أصابت الحكومة فى معالجتها الخاصة بأزمة أنفلونزا الخنازير التى اجتاحت العالم وقد تمثلت معالجة الحكومة فى ذبحها أو إعدامها، وبالرغم من ذلك ظهر عدد من الإصابات وهم من القادمين من أمريكا ودول بها إصابات كثيرة وبالرغم من اعتراض بعض الفئات على ذلك وتسييس الموقف الذى اتخذته الحكومة بأنه موقف طائفى فيه اضطهاد للإخوة الأقباط!! بالرغم من أنه منذ عامين تقريبا كان رد فعل الحكومة مشابها لذلك. فبالنسبة لأنفلونزا الطيور قد أعدمت وصادرت الكثير من المزارع التى يمتلكها مسلمون وأقباط ولم نسمع اعتراضات عما قامت به الحكومة علما بأن الخسائر حينذاك قد أصابت المصريين مسلمين وأقباط ماديا ومعنويا على حد سواء. الاعتراض الذى أراه من وجهة نظرى على ما قامت به الحكومة من إجراءات استباقية يتمثل فى طريقة التخلص من الخنازير وكيفية نقلها من مكان لآخر. وطريقة تعويض المضارين من تربية الخنازير هذا هو وجه اعتراضى الحقيقى. بصراحة الحكومة تعاملت مع أزمة أنفلونزا الخنازير بكل جدية واهتمام تحسد عليه فقد جندت واستنفرت جميع أجهزتها الإعلامية والرقابية وكان هذا من خطر محتمل فى المستقبل القريب أو البعيد .. على الجانب الآخر أرى أن موقف الحكومة ينم فى قضية أخرى عن استعباط لما يحدث من تلوث غذائى فيما يأكله المصريون من خضروات وفاكهة سواء كان فى الماضى أو فى هذه الأيام ومستقبلا إذا لم تستنفر الحكومة وتصحو من سباتها العميق لإيقاف الخطر الذى يتهدد أجسادنا وأجساد أحفادنا من العناصر الكيميائية والهرمونية التى تحقن بها الخضروات والفاكهة كى تنضج قبل أوانها أو أن يتغير لونها إلى لون النضوج الطبيعى لها أو يكبر حجمها وبذلك يتضاعف مكسب أصحابها ويحدث هذا فى البطيخ والبرقوق والخوخ والمشمش والطماطم ....إلخ من فاكهة وخضروات أخرى وبسبب هذه الهرمونات انتشرت الكثير من الأمراض الخطيرة والمستعصية على العلاج والتى أصابتنا وستصيب الأجيال القادمة بسبب التلوث الغذائى المحيط بنا. أعتقد أننا الآن نعرف أسباب زيادة المصابين بامراض الكبد والفشل الكلوى والسرطانات بأنواعها المختلفة فى مصر، لذلك وجب على الحكومة إعلان الحرب على أصحاب هذه المزارع واستنفار جميع أجهزتها الرقابية والإعلامية للتفتيش على هذه المزارع ومصادرة وإتلاف المزروعات المخالفة لصحة الانسان والحيوان . أعلم أن المواجهة ستكون صعبة حيث إن أصحاب المزارع من أكابر القوم وأصحاب الحظوة والرؤوس الكبيرة اليانعة والتى لا تستطيع الحكومة قطفها بسهولة. لذلك يجب علينا أن ندعو الله كى يثبت أقدام الحكومة وعدم التقهقر فى أرض المعركة إذا ما قررت خوض المعركة والمواجهة، كما أرجو من أولى الأمر أن يأخذوا هذه القضية مأخذ الجد ويعتبروه بلاغا لمواطن عادى لمن يهمه الأمر.
عثمان محمود مكاوى يكتب:استنفار هنا واستعباط هناك
السبت، 27 يونيو 2009 11:07 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة