تحول حفل التوقيع الذى عقدته مكتبة حنين للروائى خيرى شلبى، إلى حفل يروى فيه مشواره الطويل، حيث أكد فى بداية حديثه أن عشقه الأول والأخير لفن القصة القصيرة، فهو الفن الذى يكشف مدى موهبة الكاتب أو ادعائه، وكان مشغولا طول عمره بسؤال هل كان كاتبا حقيقيا أم ادعى ذلك؟
وقال إن الإنسان حتى لو كان عمره مائة سنة، ممكن يكتشف نفسه فى العام المائة، وإذا أنتج شيئا جيدا فى العام المائة يكون قد أنقذ حياته. وأشار إلى أن فن القصة القصيرة هو بيانه الخاص، فالرواية نتاج أدبى قدم من خلالها تجربته التى كان لابد من كتابتها فى قالب روائى لكى يتخفف من حملها.
وحكى خيرى شلبى عن عائلته التى كانت تمتلك أرضا واسعة، ووالده الذى كان موظفا فى هيئة الفنارات بالإسكندرية، وهى وظيفة هندسية، وكيف تزوج 4 زيجات فاشلة بسبب الخلفة، إلى أن انتهت حياته وأحيل إلى التقاعد، حيث عاد للقرية ليقضى بها بقية أيامه، فإذا به يرى فتاة شقراء من أصل شركسى، ويتزوجها وينجب منها 17 طفلا، فكان يجب عليه أن يبدأ حياة عملية فى الستين ليربى هذا الجيش.
وحكى شلبى عن مرضه المجهول الذى تعرض له وصوره فى رواية "لحس العتب"، كما حكى أيضا عن تجربته فى المقابر وكيف عثر فيها على خلوته الأدبية التى استطاع أن يكتب فيها روايته "الأوباش"، "صالح هيصة" والكثير، حيث أكد أنه حتى الآن لم يزل يحتفظ بمنتجع فيها، والقهاوى التى يجلس عليها الأدباء جعلت الشعراء يكتبون بقاموس واحد، والقصاصين أفكارهم متشابهة.
وعن كتابته للقصة القصيرة قال:
كتبت الرواية لكى أتخفف من عبء تجاربى الكثيرة وإلا قتلتنى الشخصيات التى عشتها، فهى تلح علىّ وبتجينى فى المنام، ولما تخففت كان دايما كل ما أخلص رواية ألاقى أشياء بقيت فى نفسى أشبه بفتافيت أحجار كريمة تروح طالعة فى القصص القصيرة، وأنا أعتز بها أكثر من اعتزازى بأى رواية.
وتحدث عقب خيرى شلبى، القاص سعيد الكفراوى عن مشوار حياته، كما تحدثت الشاعرة فاطمة ناعوت واختتمت الأمسية بتوقيع الحضور لمجموعته "ما ليس يضمنه أحد".