الدكتور على محمد الشرقاوى يكتب:الزمن الجميل

السبت، 27 يونيو 2009 10:20 ص
الدكتور على محمد الشرقاوى يكتب:الزمن الجميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طالما شاهدت تلك المذيعة والتى تحس حينما تستمع إليها بأنك أمام الخواجة بعربيته المتكسرة بالكم اللامتنهى من المفردات الأجنبية التى حشت بها كلامها لتظهر مدى انفتاح ثقافتها على كل اللغات، إلا لغتها الأم لغتنا العربية، وأخذت تنتشى وهى تترجم لنا -المشاهدين- الجهلاء كما تظن بعض مفردات أحد المداخلات التليفونية لشخص ما يشاركها نفس الفخر بتكسير عربيته وتطعيمها بمفردات لغات أخرى.

وخفى عليها أنه من المستحيل أن ترى مذيعاً فرنسياً ينبس بغير لغته فى القناة الرابعة والعشرين الفرنسية.

والإنجليزى تجده فى هيئة الإذاعة البريطانية يحاور الأمريكى- الذى يتكلم نفس اللغة- بلكنته الإنجليزية الثقيلة نسبياً لا يغير حتى لكنته اعتزازاً منه ببلده.

كل هذا لا يهم .. ولكن ما يهم أنها دائما ما تقارن كل شىء لا يعجبها أو بالأحرى لا تقدر على فهمه بالزمن الجميل، وتترحم عليه قائلةً "فين زمن ال.. الجميل"!

كل شىء تدخله فى تلك المسافة (..........) الفن، الدين، العلم، الرياضة، الثقافة،
وكأن أى زمن فات هو الأصح لمجرد أنه ماضٍ فقط وأنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان، و ما عداه لابد أن به يستهان.

الأكثر غرابة أنه ليست تلك المذيعة هى الوحيدة صاحبة تلك النظرة، بل تفشت هذه النظرية فى كل الفئات شيوخ أساتذة جامعات سياسيين علماء بل أباء وأمهات، وقد غضوا الطرف جميعاً عن أن التجديد والتطوير فى ظل الأصول هو روح الإبداع، فالاجتهاد فى كل شىء مطلوب، طالما يفيد ولا يضر، يبنى ولا يهدم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة