عم رمضان فنان فى الفخار ومامدش إيديه.. وكسر قلله حرام

الخميس، 04 يونيو 2009 09:52 م
عم رمضان فنان فى   الفخار ومامدش إيديه.. وكسر قلله حرام عم رمضان مستغرقا فى صناعة أوانيه - تصوير- سامى وهيب
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى إحدى قاعات معهد البحوث الأفريقية بجامعة القاهرة وفى الوقت الذى كانت القاعة تعج بالحضور من مصر والسودان وعدد من الدول الأفريقية المشاركين فى احد المؤتمرات الدولية وقف عم رمضان وسط الحضور يبهر الجميع بفخاره، وبروعة أعماله، فتحول دون أن يدرى إلى محط أنظار الجميع.

شيخ بلغ السبعين من عمره، قمحى اللون، يرتدى جلبابا أبيض ملطخاً بالطين الأسوانى الذى يستخدمه فى صناعة الفخار.

إيه اللى جابك هنا يا عم رمضان؟ هنا مكان للمناقشات والبروتوكولات مش للفخار، هكذا كان الحضور يتمتم بعدما شاهدوا العجوز يتفنن بفخاره، لكن عم رمضان الذى لاحظ الدهشة على وجوه من حوله، استطاع بخفة ظله أن يجذب الجميع.

التقليب فى دفاتر عقل عم رمضان لم يكن سهلاً، ففى البداية رفض الحديث، ولكن رويدا رويدا وبعد أن اطمأن قلبه حكى قصته مع الفخار التى بدأت منذ أن كان طفلاً فى الخامسة من عمره. من مصر القديمة كانت بداية الحكاية، فهناك تعلم صناعة الفخار حيث نشأته، وتحديدا أمام ميدان مسجد عمرو بن العاص فى الوقت الذى كانت فيه تلك المنطقة مشهورة بهذه الصنعة، صناعة القلل، فتشرب الحرفة من جيرانه، وتعلق بها لدرجة أنه كان يترك اللعب مع أقرانه لينضم إلى صانعى الفخار ليتعلم منهم كيف يمسك الطين بيديه ويحوله إلى قُلة.

يوماً وراء يوم استطاع عم رمضان إتقان الحرفة، إلى أن تحول إلى أشهر صانعى الفخار فى مصر القديمة، فهو الآن أصبح صانع فخار رحّالا بين الدول والمعارض الدولية، من بلجيكا إلى أمريكا إلى فرنسا إلى ألمانيا ليعرض منتجاته فى معارضها الدولية .

حكى عم رمضان عن سفرياته الكثيرة، التى كان أهمها سفره إلى سلطنة عمان عام 1978 حيث عمل فى وزارة التراث القومى والثقافى هناك، ومن خلال عمله قام بتطوير المهنة بالسلطنة مما شجع الوزارة من خلال اقتراح عم رمضان على إنشاء مصنع للفخار، انتهوا من تصميمه عام 1984 وهو العام الذى عاد فيه عم رمضان إلى مصر مرة أخرى بعد تركه بصمة كبيرة لصناعة الفخار هناك.

المفاجأة هى أن طلبة كلية الفنون الجميلة يأتون إليه فى مقره بالقرية الفرعونية ليتعلموا هذه الحرفة، ومن الفرح والفخر تبدلت فجأة ملامح عم رمضان إلى الضيق والحسرة، يقول : الصنعة دى ماتت، واللى بيشتغلها دلوقت فى بلدنا بيموت زيها بس من الجوع.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة