خصصت صحيفة واشنطن بوسطن افتتاحية عددها الصادر اليوم السبت للتعليق على كيفية مجرى الأحداث فى إيران، وقالت تحت عنوان "دروس إيران المستفادة"، إن نظام إيران المتشدد قد أظهر طبيعته الحقيقية خلال فترة ما بعد الانتخابات الرئاسية التى انتهت بفوز محمود أحمدى نجاد، تقول الافتتاحية إن مجلس صيانة الدستور أعلن أمس الجمعة أن انتخابات الرئاسة الإيرانية التى أجريت فى 12 يونيو الماضى كانت الأكثر ديمقراطية فى تاريخ إيران، وهو ما تراه الصحيفة أمراً يدعو للسخرية.
ومن ناحية أخرى، ظهر غرور أحمدى نجاد جلياً يوم الخميس الماضى، عندما طالب الرئيس أوباما بالاعتذار عن إدانته لانتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة التى قال إن قواته الأمنية مارستها.
وتشير الصحيفة إلى أنه من المبكر معرفة إذا ما كان سينجح آية الله على خامنئى وأحمدى نجاد فى الانقلاب الذى قاموا به ضد المتظاهرين، خاصة إذا استمر زعيم المعارضة مير حسين موسوى، فى تبنى موقفاً متحدياً ضد النظام.
وعلى الرغم من ذلك، ترى الصحيفة أن الأحداث الأخيرة فى إيران قد كشف النقاب عما سيكون عليه نظام خامنئى- أحمدى نجاد وما سيقدمه فى حال استلم الأخير مقاليد الحكم؛ سواء ممارسة قمع وضغط داخل البلاد، أو تبنى نهجاً عدائياً ضد الغرب، إذا اختار النظام أن يشترك بأى شكل من الأشكال مع الولايات المتحدة الأمريكية، فسيكون من أجل تعزيز شرعيته المهزوزة، وليس للتخلى عن البرنامج النووى، أو التوقف عن دعم الإرهاب.
لذا تخلص الصحيفة إلى أن أفضل الطرق لوضع نهاية للتهديد الذى يفرضه النظام تكمن فيما طلبه المتظاهرون؛ تغيير النظام.
يرى البعض أن قمع أحمدى نجاد للانتفاضة الشعبية التى قامت بعد فوزه فى الانتخابات سييسر الأمر أمام الولايات المتحدة الأمريكية لبناء تحالف قادر على فرض عقوبات صارمة ضد إيران، ومع ذلك، حاولت الإدارة الأمريكية تجديد دعوتها لإيران للجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل بشأن البرنامج النووى، على الرغم من أن دم الإيرانيين الأبرياء لم يجف بعد.
