أثار خطاب الرئيس باراك أوباما الذى ألقاه أمس، الخميس، العديد من النقاشات لدى المثقفين، الذين تم دعوة العديد منهم وحرصوا على الحضور مثل محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب وجمال الشاعر رئيس القناة الثقافية وجابر عصفور مدير المركز القومى للترجمة والروائى إبراهيم عبد المجيد وغيرهم، بينما تغيب العديد من المثقفين منهم الروائى خيرى شلبى الذى لم يستطع الوصول، والروائى إبراهيم أصلان.. اليوم السابع استطلع آراء بعض المثقفين حول رؤيتهم للخطاب، واتفق معظمهم على صدق النوايا وواقعيتها ولكن تبقى مرحلة التنفيذ..
سلماوى متفائل
بداية، يرى محمد سلماوى أن الخطاب غير عادى ويخرج عن مناسبة الزيارة ليعبر عن رؤية شاملة ليس فقط لمستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى وإنما للعالم كله، مقدما رؤية تقوم على الكثير من المبادئ المثالية، لكنها تأتى فى هذا الخطاب فى شكل خطوات عملية واضحة مما يجعله مانيفستو لمرحلة جديدة بالفعل من التعامل الدولى.
وعن رؤية أوباما للعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية قال سلماوى إذا كنا متصورين أن أوباما سيتنازل عن المواقف السياسية لبلاده وينحاز للبلاد العربية فهذه سذاجة بالغة، الجديد فى هذا الخطاب أنه رغم تأكيده على كل الثوابت فى السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل استطاع فى خطابه أن يلبى المطالب الفلسطينية أيضا، مشيرا على أن هذا هو أقصى ما نستطيع أن نطالب به أى رئيس أمريكى.
سلماوى اعتبر أن أوباما يتميز بعدة صفات قد تمكنه من تنفيذ ما يريد وما ورد فى خطابه، وأبرزها قدراته القيادية والعملية، فهو صاحب مثل ومبادئ، وفى نفس الوقت يتميز بحس برجماتى عملى وواقعى بما يساعده على مواجهة الضغوط والمقاومة التى قد تنشأ ضد سياسته، وأولها ردود الفعل من قبل إسرائيل على الخطاب.
إبراهيم أصلان: خطاب صادق وواضح
الانطباع الأول لدى الروائى إبراهيم أصلان أن الخطاب يتسم بقدر واضح من التوازن ويحمل مجموعة من الأفكار الجديدة بالنسبة للإدارة الأمريكية، والمهم الالتزام بها وتفعيلها، كما يحمل لهجة من الصدق الحقيقى وفيه أفكار جدية مثل أنه رغم الإشارة إلى قوة العلاقات مع إسرائيل، فإنه لم يتجاهل المشاكل الضخمة التى يعيشها الفلسطينيون وإشارته إلى المستوطنات وتأكيده على وجود الدولة الفلسطينية فهو موضوعى وصريح.
"أصلان" تحدث عن قدرة أوباما الخاصة وغير العادية فى خطابه الذى ارتجله ببراعة رغم أنه معد مسبقا، مشيرا إلى أن كلمة واحدة فى الخطاب أو إشارة كان يمكن أن تثير ردود أفعال عنيفة أو تنقل مواقف غير صحيحة للآخرين، ولكن قدرته الخاصة منحته حق الارتجال وحق إعجاب الجميع به.
محسن شعلان: خطاب واقعى يقر بأن إسرائيل الحليف الأول لأمريكا
الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية، اعتبر أن الخطاب رائعا لأنه موضوعى وذكى وواقعى تماما، وأى كلام آخر فهو غير طبيعى، مشيرا إلى أنه لو تكلم عن القضية الفلسطينية دون ذكر أن إسرائيل الحليف الأول لأمريكا فهو كلام لا ينطبق مع الواقع ولن نستطيع تصديقه، فالجديد فى كلامه أن يتحدث عن التزام إسرائيل بالالتزامات، ويتحدث عن حقوق الفلسطينيين مشيرا إلى أن الخطاب صفحة جديدة تفتحها أمريكا مع العالم الإسلامى والعربى.
عماد أبو غازى: الخطاب فى مجمله إيجابى
الدكتور عماد أبو غازى رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية بالمجلس الأعلى للثقافة يعتبر الخطاب فى مجمله إيجابى، من خلال تأكيده على أن العالم لا يسير بالقوة من خلال فرض رؤية أقوى دولة فى العالم وإنما بالاتفاق والتعاون يمكن إدارة أحوالنا بشكل أفضل، وتأكيده على فكرة احترام المنجز الحضارى لشعوب الشرق والعالم الإسلامى والعربى، وتأثير الحضارة الإسلامية فى الجانب الإسلامى والتأكيد على القيم الإنسانية العالمية مثل حق الشعوب فى اختيار حكامهم.
وأشار "أبو غازى" إلى أنه لأول مرة يتحدث مسئول غربى عن واقعة الهلوكوست ومعها بالتوازى عن الحق الفلسطينى فى دولة، وإن أشار إلى أنه لم يقدم جديدا فى تفاصيل حل النزاع الفلسطينى الإسرائيلى مشيرا إلى أنه أغفل أمورا يراها مسئولون فى الإدارات الأمريكية مثل نزع الأسلحة النووية حتى من إسرائيل.
الشاعر شعبان يوسف: أوباما يعطى تعليماته للعرب من على منبر جامعة القاهرة
الشاعر شعبان يوسف خالف الآراء السابقة حيث يرى أن الخطاب لم يقدم جديدا، وما زالت أمريكا تتعامل بعنجهية مع العرب مستشهدا بحديث أوباما عن أن أمريكا نشأت للصراع ضد التخلف والجهل، رغم أنه طوال تاريخها، بالإضافة إلى حديثه عن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل.
"يوسف" اعتبر أن أوباما فى خطابه أتى من أمريكا ليعطى تعليماته ويوجه العرب من على منبر جامعة القاهرة قائلا لنا لابد من احترام حقوق الأقليات والأقباط، رغم أنه لدينا فى مصر تسامحا أكثر من أمريكا نفسها، وأكد أنه خطاب غطرسة رغم كل ما يبدو عليه من تسامح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة