أكد د.أحمد السيد النجار رئيس تحرير النشرة الاقتصادية بمركز الأهرام الاستراتيجى، أن العالم أجمع استفاد من الجانب الإيجابى للأزمة المالية، وهو انخفاض الأسعار، إلا مصر التى ارتفعت فيها الأسعار بشكل جنونى بسبب احتكار مجموعة من رجال الأعمال للمال والثروة وأيضاً سيطرتهم على الحكم.
جاء ذلك فى الندوة التى أقامها الصالون الثقافى بالمنيا التابع لمنتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية، والتى كانت بعنوان "حوار حول دور المجتمع المدنى فى مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها المحلية".
وأضاف النجار، أن أزمة مصر هى نتاج ردىء لنفس النظام الأمريكى، وأن سيطرة أصحاب الأموال على الحكم حَولَ انخفاض الأسعار فى العالم، والذى وصل لـ 36.50%، إلى تضخم فى مصر بنسبة 13.50% فى شهر فبراير الماضى، رغم التراجع الكبير لهذا التضخم عالمياً، حيث بلغ نحو 2.0% فى الولايات المتحدة الأمريكية، ونحو 1.2% فى أوروبا، بينما تراجعت الأسعار بنسبة 1.6% فى الصين، وبنسبة أكبر فى اليابان.
وطالب بإحالة المحتكرين الذين تسببوا فى رفع أسعار الكثير من السلع الرخيصة مثل الأسمنت والحديد والسلع الغذائية، إلى محكمة الجنايات، لتسببهم فى ارتفاع التضخم فى مصر وارتفاع نسبة البطالة وعجز الميزان التجارى بواقع 26 مليار دولار.
وأشار النجار إلى أن مصر تعانى من عدم العدالة فى نظام الأجور وتوزيع الدخل، وأنه للخروج من هذه الأزمة لابد من إعادة الاعتبار لدور الدولة فى الاقتصاد، وضرورة إنهاء سرية الحسابات فى العالم الثالث أجمع، وإلغاء الملاذات الضريبية الآمنة مثل دبى، ومساعدة الراغبين فى إقامة مشروعات صغيرة من خلال مساعدتهم فى مواد البنية الأساسية وعملية التسويق.
وأكد النجار، كل هذه المشكلات فى مصر سببها السياسات الحكومية الخاطئة فى التعامل مع الزراعة والغذاء والغير رشيدة، والتى جعلت دولة فقيرة مثل مصر تصدر فاكهة أكبر من دول اقتصادية كبرى، كما أنها تصدر مياها وغازاًَ بأسعار مدعمة، كما وصف النجار الفساد فى مصر بالمروع، مستدلاً ببرنامج الخصخصة والسطو على المال العام، وأنه لا يمكن مكافحة الفساد، إلا بإنشاء جهاز رقابة مستقل عن السلطة التنفيذية.
د.أحمد السيد النجار رئيس تحرير النشرة الاقتصادية بمركز الأهرام الاستراتيجى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة