جمال يبكى بدموع حزينة: ياخسارة ياحكيم.. لاأنت عرفت تعلمنى البوكر.. ولا أنا عرفت أعلمك القراءة.. ولا كان ينفع نقسم البلد نصين

الخميس، 04 يونيو 2009 09:57 م
جمال يبكى بدموع حزينة: ياخسارة ياحكيم.. لاأنت عرفت  تعلمنى البوكر.. ولا أنا عرفت أعلمك القراءة.. ولا كان ينفع نقسم البلد نصين مع عبد الناصر أثناء توقيع اتفاقية الجلاء
كتب سعيد الشحات وعلا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشهد 79
(فيلا المشير عامر بالجيزة - فيلا بالمريوطية مكتب عبدالناصر - مدافن قرية أسطال بالمنيا).
زوجة المشير وبناته وأولاده وزوجاتهم جميعا فى صالون الفيلا.

آمال:
«يعنى إيه تعبان ياحسين وراح البلد».
حسين:
«والله هما بلغونى كده وطلبوا إننا نروح كلنا أسطال عشان نشوفه».
آمال:
«اللى تعبان بيروح المستشفى.. اللى مات بس هو اللى بيودوه البلد».
زينب:
«اخرسى.. فال الله ولا فالك».
نجيبة:
«حسين قوللى أنا الحقيقة انت مخبى حاجة عننا.. صح..؟»
حسين:
«والله يا نجيبة ما أعرف غير اللى قولته».
آمال:
«بابا مات يا ماما روحى البسى الأسود»
زينب:
«تفى من بقك.. ماتقوليش كده».
آمال وقد تحولت حالتها للهستيريا والبكاء.
آمال:
«لأ.. وأبويا كمان ماماتش أبويا اتقتل.. وح يقولوا انتحر.. وأنا عارفة يكونوا قتلوه إزاى».
وترى آمال من وجهة نظرها تصورها عن كيفية قتل أبيها: «فى داخل مطبخ بفيلا المريوطية يقف شخص ويحضر كوبا من العصير يضع فيه مسحوقا أبيض ويقلب العصير، ويدخل إلى حجرة المشير المستلقى على سريره ويعطيه الكوب ويشير له المشير بأن يضعه جانبا على الكومدينو، فيضعه وينصرف ويغلق الباب وراءه، ولكن هذا الشخص يظل وراء الباب مراقبا، هل شرب العصير أم لا.. بعد فترة قليلة تمتد يد المشير إلى الكوب ويرشف منه رشفتين ثم ثالثة، ثم بعد برهة يأخذ رشفة كبيرة نوعا ما لتنتهى أسارير الشخص الواقف على الباب يراقبه، ويبدأ المشير فى الشعور بأعراض السم على جسده فيتألم.. ويصرخ فيهرع هذا الشخص مسرعا ويفتح الباب وينطلق فى تمثيل دور الخائف على صحة المشير.

الشخص:
«مالك يا افندم»
عامر:
«بطنى بتتقطع.. عايز أرجع اسندنى للحمام».
يسنده الشخص إلى الحمام حتى يصل ويحاول أن يلفظ ما فى أمعائه، ولكنه يتعذب عذابا شديدا ولا يستطيع فيأخذه الشخص مرة أخرى ويساعده فى الوصول إلى السرير .
الشخص:
«ح أنده الدكتور حالا».
يدخل الدكتور مسرعا ويبدأ فى الكشف على المشير ووجهه يتحول إلى الصفرة وينظر للشخص.
الطبيب:
«إيه اللى حصل.. ده انهيار مفاجئ مالوش أى سبب»
يحاول المشير أن يشير على كوب العصير الموجود بجانبه وفجأة يجده غير موجود ولا يستطيع أن يتكلم من شدة الألم.
الطبيب:
«ارتاح انت بس يا أفندم.. أنا ح أجيب التنفس الصناعى حالا».
يمسك به المشير بيده لأنه يريد أن يقول له شيئا وكلماته غير مفهومة على الإطلاق، ويشير على الشخص، ولكن الطبيب لم يفهم شيئا فيخلص الطبيب نفسه من قبضة المشير، وينطلق مزعورا ويصرخ وهو على الباب.
الطبيب:
«جهاز التنفس الصناعى بسرعة. أو بلغوا المستشفى تبعت عربية إسعاف مجهزة»
يعود الطبيب للمشير ليجد أنه فارق الحياة.
عبدالناصر فى مكتبه أمامه سامى شرف.
ناصر:
«عايز تقرير مفصل فيه كل حاجة حصلت زى ما هيه.. وزير العدل والنائب العام بنفسهما يشرفان على التحقيقات.. مفهوم يا سامى».
يومئ سامى برأسه.

فى مدافن أسرة عامر بقرية أسطال موكب جنازة لم يشارك فيه أى من المسئولين، ومحاط بالآلاف من جنود الأمن المركزى وقوات من الجيش تحاصر البلدة بأكملها وعويل وصراخ نساء عائلة المشير يسيطر على المكان.
(قطع)

مشهد (80)
(مكتب ناصر - فيلا المريوطية)
لقطة مقربة لملف مكتوب عليه «إلى السيد رئيس الجمهورية تقرير مفصل عن حادث وفاة المشير عبدالحكيم عامر.. من وزير العدل عصام حسونة والنائب العام محمد عبدالسلام».
تمتد يد وتفتح الملف إنها يد عبدالناصر وهو جالس على مكتبه ويبدأ فى قراءة التقرير.. تقترب الكاميرا من وجهه وعليه دلالات حزن العالم كله، ونرى من وجهة نظر التقرير الرسمى ما يلى:
المشير ناظرا من شباك نافذة حجرته بفيلا المريوطية على لحظة غروب الشمس ونستمع على صورته لأصوات تتردد أصداؤها داخله.

صوت عامر:
«معقولة الدنيا تخلص بيك كده ياحكيم مسجون بين أربع حيطان.. وانت اللى كانت الدنيا كلها ملكك.. يا خسارة يا حكيم».
ويلتفت بعنف وكأن شخصا آخر يحدثه، ولكنه صوت حكيم نفسه ومن الممكن أن يجسد بصورته مرتديا بدلته العسكرية.

عامر:
«الخسارة لجمال مش ليك.. هو اللى خسر أقرب بنى آدم ليه فى الدنيا.. نهايته ح تكون أبشع من دى..»
ثم يلتفت مرة أخرى للشباك.

صوت عامر:
«هو انت ح تستنى لما تشوف نهايته.. يا راجل اخلص بقى من العذاب ده وروح ارتاح».
ثم يلتفت مرة أخرى بعنف لنفس صوته أو صورته السابقة.

عامر:
«أنا المرة دى مش ح أمنعك.. عارف ليه.. عشان جمال ح يفضل عمره كله يندم لأنه هو اللى خلص عليك وأنهى بإيده حياتك.. ماهو عارف إنك لو وصلت للحالة دى لازم تنتحر.. يبقى هو إللى أصدر عليك حكم الإعدام...».
ثم يلتفت بهدوء مرة أخرى.
صوت عامر:
«الموت هو الطريق الوحيد دلوقتى المؤدى للشرف والكرامة.. موت موتة أبطال مادام ماعرفتش تعيش للآخر حياة الأبطال».

يلتفت بعنف ويعزم أمره ويتجه ناحية الحمام ويغلقه، ويفتح شريطا لاصقا على جسده ويخرج منه حبة «أكويتين»، ويضعها فى فمه بسرعة قبل أن يتردد ويشرب وراءها كوبا كاملا من المياه فتخور قدماه على الفور ويسقط فى الحمام.

نعود لنجد ناصر قد أطفأ أنوار حجرة مكتبه إلا من أباجورة صغيرة بجانبه وهو جالس على فوتيه يدخن سيجارة ونرى من وجهة نظره عدة لقطات سريعة جدا تمر أمام عينيه كأنها شريط سينما لبعض المواقف المهمة التى رأيناها فى الفيلم بينهما سواء حميمية أو عنيفة، وتنتهى هذه اللقطات بجملة المشير لناصر وهم ضباط صغار .

عامر (صغيرا):
«ماتيجى نقسم البلد نصين انت تعلمنى القراءة وأنا أعلمك البوكر».
نعود على وجه ناصر ودمعة حزينة فى عينيه، ويتحدث بصوت مسموع.

ناصر:
«يا خسارة يا حكيم لا انت عرفت تعلمنى البوكر.. ولا أنا عرفت أعلمك القراءة ولا كان ينفع نقسم البلد نصين».





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة