مع اقتراب انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية بعد يومين، رصدت صحيفة الإندبندنت فى تقرير أعده مراسلها فى بغداد باتريك كوكبورن مظاهر الحياة العراقية التى أصبحت تحكمها الرشاوى وثقافة الفساد التى سادت بعد سقوط نظام صدام حسين.
ونقلت الصحيفة آراء العديد من العراقيين عن الفساد الموجود فى بلادهم، فيقول أحمد صالح وهو فنى كمبيوتر يعيش فى بغداد إنه دفع 800 دولار للحصول على هذه الوظيفة، والناس يعروفون أن هذا أمر خاطئا، لكن ليس هناك وسيلة غير ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن العراق تعد ثالث أكبر دولة فى العالم يسودها الفساد بعد الصومال وبورما بحسب تقارير منظمة الشفافية الدولية، فى حين أن دول مثل هايتى وأفغانستان حلت بعد العراق.
وتضيف بأن العراقيين يشعرون بالاستياء من دفع الرشاوى للحصول على أى شىء، لكنهم لا يرون بديلاً آخر، خاصة وأنهم يعتقدون أن حكومتهم ليست جادة فيما تردده عن فرض إجراءات صارمة على الفساد. وكان أول مؤشر على مكافحة الفساد قد ظهر الشهر الماضى عندما تم اعتقال وزير التجارة عبد الفلاح السودانى بتهم الفساد بعد أن أعيد على الطائرة نفسها المتجهة إلى دبى.
وتُعرف وزارة التجارة لدى العراقيين بأنها "وزارة الفساد" لأنها تدير نظام توزيع التموين بقيمة ستة مليارات دولار، مما يفسح المجال أمام فرص الاستفادة من تلقى الرشاوى من المزودين للتموين أو إرسال السلع الملوثة إلى المحلات التجارية. ومن أشهر قضايا الفساد التى شهدها العراق أيضا تخصيص الحكومة مبلغ 1.3 مليار دولار لشراء أسلحة قديمة بين عامى 2004 و2005.
وتوضح صحيفة الإندبندنت إلى أن العقوبات التى فرضتها الأمم المتحدة على العراق فى التسعينيات كانت سبباً فى انتشار الفساد بشكل كبير، وهو الأمر الذى أدى البنية الاقتصادية والاجتماعية للعراق. وبعد سقوط صدام حسين، كان العراقيون على استعداد لفعل أى شىء من أجل تأمين وسائل العيش.
الإندبندنت: الرشوة والفساد نمط الحياة اليومية للعراقيين
الأحد، 28 يونيو 2009 07:56 م
العراقيون يشعرون بالاستياء من دفع الرشاوى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة