نيويورك تايمز: خطاب أوباما.. دقة التوقيت وخطأ المكان

نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً للصحفى والمدون المصرى، حسام الحملاوى، يتحدث عن تأثير زيارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، على شوارع القاهرة المزدحمة والمغبرة. ويقول الكاتب إن الأوضاع انقلبت رأساً على عقب بين ليلة وضحاها، حيث دهنت الكبارى، ووضعت الحواجز الأسمنتية الملونة على قارعة الطريق الذى عادة ما تقع عليه الحوادث بشكل يومى، وتفتحت الأزهار بصورة مفاجئة فى شوارع مدينة الجيزة الرئيسية، ونظفت المصابيح فى أعمدة الشوارع، والأمر الذى يدعو للدهشة هو أنها تعمل بالفعل.

ويرى الكاتب أن أوباما أخطأ فى اختياره لمصر لتوجيه خطابه الهام إلى العالم الإسلامى، فهذه الزيارة تعتبر تأييداً صريحاً للرئيس المصرى، حسنى مبارك، الذى حكم البلاد لقرابة الثلاثة عقود، ساد خلالها نهج الأحكام العرفية، والشرطة السرية واستخدام غرف التعذيب.
ولن يستطيع أوباما تغيير المفهوم الذى يقول إن الأمريكيين يؤيدون ديكتاتوراً عن طريق مده بمعونة سنوية.

ويشير الكاتب إلى أن الصحافة الغربية اهتمت كثيراً بمكان إلقاء الخطاب المنتظر من جامعة القاهرة، على اعتبار أنها رمزاً للتنوير والعلمانية والحرية، ولكنهم لا يعرفون أن طلاب هذه الجامعة العريقة اعترضوا لمدة سنوات على ارتفاع كلفة التعليم الجامعى، وطالبوا بأن تقوم الحكومة بدعم الكتب الدراسية المرتفعة الثمن والتى لا يستطيعون تحمل تكلفتها، ولكن قالت السلطات إنها لا تستطيع تمويل هذا. ومع ذلك، تمكنت إدارة الجامعة من الحصول على أموال كافية لتنظيف وتجميل القبة التى ستلمع فوق رأس أوباما عندما يلقى بخطابه.

أما عن جامعة الأزهر، المضيف الثانى لأوباما، فأحد طلابها، كريم أمير، مازال قابعاً فى السجن بعدما اتهم مسئولون فى الجامعة أفكاره عن الحكومة "بالكافرة وغير الإسلامية"، وهو الأمر الذى أسفر عن الحكم عليه بقضاء أربع سنوات فى السجن.

ويختم الكاتب مقاله قائلاً إن المصريين لا يريدون حلفاء داخل البيت الأبيض، وإنما بين صفوف جماعات حقوق الإنسان والاتحادات التى ستضغط على إدارة أوباما لقطع كل صلاتها بنظام الرئيس مبارك الاستبدادى.