تخطئ المرأه إن اعتقدت أنها استطاعت أن تحصل على حقوقها المهضومة - من وجهة نظرها- بتلك القرارات الأخيرة التى تضمنت تعديلا دستوريا يقتضى بعدد معين من المقاعد داخل مجلس الشعب.
إن هذا القرار هو أكبر دليل على أن المرأه داخل المجتمع مفروضة عليه وليست جزءا مشاركا فيه بقوة، ولا أرى أى سبب يجعل السيدات عضوات المجلس القومى للمرأة داخل مصر يطيرن فرحا بهذا القرار، فما حدث يمثل إهانة لها وليس حصولا على حقوقها التى تراها ضائعة داخل المجتمع.
أعلم أن حصول الفرد على حقوقه ليس عن طريق التمكين ـ بالعافية - داخل المنصب وفى نفس الوقت يكون باقى الناس غير راضيين عما حدث، وصعود المرأة فى المناصب يستلزم أن تكون هى متمكنة أولا فى مجالها، وإن حدث وتقلدت منصبا فلا يوجد أية مشكلة وسيكون هذا حقها.
أما أن تمسك المرأة بالمناصب لمجرد أنها امرأه فهذا من المضحكات المبكيات التى تحدث فى بلدنا.. ليس من الضرورى أن أنال الرضا السامى من أمريكا التى تعطينا المعونة عن طريق أن أجعل المرأة بين ليلة وضحاها رئيسة جامعة.. وليس ضروريا أن أقوم بحل مجلس الشعب وأفض الدورة البرلمانية لكى أفرض على المجتمع 65 مقعدا بالقوة.
إن كانت المرأة تريد مقاعد فعليه فى مجلس الشعب فعليها بالعمل والنزول إلى الانتخابات وأن تقوم بفعل ما يفعله الرجال من جمع بلطجية الانتخابات والصرف بسخاء وعمل الشغل اللازم لدخول المجلس، لكن المرأة لا تقوى فى الحقيقة على عمل ذلك قد فعلتها شاهيناز النجار وحصلت على مقعدها فى مجلس الشعب.. صحيح هى مسنودة، ولكنها خاضت الانتخابات.. فإن كانت أية امرأة تريد أن تدخل مجلس الشعب فعليها بأن تفعل مثلها لا أن تأخذ المقعد بالقوة الجبرية.
إنه أمر مثير للسخرية أن نقوم بتعيين المرأة فى مناصب المستشار ورئيس الجامعة والمأذون وغيره من المناصب - بالأمر- ثم نظهر فى وسائل الإعلام ونقول ها هى المرأة قد انتصرت وحصلت على حقوقها.. لا أدرى كيف نضحك على أنفسنا بهذه الطريقه البلهاء.
قد تصل المرأة إلى أعلى المناصب وهذا حقها.. لكن لا داعى لإهانتها عن طريق فرضها على المجتمع بالقوة.. فقوة المرأة تكون فى تقلدها للمنصب عن حق بتعليمها وثقافتها وليس بأن نحشرها فى كل عمل لا يفعله إلا الرجال حتى نثبت لأنفسنا أنها قادرة على فعل هذا الشىء.. وما يفعله الرجل ليس بالضرورى أن تفعله المرأة حتى نثبت أنها قادرة على تطوير المجتمع.
ولو كان الرجل والمرأة يقومان بفعل نفس الواجبات لما خلقنا الله ذكرانا وإناثا، ولكنا جنسا واحدا يعيش على الأرض.. فالأرض يلزم لتعميرها الذكر والأنثى وكل فى مجاله وفيما يقدر عليه.. فاحترموا المرأة ولا تجعلوها فرضاً على المجتمع بهذا الشكل المهين.
