لوحظ فى الآونة الأخيرة، وتحديداً منذ بداية العقد السابق، انطلاق العديد من الأفلام السينمائية المصرية خلال موسم الصيف، وعلى وجه التحديد مع بداية شهر مايو، ولكن لماذا يحدث هذا الأمر؟
وفى وسط هذا التزاحم الكبير، يجد المشاهد العديد من الافكار المتنوعة التى تتضمنها الافلام من حيث الدراما والتراجيديا المصرية وأعمال الأكشن والمشاكل الاجتماعية فى المجتمع المصرى وغيرها من الأفكار التى تعرضها هذه الأفلام، ولكن الغريب فى الأمر هو التصميم على أن عرض هذه الأفلام يقتصر على موسم الصيف فقط.
ومن المعروف أن هذا التحكم فى موعد انطلاق الأفلام السينمائية فى الصيف يرجع إلى منظور مادى بحت من خلال المنتجين وشركات الإنتاج المتعددة، كل على حسب أيديولوجيته فى عملية الربح والمكسب من صناعة السينما.
وقد حدث ما هو منافٍ للفكر المادى البحت لشركات الإنتاج والمنتجين، فقد انطلقت العديد من الأفلام السينمائية المصرية فى أوقات أخرى من العام وحققت نجاحا منقطع النظير، فعلى سبيل المثال فيلم "الجزيرة" للفنان أحمد السقا ومحمود ياسين ونخبة من عمالقة السينما المصرية، وانطلق هذا الفيلم فى العطلة الشتوية لعام 2008 وحقق نجاحا مبهرا، وفيلم "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" للفنان محمد هنيدى وأطلق فى العطلة الشتوية من نفس العام، وعلى الرغم من ذلك فقد حققت تلك الأفلام إيرادات كبيرة وحطمت الأرقام القياسية لإيرادات السينما المصرية.
ومن الجدير بالذكر، أن موسم الصيف منذ أعوام قليلة سابقة وحتى العام الحالى أصبح موسما قصيرا جدا، فلا يتضمن سوى ثلاثة أشهر، وذلك لأن حلول شهر رمضان المعظم يقطع الموسم الصيفى للسينما المصرية، وهذا العام سوف يحل شهر رمضان الكريم يوم 21 أغسطس، أى فى منتصف موسم الصيف.
أما على صعيد المنافسة السينمائية، فقد زادت تلك المنافسة فى غضون السنوات القليلة الماضية، وخاصة بعد أن طغت أنواع عديدة من الأفلام على الساحة الفنية، ويرجع ذلك إلى تعدد المواهب الفنية من فنانين وفنانات والصراع بين الأجيال الفنية لانطلاق أفضل الأفلام.
أما بالنسبة لأفلام الإثارة، أو كما يطلقون عليها "أفلام المناظر" فهى صاحبة عمر قصير فى حياة السينما المصرية، وإن كان من الممكن أن تجذب انتباه المشاهدين لحظياً، ولكن لا أعتبر الفيلم الذى يعتمد على الإثارة وابتزاز الشهوات والغرائز بمثابة "عمل فنى"، ولكن نتعرض أحياناً لمشاهدة هذا النوع من الأعمال الرخيصة التى تهدف إلى الربح السريع بدون مراعاة القيم والأخلاق والتقاليد فى مجتمعنا الشرقى.
ولا أحد يستطيع أن ينكر أن الفيلم السينمائى الناجح يعتمد أولا وأخيرا على القصة الهادفة أو السيناريو الهادف الذى يتصدى لمشكلة أو حدث أو واقعة ما، ليست القصة وحدها كفيلة بنجاح العمل، ولكن اختيار الأبطال أيضا وميزانية الإنتاج، فهذه المقومات عبارة عن منظومة كبيرة متجانسة تتضافر مع بعضها البعض ليولد العمل السينمائى فى حضن دافئ، وهو أسرة هذا العمل، لذا فإن الأفلام الهادفة ذات القصة الحقيقية والمحتوى الجيد الذى يبعد عن الابتزال والخيال المصطنع وإثارة الغرائز، تستطيع البقاء والقدرة على المنافسة الشرسة على الساحة الفنية.
وأخيرا وليس آخراً، فإن العامل الوحيد الذى يقيم ويحدد مدى نجاح العمل الفنى سواء كان عملاً مسرحيا أو تليفزيونيا أو سينمائيا هو المشاهد البسيط، فإذا نجح العمل الفنى أن يستحوذ على المشاهد ويترك أثراً فى نفسه وشخصه وسلوكه، فهذا هو النجاح بعينه، بعيداً عن الميزانية الباهظة للإنتاج أو ميعاد انطلاق العمل فى موعد معين من العام، أى أن القرار الأول والأخير فى نجاح أو فشل الفيلم السينمائى بوجه عام هو آراء الجماهير.
عبد الفتاح نبيل يكتب:ليس بـ"المناظر" وحدها تنجح الأفلام المصرية
الأحد، 28 يونيو 2009 09:36 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة