أحمد أبو صالح يكتب: وداعا للصحافة الورقية ومرحبا بالصحافة الإلكترونية

الأربعاء، 03 يونيو 2009 10:56 ص
أحمد أبو صالح يكتب: وداعا للصحافة الورقية ومرحبا بالصحافة الإلكترونية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثورة الإنترنت تجتاح العالم من أدناه إلى أقصاه وبالطبع امتدت إلى الصحافة، ولكن الثقافة العربية اعتادت على ملمس الورق، وأن الحديث عن انتهاء الصحافة الورقية لم يحن بعد، وشبّه البعض صحافة «النت» بالوجبات السريعة، والصحافة الورقية بالوجبات الدسمة والثقيلة.

فى بداية الثمانينيات من القرن الماضى رفع الغرب شعار «عالم بلا ورق»، وكان الشعار يستهدف كل التفاعلات الورقية. فى تلك المرحلة، كانت الوسائط الإلكترونية تجتاح الحياة العامة. ورغم ذلك وجد الشعار من يتصدى له ويسخر منه، وظهرت طائفة لقبت بـ«أعداء الكمبيوتر». وحين انتشرت الأقراص المدمجة(cd) التى تختصر مكتبة بحجم مكتبة الكونجرس الأمريكى فى بضع أقراص، سخر هؤلاء من الفكرة، ورددوا عبارة «تقرأ هذه الأقراص نعم، لكن تكتب عليها ربما». اليوم أصبحت قصة هؤلاء جزءا من التاريخ، ومن يتأمل سيجد أن تذاكر السفر الورقية اختفت، وتعاملات البنوك أصبحت بلا أوراق وأختام وتواقيع، وعقود الزواج تتم عبر رسائل الهاتف. الورق يتوارى على نحو متسارع.

الأكيد أن تداول المعلومات والتعاملات، عبر الورق، سيزول آجلا أم عاجلا بشكل نهائى. المسألة مسألة وقت ليس أكثر. وتأخير دفن الورق لا علاقة له بجدوى الفكرة، وإنما بتمسك جيل الورق بحاسة اللمس بسبب سيطرة الأجيال الورقية على مقاليد الحياة العامة، فضلاً عن الصحف التى لا تزال تتعامل مع «الإنترنت» كما تتعامل مع آلة التصوير، تطبع نسخة على الورق وترسل صورتها إلى فضاء «الإنترنت»، لكن حين تدب الحياة فى مواقع الصحف، وتبدأ تتغير بالدقيقة، لن تجد النسخة الورقية من يحتفى بها، أو ينتظر وصولها.

ومن المؤسف أن النقاش فى أروقة الصحافة العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص حاليا، هو هل ستعيش صحافة الورق أم ستموت؟ رغم أن القضية حسمت، والمؤسف أيضا أن نتيجة هذا الحوار لن تزيد فى عمر صحافة الورق، وستنعكس سلباً على مستقبل الصحافة الإلكترونية، وتمنعها من الالتحاق بقطار الفضاء فى الوقت المناسب. وأعتقد أن أصدق قول على كلامى نجاح الموقع الإلكترونى لليوم السابع بشكل لافت للنظر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة