وسط كل هذا التخبط الذى يصيب حوار الأديان بسبب تحفظات كل طرف على الآخر كان الرجل يفكر دوما فى طريقة مبتكرة تكون حلا جذريا لتوضيح صورة الإسلام لدى الغرب، يصبح هذا الحل قادرا على الحياة وقتا أطول وفى نفس الوقت يكون ابتكارا يحسب له. فكثيرا ما حاول الدكتور محمود حمدى زقزوق الخروج من مأزق التخلى عن دور وزارته فى نشر الإسلام الوسطى المعتدل سواء بالكتب أو بالدعاة أو حتى بالندوات والمؤتمرات، ولكن يبدو أن كل هذه الجهود لم يكن لها الأثر الملموس، ليتفتق ذهنه عن فكرة رآها جديدة، وعرضها على المؤتمر الأخير لوزراء أوقاف الدول الإسلامية بجدة، ويطالب هذا الاقتراح باستحداث منصب جديد وهو «ملحق دينى» على غرار الملحق العسكرى والثقافى بسفارات الدول الإسلامية فى الدول الأخرى.
فكرة «الملحق الدينى» وإن بدت جديدة على تفكير زقزوق فإنها قديمة بقدم وجوده فى الوزارة ففى عام 2001 دعا الدكتور زغلول النجار إلى نفس الفكرة، التى كانت موجودة فى الأصل لدى بعض الدول مثل السعودية التى لديها ملحق دينى فى سفارتها بكينيا وهو يخدم 6 دول أخرى مجاورة، وهى أيضا نفس الفكرة التى كانت الولايات الأمريكية تدرسها فى عام 2002 إلا أنها لم تدخل حيز التنفيذ.
الجانب الوردى فى اقتراح الوزير زقزوق بحسبة بسيطة نجد أنه فى حال تنفيذها سيكون هناك عدد كبير من الدعاة لتحسين صورة الإسلام فى رداء دبلوماسى، خاصة إذا علمنا أن عدد الدول الإسلامية فى العالم هو 58 دولة موزعة على أربع قارات، ومصر وحدها لديها 115 سفارة حول العالم، وربما تكون المحاولة بهذا العدد لتوضيح الصورة الصحيحة للإسلام أسلوبا فعالا ويكون دور هذا الملحق كما يقول الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، الإسهام فى رعاية الجالية الإسلامية فى الدول الغربية وعرض صورة الإسلام بصورة صحيحة والرد على الشبهات إذا استطاع».
غير أن النوايا الحسنة وحدها لا تصنع المعجزات فعلى الرغم من نبل الفكرة إلا أنها أيضا لم تنج من الهجوم، فها هو المحامى القبطى ممدوح نخلة يصف هذا الاقتراح بأنه تمييز دينى، متهما «الأوقاف» بأنها تؤكد فكرة العنصرية فى مصر. اتهام نخلة رد عليه سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف «ليس لدينا حساسية من كونها تبشيرا ولكن إذا كان من النوع الهادم فنحن نمانع لأنه سيهدم التجمعات الإسلامية فى الخارج».
لمعلوماتك..
62 دولة شاركت فى مؤتمر وزراء أوقاف الدول الإسلامية بجدة 2009.