السقا فقط.. يترك سيارته على المحور ويركب «فسبا »مع واحد ميعرفوش

السقا فى ندوة «اليوم السابع»: «إبراهيم الأبيض» قصة حب والكلام عن العشوائيات يخلق بيننا وبين الجمهور فجوة كبيرة

الجمعة، 05 يونيو 2009 01:37 ص
السقا فى ندوة «اليوم السابع»: «إبراهيم الأبيض» قصة حب والكلام عن العشوائيات يخلق بيننا وبين الجمهور فجوة كبيرة السقا - تصوير: سامى وهيب
أعد الندوة للنشر:علا الشافعى و محمودالتركى وجمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أصدق نفسى وأنا أقف فى انتظاره.. قال لى فى التليفون: «الدنيا زحمة جداً والطريق لا يتحرك منذ ساعة إلا ربع»، قلتله: «معلش يا أحمد مستنيينك».. ثم فوجئت باتصال آخر منه يقول: «أنا قادم على فسبة»، سبت العربية عشان متأخرش أكثر من كده.

قلت السقا بيهزر، ثم فوجئت بعد دقائق بالسقا قادماً نحوى على «فسبة» فعلا، يقودها شخص تعرف إليه، وطلب منه السقا أن يقوم بتوصيله لارتباطه بموعد.. أشرف صاحب الفسبة فوجئ بالنجم أحمد السقا يقف أمامه ويشير إليه، فأنزل صديقه من على «الفسبة»، ليركب النجم خلفه، ويطيران للحاق بندوة «اليوم السابع».

وحده أحمد السقا يملك تلك القدرة على الالتزام، قلت له: اوعى متجيش عشان الصفحة متأجلة عشانك، فقال: «أنا آخر واحد تقلقى منه، ما دمت وعدت إنى هاجى.. يبقى هاجى».

السقا تلك التركيبة الإنسانية والفنية الشديدة الخصوصية، يتعامل دائماً بفطرته، ويراهن على تلقائيته فى الدخول إلى قلوب الناس.. لا يعرف التصنع، ويتقبل النقد بصدر رحب وأبداً لا ينظر إلى نصف الكوب الفارغ ويفاجئنى عندما يقول «اكتئابى وتشاؤمى يدوم لست ساعات فقط وسرعان ما أستنهض عزيمتى ورغبتى فى التفاؤل».. يصمم على أن فيلمه إبراهيم الأبيض هو فيلم عن قصة حب، وليس عن العشوائيات ويقول «خدوا عينى شوفوا بيها»، ويؤكد أن كل ما حمسه للمشروع كل هذه السنوات هو البعد الملحمى، وأنه لا يذهب إلى موقع التصوير وهو راسم ما سيقوم بتأديته من تفصيلات أو إضافات للشخصية، بل يترك نفسه تماماً وبمجرد أن يرتدى ملابس الشخصية، ويسمع كلمة أكشن تنساب مشاعره.

لماذا الإصرار على مشروع لمدة 9 سنوات؟
عباس أبو الحسن شقيق أحد أصدقائى، فاجأنى بسيناريو متميز أذهلنى، ولم أصدق نفسى فى البداية لأن القصة ملحمية لم أقرأ مثلها إلا عندما كنت طالبا فى الأكاديمية، وكنت وقتها سأبدأ تصوير فيلمى «همام فى أمستردام»، وواجهنا عام 1998 مشكلة إيجاد منتج للفيلم، خصوصا أن المنتجين وقتها كانوا يرون أن اسمى لا يحتمل بطولة فيلم كامل، خاصة أن الفيلم يحتاج إلى ميزانية ضخمة، وكنا نتقابل وقتها أنا ومروان حامد وعباس أبو الحسن حتى نجد من ينتج لنا الفيلم وتمر السنوات حتى يخرج الفيلم إلى النور حيث تحمس للمشروع المنتج عماد أديب وقرر إنتاج الفيلم عام 2007 ولكن توقف مشروع الفيلم وقتها، إلى أن بدأنا تصويره العام الماضى.

وللعلم عندما بدأنا تصوير الفيلم كانت هذه هى النسخة الـ11 من السيناريو حيث عدلنا فيه كثيرا، ورب ضارة نافعة، فربما تأجل تصوير الفيلم كثيرا ليخرج بشكل أفضل، سواء فى السيناريو أو الإخراج أو الأداء.

البعض يرى أن الفيلم ملىء بمشاهد العنف والدم بشكل زائد.. ما تعليقك؟
قيل هذا الكلام بسبب تزامن عرض الفيلم مع عرض كثير من الأفلام التى تتحدث عن العشوائيات، وعموما نسبة العنف كثيرة جدا فى الشارع المصرى، وأى شخص يستطيع أن يتأكد من ذلك عندما يدخل على شبكة الإنترنت ويبحث عن العنف والبلطجة فى الشارع المصرى، ونحن لم نقصد أن نعمل فيلما صادما، وهو بالمناسبة ليس عن مصر ولا عن العشوائيات، خصوصا أننى لا أعترف بتلك الكلمة لأنها توسع الفجوة بيننا وبين هذه الطبقة وكأننا نقهرههم، والمفارقة أن معظم برامج التليفزيون المصرى تتحدث عن الطبقة المتوسطة التى ليس لها وجود أساسا فى مصر.

هل كنت منحازا للحالة الملحمية الموجودة بالسيناريو؟
كنت مبهورا بالحوار بين الأبطال لأنه يتميز بأبعاد فلسفية وأثناء قراءتى الأولية للسيناريو اعتقدت أنه أرقى من الشخوص، إلا أننى اكتشفت بعدما ارتديت ملابس الشخصية أن هؤلاء الناس يتحدثون بهذه الطريقة ويستخدمون كلمات من قاموسهم الخاص مثل «أمين يا معلم» و«حصل» و«أعلم عليك».

وأحب توضيح أن حالة العنف فى مجتمعنا تتميز عن أى حالة عنف فى الدول الأخرى فهى ليست مثل أمريكا، لأننا لدينا مفرداتنا الخاصة التى نتعامل بها، وتتضح بشكل كبير فى أمثالنا الشعبية مثل «إضرب وقلبك على اللى قدامك» و«الإيد السابقة لاحقة» وهى الأمثلة التى تتسق مع طريقة حياة تلك النماذج. وعموما الفيلم بالنسبة لى هو قصة حب بين فتاة و3 رجال من الممكن أن تحدث فى أى مكان وليس فى مجتمع بعينه.

البعض اتهم الفيلم بالترويج للعنف؟
أستغربت بشدة من ذلك، فليس معنى أن نقدم فيلما عن العنف أننا نروج له، خصوصا أن نهاية الفيلم توضح أننا نرفض البلطجة وإراقة الدماء، فهل مثلا عندما قدمت فاتن حمامة أو شادية أدوارا لفتيات ليل كانتا تدعوان للرذيلة؟، وهل عندما نشيد بعظمة فريد شوقى ومحمود المليجى فى تجسيد أدوار الشر أننا ندعو الآخرين لكى يكونوا أشرارا، بالطبع لا، كما أن الجيل الجديد أصبح لديه وعى ويميز بين ما هو واقعى وما هو سينمائى، لكن لدى البعض منا نظرة خاطئة فى ربط الفن بالحياة، فنحن كفنانين نقدم عملا سينمائيا، بمثابة تأشيرة لدخول عالم آخر لبعض من الوقت، وأتذكر هنا أفلاما مهمة منها «الكيت كات» و«سارق الفرح».

لم نشعر بأن «إبراهيم» قاتل من أجل «حورية» بعد أن تزوجت من المعلم «زرزور»، رغم قصة الحب الكبيرة بينهما؟
اعتمدنا فى السيناريو على سيكولوجيات تلك الشخوص، وذلك من خلال عدة دراسات، فهناك اختلاف بين البشر فى طبيعتهم الخاصة، ومن حقنا كفنانين الانتقاء من الواقع وإعادة تقديمه بما يتناسب مع رؤيتنا العامة، وإبراهيم كان دائما يحب «حورية» حتى بعد أن تزوجت ودخل السجن، ولم ينسها يوما، بل طلب من صديقه «عشرى» الاعتناء بها.

لكننا كنا نحتاج لرؤية مشاهد رومانسية أكثر فى الفيلم؟
فى الوقت الذى يرى فيه البعض ذلك، نجد أن هناك شبابا آخرين يريدون مشاهد عنف أكثر، فكل فرد يرى الفيلم بطريقته الخاصة و«لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع»، والمشاهد الرومانسية فى الفيلم جميلة جدا ومنها مشهد القطار ومشهد ذهاب «حورية» إلى غرفته ونومها على سريره، فهذه المشاهد مصاغة بعناية وبدقة وبكفاءة عالية من مروان حامد، وعن نفسى أنا مبهور بذلك العمل «وخدوا عينى شوفوا بيها».

كيف رسمت تفاصيل الشخصية؟
حرصت على أن يكون وزنى زائدا بعض الشىء لأن «إبراهيم الأبيض» نموذج للشاب الذى يعيش بفطرته، «واحد بياكل قبل ما ينام»، ولا يهتم بمظهره كثيرا، فهو بلطجى كأى بطلجى يعيش بيننا، لذا حرصت على أن يكون شكله واقعيا فهو يتميز بـ«القلب الميت» وليس بالعضلات المفتولة، كما أن هناك لازمة لى فى الفيلم تتمثل فى «زكة» أو عرجة بسيطة، وهناك مشاهد حرصت على أن يكون كتفى فيها منحنيا وهى المرحلة التى بدأت أشرب فيها الحبوب المخدرة فى الفيلم، وبدأت طريقتى فى الحديث تتغير بعض الشىء وتكون أكثر إثارة للاشمئزاز، لأنه فى نهاية الفيلم تحدث تغيرات كثيرة فى شخصيتى.

وساعدنى هذا الفيلم على أن أوظف لغة جسدى فى توصيل انفعالات الشخصية، وهو أمر كنت أخشى من المجازفة به فى أفلامى السابقة، خصوصا أننى كنت أتعرض لانتقادات كثيرة تتعلق بحركتى.

تعاطفنا مع شخصية «تيتو» التى قدمتها فى فيلمك السابق لكننا لم نتعاطف مع «إبراهيم الأبيض»؟
لأن شخصية «تيتو» كانت تريد تطهير نفسها من الجريمة، خاصة عندما كان يقول لصديقه «أنا عايز أنضف»، لكن شخصية إبراهيم الأبيض لم تكن تريد ذلك وكانت دائما تسير فى طريق البلطجة، والحمد لله أن الجمهور لم يتعاطف معه فى النهاية، لأننا ننبذ العنف ولا ندعو إليه، واعتبر عدم تعاطف الجمهور مع إبراهيم الأبيض بمثابة شهادة نجاح له.

متى تأخذ قرارك بأداء المشاهد الخطرة؟
سأكشف لكم لأول مرة لماذا أقوم بعمل تلك المشاهد بنفسى، حيث أننى عندما كنت أشاهد الأفلام القديمة أو الأفلام التى بها مشاهد خطرة أبحث دائما عن وجه البطل لأننى أريد أن أصدق المشهد، لذا أحرص دائما على فعل ذلك فى أفلامى، وكنت من قبل أفعلها ببعض من عدم الخبرة، وتعرضت كثيرا للموت فقلت لنفسى «لا تكن مجنونا»، لذا سافرت للخارج لكى آخذ كورسا متخصصا فى المشاهد الخطرة، ثم بحثت على شبكة الإنترنت عن شخص محترف ليعلمنى أساسيات الأمان فى أداء تلك المشاهد، وعثرت على الجنوب أفريقى «أندرو ماكينزى» الذى عمل بالعديد من الأفلام العالمية، وأصبحنا أصدقاء وهو يعمل معى فى أفلامى وساعدنى أندرو كثيرا فى أداء مشهد الحريق الذى كان خطيرا جدا، وكان من الممكن أن يكلفنى حياتى.

هل أداء أحمد السقا بعد «الجزيرة» يختلف عما قبل الفيلم، وهل وصل لقمة النضج فى «إبراهيم الأبيض»؟
قبل «الجزيرة» كنت أقدم دور الولد، والشاب، لكن فى «الجزيرة» بدأت مرحلة الرجولة بمعنى تقديم شخصية الرجل الناضج، وبدأت بالفعل فى الاهتمام بأدق التفاصيل فى أداء الشخصية، والممثل نوعان نوع بيعرف يكدب كويس وشاطر فى الكدب، ونوع تانى مصدق وأنا «بحب النوع المصدق».

هل تمت زيادة جرعة العنف فى النسخة النهائية من السيناريو؟
بالعكس لقد تم تخفيف العديد من المشاهد وحذفت مشاهد عديدة كان فيها عنف شديد جدا وتمت إعادة مشاهد أكثر من 20 مرة من أجل الوصول للمراد من المشهد.

التصوير فى الأماكن الشعبية والحوارى الضيقة بمنشية ناصر والأباجية.. هل واجهتكم صعوبات هناك؟
فشلنا فى الحصول على تصاريح من أجل تأميننا داخل هذه المناطق لكنى ذهبت أنا ومروان لهذه المناطق وصاحبت بعض الأشخاص هناك وطلبت منهم التصوير فرحبوا جدا لأنهم شعروا أنه لا تعال ولا كذب ولكن هناك صدقا فى القول، وبعضهم عمل معنا فى الفيلم كدوبليرات ومجاميع وفى بعض مشاهد الأكشن وبعد انتهاء الفيلم يعمل بعضهم حتى الآن فى الشغلانة وأصبحت هذه هى مهنتهم.

وقفت أمام محمود عبد العزيز وكان هو البطل فى فيلم «هارمونيكا» ثم وقفت أمامه وأنت بطل، فهل اختلف إحساسك؟
نفس الإحساس، فأول مشهد أمام الأستاذ محمود فى «هارمونيكا» كنت مرعوبا، وأول مشهد أمامه فى «إبراهيم الأبيض» كنت أيضا مرعوبا لأنى فى النهاية أعلم جيدا أننى أمثل أمام نجم كبير له تاريخه.

كيف نصل بفيلم مثل إبراهيم الأبيض للعالمية؟ وماذا ينقصنا من أجل الوصول إلى هذه المكانة؟
هذا يتطلب تسويق أفلامنا فى عروض تجارية خارج مصر وهذا تحقق من خلال فيلمى «الجزيرة» فقد فتحت أسواقا فى أوروبا والفيلم عرض لمدة أربعة أسابيع وكان فى البداية الحضور للمصريين هناك، ثم واحدة واحدة بدأ الحضور يكون من الإنجليز، عندما تم عرضه فى لندن وهذا لن يحدث من خلال فيلم واحد، وإنما من خلال فيلمى وفيلم غيرى وهذه هى العالمية، فالتمثيل فى هوليود ليس هو العالمية، العالمية هى الوصول بفيلمك للعرض فى الخارج.

لماذا ابتعدت عن المسلسلات منذ تقديمك مسلسل «رد قلبى»؟
لم أبتعد ولكن لم تأتنى الفرصة لأنى لدى شروط فى تقديم المسلسلات، وأتمنى تقديم مسلسل مثل الأعمال الدرامية القديمة التى كانت تعرض فى الساعة السابعة وتلتف حولها الأسرة المصرية وتجد الشوارع فارغة من الناس، ولو توفر لى السيناريو الجيد والتوقيت المناسب سوف أخوض التجربة، ولكن أن أقدم مسلسلا وسط 100 مسلسل وفى رمضان بالتحديد لن يكون ذلك مجديا، وسيتم ظلم العمل ككل.

تصريحات على هامش الندوة
لا توجد أية مشاكل بينى وبين محمود عبدالعزيز.
أحضر حاليا لفيلم سينمائى جديد بعنوان «ابن القنصل» مع خالد صالح وإخراج عمرو عرفة، وهو تجربة كوميدية جديدة.
علمنى والدى ألا أتنازل أبدا.
لم يمثل ابنى ياسين أى مشاهد فى الفيلم، وكان يحضر معى بعض المشاهد لكى «يتفرج» ويلعب فقط.
لم أصرح لابنى ياسين بمشاهدة فيلمى «عن العشق والهوى» و«إبراهيم الأبيض» حتى الآن.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة