حينما كنت أنا فى بواكير الشباب وبداياته، كان لى نظر حاد كنظر الصقر، كنت أرى ما لا يراه الآخرون، ولدرجة مدهشة، ها هى الطائرات الحربية المصرية تجوب سماء بلادى إبان حرب العبور العظيم، وتحلق عاليا فى السماء على ارتفاعات شاهقة. الطائرات فى تحليقها تشكل درعا من الأجنحة المفترسة باحثة عن الأجنحة الدخيلة، وآه لو رأتها متسللة فإنها تسقطها على الفور. لم يكن أحد يراها وهى ترفرف سوى قلة من البشر كنت من بينهم ، ولكن هذا زمن ولى . فلم تعد الأجنحة ترفرف كما كانت، لقد استقرت الأمور نوعا ما.. ها هى الأجنحة تكمن قليلا محاولة استعادة لونها الفضى وقوتها اللامتناهية. ووقتها لن يستطيع أحد أن يوقف طيرانها أو يجعلها تهدأ .
وهذا حديث آخر.
إن أحداث الماضى مهمة لنا بالطبع . فهى المرجعية والإثبات والدليل على مسار الأحداث لاحقا.. الآن لم أعد أتمتع بنظرة الصقر هذه . شأنى وغيرى كثيرون! أغوص فى بحر المعرفة باحثا عن سبب تراجع تلك النظرة.. أقول ربما من كثرة ما قرأت من كتب. لقد كنت أقرأ فى كل وقت وآن، أقرأ أكثر كثيرا مما أكتب . كانت هناك دائما علامة استفهام تشغل حيزا من دهاليز مخى وتلافيفه. لقد امتلأ البيت بكتب كطوفان يملأ كل حيز أو فراغ. أنام وتحت مخدتى كتاب وبجوارى كتب أخرى. كانت الكتب هى شغلى الشاغل.
الآن وفر لى البحث فى شبكة المعلومات. وقتا أطول كى أكتب وأعبر عن أفكارى.. ووفر أيضا كميات من الأوراق كانت لازمة كمسودات. لقد نبذ العالم كله الورق الآن تقريبا، حتى الصحف صارت إلكترونية وكذلك بعض الكتب.
ها هى المعلومات تأتى من مواقع طبية متخصصة: تنشأ المياه البيضاء لعدة أسباب منها إصابة العين.. أو كرد فعل لإجراء جراحة فى العين فى زمن مضى.. أيضا كثرة استخدام هرمون القشرة الكلوية المستخلص معمليا (الكورتيزون) من قبل البعض فى العلاج.
سر آخر أصابنى بالدهشة "هرمون الغضب والانفعال الأدرينالين سبب آخر من الأسباب. والمدهش كذلك أننى وجدت تأثيرا لكل من المواد الملونة فى كل من الشاى والقهوة وغيرهما، من الملونات على عدسة العين الشفافة، مما يصيبها بالعتمات... طبعا مع توالى السنين والأيام، وليس وليد اللحظة من لحظات ضبط (الدماغ).
الوراثة أيضا لن تتركنا إلا أن تضع خاتمها وبصمتها التى تتوارثها الأجيال ..مؤكدة أو نافية صفة أو صفات من بينها بالطبع وراثة الاستعداد للإصابة بهذه العتمات أو الكتاراكت وهو اللفظ العلمى المستخدم من قبل أطباء العيون.
التدخين: أرى أن المسألة لن تمر هكذا دون أن أذكره .. ثبت علميا أن المدخن أكثر استعدادا للإصابة بالمرض. لماذا ؟
عادة التدخين هذه !! يا لها من عادة ! لقد كنت أحسب أن هناك فائدة ترجى من التدخين.!.لا لم أكن مدخنا، ولكن كان هذا ظنى فيمن يدخن أنه شخص مستفيد بصورة أو بأخرى من هذه العادة.. تذكرت فى لمحة العبارة التى ترد فى المسابقات (أنت أكيد كسبان كسبان).
ولكى لا أطيل.. وجدت عبارة واحدة عن مضار التدخين.. هذه العبارة كانت ضالتى (يقول العلماء بأن حقن النيكوتين المستخلص من سيجارة واحدة فى وريد إنسان ..يؤدى إلى موته على الفور) هل تتصور عزيزى هذا الأثر المميت.. ثم الأثر التالى على العين وبقية الجسم.
ولقد نبهنى الطبيب إلى أن تلوث الهواء، والمبيدات التى قد تتسرب إلينا من بعض الغذاء وكذلك قوس اللحام الكهربى ذو الوميض القوى لما يعجل بالإصابة بهذه المياه ( أو الكتاراكت).
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة