أدهم حشيش يكتب:إجماع القاهرة

الثلاثاء، 30 يونيو 2009 12:08 م
أدهم حشيش يكتب:إجماع القاهرة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أوباما رجل قانون، قام بدراسته بجامعته الأشهر فى العالم (هارفارد)، وقام بتدريسه بمدرسة أخرى مرموقة (شيكاغو). مقالى هذا دعوة إلى التعامل مع خطاب أوباما القاهرى بأدوات الفن القانونى، باعتبار أن الخطاب وإن كان عملاً سياسياً بالدرجة الأولى، إلا أنه لا يخلو من قيمة قانونية، يمكن إثراؤها بحسن استثمارها. اقتراحى هو بناء توافق أهلى بدعم رسمى لتحويل الحدث السياسى من مجرد (خطاب القاهرة) إلى (إجماع القاهرة Cairo Consensus)، ليمثل أولا نقطة بداية لعلاقات أمريكية شرق أوسطية لا يمكن النكوص عنها بتغير الإدارات الأمريكية، و يمثل ثانياً نواة لفقه قانونى وسياسى متعدد الأبعاد يتناول معاداة الأديان والحق فى التنمية وغيرهما، ويمثل ثالثاً، حاجزا ضد تآكل قيمة الخطاب ومفرداته السبعة بفعل فاعل أو بفعل الزمن.

خطاب أوباما - من حيث الشكل - بمثابة إيجاب يلتمس قبول أصحاب مصالح متقاربة لتنعقد شراكة بينهما. هو إيجاب من دولة لها ثقل دولى، ولديها من المؤسسات ما يكفل نفاذ ما تتعهد به، هذا إن توافرت الإرادة.
عبَّر عن إرادتها هذه المرة رئيس توافر له من النفوذ السياسى (سواء سلطات المنصب التقليدية أو سلطات استثنائية ورثها عن سلفه) والرصيد الشعبى (الأمريكى بحكم سيرته الإنسانية والسياسية أو العالمى بحكم رؤية عقلانية متوازنة للشراكة الإنسانية) ما يدعو للاطمئنان الحذر إليه أكثر من غيره.

خطاب أوباما – من حيث الموضوع- بمثابة التزامات وتعهدات عامة، تحتمل الاتكاء عليها لبلوغ ما فوقها، إلا أنها تُغرى بفض عموميتها والرهان على ما تحتها. اتفقنا أو اختلفنا بشأنها، المهم ألا نتشتت حول القدر المشكوك فيه، بل علينا أن نجتمع على القدر المتيقن منه. هناك سياسية أمريكية جديدة تتحول من أفكار إلى أفعال، وهناك أصحاب مصالح مضادة ينظمون صفوفهم، لذا على أصحاب المصالح المتقاربة الاستعداد برؤية واحدة وصوت واحد وحساب منطقى للكلفة والمنفعة.

إذن هناك إيجاباً ينتظر قبولاً. لكن قيمة القبول المنتظر تتدرج بحسب من يصدر عنه. يلفت النظر أن منبر الخطاب منبر شعبى و ليس رسميا. أصحاب المصالح المضادة التقطوا الخيط، واختاروا لردهم - رغم أنهم ليسوا المخاطبين أصلاً - منبر شعبى أيضاً، وأخذوا يدعموه بدراسات الرأى الشعبى والفكر الأكاديمى حول رؤيتهم "شبه دولة فلسطينية". إجماع القاهرة سيلقى من مراكز الفكر السياسى بواشنطن ومن الرأى العام الأمريكى اهتماما بقدر أهمية من صدر عنهم، وسيحافظ على مفردات خطاب القاهرة من التآكل – مرة أخرى - بفعل فاعل أو بفعل الزمن.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة