اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم، الخميس، أن خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى ألقاه فى القاهرة "فيه كثير من المتناقضات، وإن كان يحمل تغيرا ملموسا فى حديثه وفى سياسته".
وقال المتحدث باسم حماس فوزى برهوم "هذا الخطاب دغدغة للعواطف وملىء بالمجاملات، وكان معنيا بشكل كبير جدا بتجميل وجه أمريكا أمام العالم". وأضاف أن الخطاب "فيه كثير من المتناقضات وإن كان يحمل تغيرا ملموسا فى حديثه وفى تصريحاته وفى سياسته". وتابع برهوم أن "هذه المتناقضات أتت فى إطار أنه قال إن حماس مدعومة من الشعب الفلسطينى، وفى اللحظة نفسها لم يتكلم عن احترام شرعية حماس التى جاءت بالاختيار الديمقراطى".
وقال أيضا إن "أوباما أشار فى حديثه إلى محرقة اليهود التى تسببت بها النازية"، من دون الإشارة إلى حماس والشعب الفلسطينى، "ولم يتكلم عن محرقة (قطاع) غزة التى سببها الاحتلال الإسرائيلى، وهذا إخفاء للعدوان ونتائجه المستمرة على شعبنا الفلسطينى"، معتبراً أن أوباما "تكلم عن سياسة أمريكية جديدة، ولكن لم يعتذر عن السياسات الأمريكية الخاطئة التى دمرت العراق وأفغانستان".
وكان أوباما دعا فى خطابه الذى ألقاه فى القاهرة حركة حماس إلى أن "تضع حدا للعنف، وأن تعترف بإسرائيل، وأن تعترف بالاتفاقات السابقة وأن تعترف بحق إسرائيل فى الوجود". وأكد الرئيس الأمريكى حق كل من إسرائيل والشعب الفلسطينى فى الوجود معتبرا أن "الحل الوحيد هو تحقيق تطلعات الطرفين من خلال دولتين".
من جهتها، رحبت السلطة الفلسطينية بخطاب أوباما الموجه إلى العالم الإسلامى ووصفته بأنه "بداية جيدة". وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن "خطاب أوباما صريح وواضح وهو خطوة سياسية متقدمة وبداية صحيحة يجب البناء عليها فورا". وفى سياق متصل، أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن خطاب أوباما تضمن رؤية "متوازنة وجيدة".
وقال موسى ـ فى تصريح خاص لراديو "سوا" الأمريكى ـ إننا كدول عربية لدينا آمال كبيرة بأن يتحرك الرئيس أوباما لحل القضية الفلسطينية، مضيفا أن القانون الدولى والمؤسسات الدولية ستساند هذا الخط المتوازن الذى طرحه أوباما. وأضاف موسى "وعدنا أوباما بالتعاون معه ولدينا المبادرة العربية وعلى استعداد لتنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن، إلا أن الحكومة الإسرائيلية عليها أن تدرك أن الكل بما فيهم واشنطن يعملون بجدية للتوصل إلى السلام".
وبشأن الجهود التى ستبذلها جامعة الدول العربية تجاه عملية السلام، أكد موسى "أن الجامعة يمكن أن تبذل الكثير ولكن يجب أن يتم وقف الاستيطان فى الأراضى المحتلة". وعلى صعيد الإسرائيلى، أشاد ممثلون لتيارات إسرائيلية معتدلة تؤيد حلا سلميا مع الفلسطينيين الخميس بخطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى طالب بوقف الاستيطان اليهودى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.
وأورد بيان لحركة "السلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان "على إسرائيل أن تقول "نعم" لأوباما، وتوقف بناء المستوطنات وتمضى قدما فى رؤية الدولتين". وأضاف أن "أوباما قادر على أن يكون وسيطا نزيها فى المنطقة وأن يسعى إلى حل يضع حدا للنزاع بين إسرائيل والعالم العربى".
بدوره، دعا زئيف بيلسكى النائب عن حزب كاديما الوسطى المعارض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو "إلى الإدراك أن عليه أن يؤيد حل الدولتين لشعبين". وأضاف "إذا لم يقم بذلك، لن يكون فى وسعه الدفاع عن المصالح الحيوية لإسرائيل مثل الكتل الاستيطانية الكبيرة" التى يريد إبقاء السيطرة عليها فى إطار حل دائم للنزاع مع الفلسطينيين.
جاء ذلك فى حين قام نتانياهو بالاجتماع مع مستشاريه قل إبداء أى رد فعل على خطاب أوباما، ومنع وزرائه من إظهار أى رد فعل أو التحدث مع وسائل الإعلام حول الخطاب. وعلى الصعيد الأوروبى، اعتبر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى خافيير سولانا أن الخطاب "سيدشن صفحة جديدة فى العلاقات مع العالم العربى والإسلامى" وفى تسوية نزاعات الشرق الأوسط.
وقال سولانا فى تصريحات صحفية ببروكسل "لقد كان خطابا مميزا وهو خطاب سيدشن بالتأكيد صفحة جديدة فى العلاقات مع العالم العربى الإسلامى وبالنسبة للمشاكل التى نشهدها فى الكثير من المواقع فى المنطقة، كما آمل".
ومن جانبها، أثنت فرنسا اليوم، الخميس، على الخطاب الذى وجهه الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى العالم الإسلامى من القاهرة معتبرة أنه ينطوى على إعلان "هام" سواء على الصعيد "الرمزى" أو على الصعيد "السياسى".
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه معلقا على خطاب أوباما "هذا الخطاب سيشكل محطة هامة وهو ينطوى على بعد رمزى، وكذلك على بعد سياسى بالغ الأهمية". وتابع "أنه يصور الولايات المتحدة الأمريكية منفتحة كليا على الحوار والتسامح والاحترام المتبادل ويرفض كل ما يمكن أن يثير توترا بين الثقافات والحضارات".
وأضاف "هذا الخطاب يشير بوضوح وبدون مواربة إلى التزام الولايات المتحدة من أجل السلام، سواء فى أفغانستان أو باكستان أو العراق أو الشرق الأوسط، ومن أجل الحق والعدالة، مع التأكيد مجددا بصورة خاصة على إغلاق معتقل جوانتانامو، ومن أجل الديمقراطية".
حماس تعتبر خطاب أوباما "دغدغة" للعواطف..
التفاف عالمى حول خطاب أوباما.. وإسرائيل تمتنع
الخميس، 04 يونيو 2009 04:52 م