مؤلف مجموعة الأيقونة..

القاص محمد جراح: فضحت جمعيات حقوق الإنسان

الخميس، 04 يونيو 2009 10:18 م
القاص محمد جراح: فضحت جمعيات حقوق الإنسان تصوير عمرو دياب
حاوره وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتب القاص محمد جراح الشعر فى الثمانينيات ونشره فى مجلة الشعر والمجلة العربية، لكن كتبه كلها كانت فى مجال القصة القصيرة، حيث نشر مجموعتين هى "الشونة" عن مركز الحضارة العربية عام 2003 و"قراءة لرأس قديم" عن الهيئة العامة للكتاب عام 2005، ورواية واحدة هى "العابدة" عام 2004.

عن مجموعته "الأيقونة" الصادرة حديثا عن دار الحرية كان لليوم السابع هذا الحوار.

لماذا جاء التاريخ مهيمنا على قصص الأيقونة والذى يظهر أيضا فى عناوينها مثل "جلجاميش"، "برج بابل" و"الأيقونة" نفسها؟
سبب غلبة التاريخ على المجموعة أنى تخرجت من كلية الآثار جامعة القاهرة عام 1982، وكانت الدراسة فى مجال الآثار المصرية، والتاريخ المصرى والإسلامى محفز جيد للكتابة والإبداع، فهو جزء لا يتجزأ من الأسطورة، ولا يوجد تاريخ يكتب بدون خيال، لذلك هيمن التاريخ على قصص المجموعة وعلى أغلب كتابتى.

لماذا اعتمدت على النهايات المفتوحة فى قصص المجموعة؟
نحن نعيش فى زمن محايد لا يوجد فيه قول الفصل، والرؤى غائمة فى مصر، فلا توجد نهاية لأى شىء، وكل شىء مستمر، لذلك كنت أحب ألا أنهى أى قصة، وترك القصص مفتوحة ومصطلح الحياد يتكرر خصوصا أنه ليس حيادا إيجابيا، وإنما حياد سلبى.

ذكرت فى قصة "جلجاميش" آلهة وملوك عراقيين على اعتبار أنهم موجودون فى وقتنا الحاضر، كيف هذا؟
بعض الملوك ربطوا أنفسهم بالآلهة وألهوا أنفسهم سواء فى التاريخ المصرى القديم أو التاريخ العراقى، أى أن ما حدث عندنا حدث عندهم وهو التشابه الذى أخشاه أن يحدث فى الحاضر أو المستقبل، والقصة عن المواطن العراقى الذى ترك بلده وارتمى فى أحضان الغرب، وبالتالى القصة تتناول السلبية داخل المجتمعات العربية، لذلك فضحت المنظمات التى تدعى رعايتها لحقوق الإنسان، وفى الواقع تنخر فى المجتمع العربى مثل السوس.

هل تصلح تفاصيل الحياة المباشرة والبسيطة والعادية لأن تكون قصصا قصيرة مثل قصة "طقس متكرر"؟
الحياة اليومية مليئة بالمشاهد التى تصلح للقصص القصيرة، لكن العين التى تسجل والقلم الذى يكتب هو الفيصل، فمهارة القاص أن يحول المشهد الحياتى لقالب قصصى، والمدرسة الواقعية معين لا ينضب للإبداع، لكن الفن لابد أن يعتمد على الخيال، وبالتالى أنا استعنت بالواقع وحولته بطريقتى مضيفا عليه الخيال حتى يتحول إلى فن، وهو ما فعله أدباء أمريكا اللاتينية الذين اعتمدوا على أسطرة الحكايات وتغليفها بالتاريخ.

لماذا يتهكم بطل قصة "مرشد سياحى" على الأهرامات، فى حين أن مقوماته الشخصية والمهنية لا تجعله يفعل هذا؟
هو فى الواقع لم يكن يتهكم على الأهرامات، لكنه كان فى لحظة يأس من واقع بائس يعيشه وتاريخ حضارى عريق، وأنا لا أعبر عن المرشد السياحى كمهنة وإنما كإنسان مصرى لا يستطيع التفاعل مع واقعه.

لماذا استخدمت بعض الكلمات المهجورة والكلاشيهات "الهزيع الأخير" و"اليباب"؟
أحرص على خط معين فى الكتابة، ولى فلسفة خاصة، فالموضات الجديدة لا تغرينى فى الكتابة، وأشعر أن اللغة العربية فى لحظتنا الراهنة فى مأزق، وقديما أو حديثا هى لغة واحدة، أما الكتابة بالعامية أو استخدام لغة الشارع فى الإبداع، لن ينتج إبداعا، يجب أن نحافظ على اللغة ولا نهبط إلى مستوى القارئ العادى أو قارئ الشارع.

هل يعنى هذا أنك لا تضع فى اعتبارك القارئ العادى أثناء الكتابة؟
أم كلثوم كانت تغنى قصائد شعرية قديمة مثل "أراك عصى الدمع" لأبى فراس الحمدانى، ورجل الشارع كان يتفاعل معها، رجل الشارع الآن مطالب بأن يبذل الجهد حتى يستطيع أن يعيش لحظة الإمتاع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة