محمد عادل يكتب.. غلطة أوباما بألف

الخميس، 04 يونيو 2009 08:13 م
محمد عادل يكتب.. غلطة أوباما بألف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بداية موفقة، ومواقف متعاطفة، وكل شىء يبدو مبشرا بالخير.. هكذا بدأ باراك حسين أوباما يومه فى قاهرة المعز لدين الله الفاطمى، والجميع متوقع نجاح باهر لخطابه للعالم الإسلامى.

القنوات الفضائية تنقل والجميع يحلل، ولست أحاول تحليل أى شىء فى خطاب الرئيس الأمريكى الذى شبع تحليل وتقطيع، ولكن ما أعجبنى بشدة هو حرص الرئيس الامريكى على كل التفاصيل التى تجذب تعاطف المسلمين إليه، بداية من تقديره واحترامه للرئيس المصرى والملك السعودى وتقبيلهما، وقوله إنه جاء يستفيد من حكمتهما مرورا بزيارته إلى مسجد السلطان حسن، وخلعه حذائه واحترامه الكامل للمكان إلى خطابه الذى كاد أن يأسر قلوب جميع المسلمين ببداية حديثه بالسلام عليكم، وحديثه عن أبيه وعائلته المسلمة وحياته فى ماليزيا، واستشهاده بآيات من القرآن الكريم وحق الفلسطينيين فى دولتهم المستقلة، ويبدو أنه أعد العدة جيدا لكسب قلوب مليار ونصف مسلم، ولكن للأسف..

المليار ونصف مسلم لم يكونوا متفرغين.. كانوا على موعد مع خطاب آخر.. خطاب مع الله، ذلك لأن الرئيس الأمريكى الذى لم يغفل أى تفصيلة لا أعرف كيف أغفل هو ومستشاروه تفصيلة ليست بالصغيرة أبدا، فكيف يا سيد أوباما تأتى لتخاطب مليار ونصف مسلم -يبدو أنك تحترمهم- فى وقت صلاتهم، وربما يقول البعض الآن إن وقت الصلاة ليس ثابتا فى دول العالم، ولذلك كان من الصعب التوفيق، ليكون الخطاب فى غير وقت صلاة خاصة فى مصر والبلدان المحيطة بها مثل ليبيا والسودان وغيرهما، كان من البديهى أن يلتزم بوقت الصلاة فى الدولة التى اختارها لإلقاء خطابه، فمن بين 17 ساعة هى مدة زيارة الرئيس الأمريكى للقاهرة اختار أن يبدأ خطابه للعالم الإسلامى فى وقت صلاة المسلمين فى البلد الذى يلقى منه الخطاب "صلاة الظهر".

"سورى سيد أوباما مش فاضينلك".. بالطبع استطعت أن ألحق بنصف الخطاب من بعد انقضاء الصلاة وبغض النظر عن موت 6 ملايين فى الهولوكوست المدعى (والله أعلم) من قال للسيد الرئيس الأمريكى إن المسلمين يعلمون أن إسرائيل لن تذهب.. كما قال فى خطابه؟.. وإن كان هذا هو طريقه لطرح حل الدولتين (وهو حل قد نوافق عليه)، ولكن ما يعلمه جيدا الرئيس الأمريكى أن إسرائيل لن تبقى ولن تقوم الساعة حتى يحارب المسلمون اليهود وينتصرون كما جاء فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ولسنا نازيين ونريد قتل اليهود أو شىء من هذا، ولكن ببساطة لا توجد دولة اسمها إسرائيل، ومعنى هذا أن كل الأرض هى أرض فلسطين ومن الطبيعى أن نقاتل المحتل لهذه الأرض، ولذلك فإنى أقولها لك سيد أوباما: إسرائيل ستذهب إلى غير رجعة (وأنا وأنت والزمن طويل).. وبالتالى فإن كل المسلمين يؤمنون بأن إسرائيل لن تبقى وليس هذا أملا للمسلمين، ولكنها معلومة مؤكدة وتبدو وعود الرئيس الأمريكى جميلة جدا، ونحن على استعداد كامل للتعاون معه فى ما هو مصلحة الجميع.

وإذا كان هذا هو كلام الرئيس الأمريكى، فلماذا لا نبادله بكلام مماثل -هو الكلام بفلوس- وإذا كانت هذه نيته فلنبادله بنية مماثلة "مش الأعمال بالنيات" وفى انتظار أفعال الرئيس الأمريكى لنبادلها بأفعال مماثلة "ساعة الكاش الغالى يبقى ببلاش".

لولا غلطة اختيار توقيت الخطاب الذى يوافق ميعاد الصلاة لكانت زيارة أوباما تحقق مرادها كاملا.. على قدر ظنى، ولكن الكمال لله وحده.. لا أحد يستطيع الانتباه إلى كل التفاصيل مهما كان.. وفى كل نظام هناك خطأ ما.. فغلطة الشاطر بألف.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة