى أحتاج لها. لكن ذلك يعتمد على أن تسير الأمور كما هو متفق عليه، لأن وارد إن حد من الـ 13 دولة أفريقية يتخلى عننا، مثلما تحاول تنزانيا وبنين الآن. أما السبع دول العربية فأعتقد أن خروج أحدها غير متوقع، لأن أكثر من مرة وزراء الثقافة والرؤساء العرب أكدوا على قرارهم بدعم ترشحى.

بلدنا: ماذا إذا لم يقدر لك الفوز بالمنصب؟
الوزير: أنا تعبت وعايز أرتاح.. وحطلب من الرئيس مبارك إعفائى من منصبى.. والوزير اللى ييجى بعدى أمامه حاجات عظيمة.. حيستكمل ترميم القاهرة القديمة وإنشاء المتحف المصرى الكبير.

بلدنا: هل رشحت من يخلفك فى الوزارة؟
الوزير: هذا ليس من صلاحياتى.. لأنه قرار سياسى.

بلدنا: ومن تتوقع أن يأتى بعدك؟
الوزير: الرئيس مبارك هو اللى يختار.. أنا مش عارف مين اللى ممكن يخلفنى.

بلدنا: ولو طلب الرئيس منك الاستمرار؟
الوزير: حاعمل إيه.. أكيد حاستمر.. بس أنا نفسى أرتاح وأقعد أرسم وأتفسح زى باقى الناس.

كما عرض البرنامج شهادة للكاتب الصحفى صلاح عيسى، الذى أبدى تعجبه من محاولات إثارة الرأى العام ضد الوزير فاروق حسنى. وقال إن إسرائيل لم تعلن أنها ستدعم وزير الثقافة المصرى ليصل لرئاسة اليونسكو، وكل ما قالته إنها ستوقف حملتها الرسمية ضد ترشيحه. وأكد أنه يجب أن يكون لدى مصر هامش واسع للمناورة لمواجهة الحملات المضادة لترشيح حسنى.. خاصة إذا كان مصدرها إسرائيل.

وفى مداخلة تليفونية من الدكتور السيد ياسين مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إنه يتوقع لفاروق حسنى نجاحا ساحقا فى انتخابات اليونسكو وأن يصل للمنصب بسهولة. وأكد أن «مشروع ترشيح وزير الثقافة لهذا المنصب.. ليس مصريا فقط ولكنه عربى أيضا».

وأضاف تعليقا على مقال حسنى فى الليموند الفرنسية «نحن كمثقفين عرب نرفض حرق الكتب أيا كانت، والوزير من خلال مقاله أكد أنه يتمتع بفضيلة النقد الذاتى». وأشار إلى أنه يجب على الجميع أن يدرك أن حسنى سيصبح موظفا دوليا يعبر عن دول العالم كلها مثل د.بطرس غالى وقت أن كان أمينا عاما للأمم المتحدة، ود.محمد البرادعى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية». ونفى ياسين وجود أى فجوة بين المثقفين المصريين وحملة حسنى للوصول لليونسكو، وأضاف «نحن كمثقفين مصريين اتخذنا قرارا.. بأنه لا تطبيع ثقافيا مع إسرائيل إلا بعد إقامة دولة فلسطينية مستقلة».






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة