بالنسبة لكثير من الشبان الإيرانيين، كانت الانتخابات الرئاسية التى جرت فى 12 يونيه تمثل فرصتهم الأخيرة فى الحرية. ففى حالة فوز مير حسين موسوى، كانوا سيجدون من يستمع إليهم وسيشاركون فى إدارة البلاد. إلا أن فكرة البقاء أربع سنوات أخرى فى ظل أحمدى نجاد تبدو لهم غير محتملة. ومن ثم يبدو أن عددا كبيرا منهم بات يريد مغادرة إيران، كما هو الحال بالفعل لما يقرب من 100 ألف إيرانى يهاجرون سنويا، ومعظمهم ذوو كفاءات عالية.
وقد أجرت صحيفة لوموند تحقيقا جمعت فيه شهادات عدد من الشباب الإيرانى الذى أصبح، بعد الأحداث الأخيرة المؤسفة التى تشهدها إيران، يسعى إلى ترك بلاده.
فتحتج حلا (24 عاما) مثلا على موقف القادة الإيرانيين الذين لا يخيفهم شىء، حيث أعلنوا فى البداية نتائج انتخابات غير حقيقية، ثم قاموا بقمع الاحتجاجات. وتضيف قائلة: "يا للعار! أنا لا آسف على كونى إيرانية، ولكنى آسف على كونى أعيش فى إيران! لقد اتخذت قرارى منذ عدة أيام، أريد مغادرة إيران فى أسرع وقت ممكن".
أما أمين، الذى يبيع شرائط DVD، فيفكر هو الآخر فى مغادرة إيران: "لقد شاركت، قبل الانتخابات، فى المظاهرات المؤيدة لموسوى، وكنت أقول لنفسى آنذاك إن الأمور جيدة هنا وإن الإيرانيين قادرون على تعبئة أنفسهم من أجل قضية عادلة. أما الآن، فلا شىء سيوقفنى عن الهجرة".
وتشير الصحيفة إلى أن معظم السفارات الأجنبية فى إيران، والتى أغلقت خلال أحداث الشغب، قد أعادت فتح أبوابها لتجد أمامها طوابير طويلة من شباب الخريجين الإيرانيين يسعون للحصول على تأشيرة سفر. حيث كان هناك على سبيل المثال أكثر من 200 شخص يوم الأربعاء أمام القنصلية الكندية.
ومن بينهم مارجان (26 عاما)، التى ذهبت لتستعيد تأشيرة السفر للحصول على الدكتوراة فى التكنولوجيا الحيوية من تورونتو، والتى كانت قد حصلت عليها قبيل انتخابات 12 يونيه. تروى مارجان قائلة: "كنت قد قررت عدم الذهاب نظرا لأننى قد تزوجت حديثا، ولكننى تحدثت مع زوجى وقررت المغادرة هذا الصيف وسيلحق بى فى أقرب وقت ممكن".
وتذكر الصحيفة أن من بين الـ20 طالبا الذين حصلوا على الماجستير فى نفس الوقت مع مارجان، اتخذ 19 قرارا الرحيل نهائيا عن إيران.
تضيف الصحيفة أن هذا الشعور بالسخط، مما يجرى فى إيران قد طال حتى المقربين من موسوى. وتعد حالة الصحفية فاطمة خير مثال على ذلك. تلقت فاطمة خلال السنوات الأخيرة دعوات للمشاركة فى مؤتمرات فى ألمانيا وهولندا، وغيرهما.. ولكنها كانت ترفض على الدوام، خوفا من تعرضها للقمع عند عودتها إلى إيران، وحيث إنها كانت تعتقد أنها ستكون مفيدة أكثر فى وطنها، وكانت ترغب فى المحافظة على "هامش المناورة" هذا دون إظهار علاقاتها بالخارج.
إلا أنها شرعت خلال الأيام الأخيرة فى إرسال سلسلة من رسائل البريد الإلكترونى للحصول على موافقة المؤسسات التى سبقت ودعتها للحضور إليها. تقول فاطمة: "كانت الدعوات التى حصلت عليها منهم فى ذلك الوقت لمدة أسبوع أو أسبوعين. لكننى الآن أطلب منهم أن تكون لمدة سنتين أو ثلاث سنوات. وآمل أن يفهموا الأمر!"
شعور عام بالسخط خاصة الشباب مما يجرى فى إيران
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة