م. منال الباجورى تكتب: مين قال إن الجمهور عاوز كده؟

الأربعاء، 03 يونيو 2009 12:24 م
م. منال الباجورى تكتب: مين قال إن الجمهور عاوز كده؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زادت فى الفتره الأخيرة الأفلام التى تحتوى وتتضمن مشاهد جنسية وعندما ينقد أحدهم عملا من هذه الأعمال يتهم بالتخلف والرجعية وعدم تفتحه وعدم فهمه لموضوع الفيلم ورسالته السامية فى محاربة الانحراف الأخلاقى.. بصراحة أن مش عارفة هم بيضحكوا على مين بالضبط علينا أم على أنفسهم.. فطبعا الكل يعلم أن هؤلاء لا يهدفون من خلال أعمالهم إلا إلى تحقيق الربح التجارى فطبعا هم عارفين أن أكبر شريحة تدخل الأفلام هم الشباب فيقومون باستقاطبهم بهذه المناظر مستغلين مقولة "الجمهور عايز كده" وطبعا إذا تم عمل إحصائية لمن يدخل الفيلم سيجدون أن 99% منهم من المراهقين. لقد استفزتنى ممثلة كانت بطلة أفلام سينمائية فى الثمانينات وبداية التسعينيات، وقالت إنها فى مسلسل من بطولتها تحارب الاغتصاب، وأكاد أجزم أنه بالرجوع إلى المتهمين بالاغتصاب والتحرش فى فترة الثمانينيات وبداية التسعينيات عن ما السبب فيما اقترفه من جرم هيقولك إن أفلام هذه الممثلة وشقيقاتها أثارته، وطبعا هذه الفتره لم يكن فيها نت ولا محمول بكاميرا. وفى اعتقادى الشخصى أن هذه الأفلام بالإضافة إلى أنها تحقق عائدا ماديا لمنتجها، فهى السبب وراء الكثير من جرائم التحرش الجنسى التى كادت أن تصبح ظاهرة فى الشارع المصرى. هناك مخرج طبعا معروف ومش ضرورى أقول اسمه أفلامه جميعا تحتوى على كثير من هذه المناظر، إضافة طبعا إلى الطابع السياسى على عمله.

إنه قبل كل فيلم من أفلامه تنشر الجرائد على مشاكله الكثيرة مع الرقابة وانه حارب وناضل حتى استطاع أن يتم عرض فيلمه وهو طبعا سعيد بذلك فهو يعلم تمام اليقين أنه كلما كثرت أخبار مشاكله مع الرقابة كلما ضمن أعلى نسبة جمهور وأعلى تحقيق للأرباح . وإذا اعترض أحدهم على مايقدم وصفا إياه بأن ما يقدمه ليس سوى إسفاف ولعب على الغرائز والشهوات هيقولك إزاى هو عايزنى أبقى زى النعامة اللى بتحط راسها فى الأرض لتجنب الخطر القادم عليها؟ ويقعد يحيكيلك فى عظمة ما يقدمه وأنه بذلك يثور للفقراء على حالهم.

بالذمة حد مصدق الكلام ده دا أفلامه كلها واللى فيها بيتكلم على المهمشين ومن وجهة نظرى الشخصية رسالتها الوحيدة اللى بتحملها لهؤلاء المهمشين أن يلزموا الصمت ويرضوا بما هم فيه واللى هيكون مصيرهم مصير أبطال شخصياته من التعذيب والتنكيل والقبع خلف أسوار السجون وتدمير أسرهم. لقد كنا نسأل لم المواطن فى هذه الأيام ليس لديه روح مواطن السبعينيات من النضال والمطالبة بحقوقه؟ أنا أعتقد أن السبب هذه الأفلام التى تخوفنا من الاقتراب من الأغنياء وأصحاب السلطة، وطبعا هم من ينتجون هذه الأفلام.. كما أن هذه الأفلام تجعلك تضامن وتتعاطف مع الحكومة فى إزالة العشوائيات فهم يصورهها فى أفلامه على أنها مناطق تفريخ للمجرمين والإرهابيين وأطفال الشوارع. وأعتقد أن هذا ليس واقعا..

أنتم طبعا فاكرين السينما النظيفة اللى بدأت تظهر فى نهاية التسعينيات بعد فيلم إسماعيلية رايح جاى، وطبعا فاكرين أن أد إيه الناس كانت فرحانة بهذا النوع من الأفلام ورأت فيه عودة للأسرة المصرية لمشاهدة السينما، وبالفعل حققت هذه الأفلام أرباحا كثيرة حتى هوجمت وقالوا إنها بعيدة عن الواقع، ورجعنا تانى للسينما التجارية بصورة أفظع من ذى قبل (مواضيع شذوذ وسحاق وربنا يرحمنا) هذه الأفلام لن نجنى من ورائها إلا الهم والانحراف والانحلال لا تصدق من يقول إننا من خلال هذه الأفلام نأخذ خطوة على سلم الحرية، لا والله هذا الكلام هراء فهراء، بيقولك لازم نحذو حذو الغرب ونحاول يكون لدينا حرية مثلهم. طب الغرب عندهم البنت بتصاحب ولد وما فيش مشكلة وكمان ممكن تحمل منه ومفيش مشكلة، ثم بعد ذلك يعرضان طفلهم للتبنى ومافيش أيضا مشكلة أما نحن فمجتمع شرقى متدين ومحافظ لا يقبل فيه الرجل أن يتزوج من فتاة لها علاقه سابقة وإذا حملت فتاة من صديقها فإنه ينكر هذا النسب وتكون النتيجة إما قتل هذه الفتاة لطفلها أو إلقائه فى الشارع ليصير طفل شوارع، أو تأكله الكلاب الضالة، أو قتل هذه الفتاة على يد أهلها.

فى الغرب وبسبب حرية أفلامهم ممكن أن تحمل الفتاة فى سن 12 وطبعا فى بريطانيا أعلى نسبة لحمل الفتاة وهى فى المدرسة.. أعتقد لو حصل هذا فى مصر هيبقى يوم القيامة.. أعتقد أن هذه الحرية فى الغرب نقمة وليس نعمة. وبما أننا مجتمع شرقى فلابد أن نبعد عن هذه الحرية ولنبحث عن حرية فى مجال آخر. كحرية الكتابة والتعبير وأيضا بحدود حتى لا نؤذى غيرنا فنحن جميعنا شعرنا بكثير من السخط والغضب عندما رسم فنان دنماركى رسوما مسيئة للرسول وقال إنها حرية شخصية.. نأخذ الحرية فى اختيار من ينوب عنا وفى اختيار من يحكمنا وفى اختيار ما ندرسه.. أعلم أن رأيى لن يعجب الكثير ولكنى والحمدلله مقتنعة به تمام الاقتناع، وهذا لايمنع كونى ليبرالية، ولكن بأن يفعل الإنسان ما يحلو له دون إيذاء الآخرين.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة