سامى عبد الجيد أحمد يكتب:الطبخة استوت

الأحد، 28 يونيو 2009 09:08 ص
سامى عبد الجيد أحمد يكتب:الطبخة استوت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نستطيع القول بأن الطبخة قد استوت ونضجت تماماً – والآكلين قد تمت دعوتهم إلى هذه الطبخة الشهية، التى من أجلها تباع الضمائر والذمم، ولم يتبقَ إلا تجهيز المائدة ووضع الطعام، ويعقب ذلك الفاكهة والتحلية – وليشكر المدعون صاحب الدعوة على تكرمه بدعوتهم إلى تلك المائدة – حتى ولو كانت ما نالته أيديهم سوى بعض من الفتات، نظراً لكثرة المدعوين وشهيتهم المفتوحة على هذه الصنوف من الطعام. لكن من المؤكد بأنه كانت هناك فئة لم يتم دعوتها – وحتى لو تم دعوتها ما كانت لتذهب إلى مائدة التف حولها الشياطين من ناحية وربما أيضا لن يذكر اسم الله عليها.

وللأسف الشديد كانت صنوف الطعام التى سوف تقدم للمدعوين معروفة سلفاً – وربما أيضا هم من شاركوا الداعى فى كيفية تجهزيها وطبخها طالما أنه ستحقق لهم بعض المنفعة الحسية والنفعية – والجلوس مع علية القوم وكبرائه، وقد يكون الداعى قد استساغ مذاق طعامه والمعد من صلصة من دماء الناس ولحوم بشرية تم تسويتها – فهو خبير بذلك – لكن لا أدرى كيف يمكن للمدعو أن يستسيغها، وهو الذى كان متأففاً من قبل والرافض لتلك الموائد.

وبالرغم من التكذيبات التى تمت من خلال المدعوين بأنهم بعيدون كل البعد، وأن ما أثير من لغط حول دعوتهم ما هو إلا أقاويل باطلة ليس لها سنداً من الحقيقية.

ولكن ها هى الأيام تثبت أن كل ما تردد صحيح وليس باطلاً، وأن الطبخة فعلاً قد استوت ونضجت وفاحت رائحتها المحببة إلى النفوس الضعيفة، فبدأ الجميع ينظر إلى ما فى القصعة ويتلف حولها حتى يتمكن من الحصول على النصيب الأكبر – مع أن النصيب الأكبر قد تم حجزه سلفاً لأقارب الداعى ومريديه ومؤيديه _ أما بقية المدعوين الذين لا ينتمون إلى العائلة الكريمة، سوف ينالهم البركة من تناول هذا الطعام، فهم سوف يسبحون بحمد الداعى ليل نهار – وسوف تكون هناك زغرودة نسائية تجلجل أركان مكان التحلية وتقديم الفاكهة.

وطالما أطعمت الفم فسوف تستحى العين – (كسر العين) ولن تستطيع أن ترفع قامتك أو عينك فيمن دعاك – فينطبق عليك قول الشاعر الذى يقول:

إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

هنا يجب على من كان مدعو أن يكون كريماً – لأنه بكرمه لك تملكك – أما اللئيم فكيف لأى إنسان آمن امتلاكه – لذلك استبعدت الفئة اللئيمة الفاسدة (طبعاً هذا قول الداعى) من المائدة. فأيهما أفضل أن تكون كريماً أم تكون لئيماً فى مائدة أعدت سلفاً ونضج طبيخها – لكنه فى النهاية لم يكن طبيخ الملائكة!!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة