على غير المعتاد، بدا خطابه هادئاً، بلا تصريحات نارية، ودون أى هجوم على الدول العربية، المصنفة أمريكياً بـ"دول الاعتدال"، أو على حركة فتح والسلطة الفلسطينية.. إنه خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، والذى أبدى مؤخراً قدراً من المرونة والانفتاح غير المعهود على الإدارة الأمريكية.
بداية، أكد السفير سعيد كمال، مساعد الأمين العام للجامعة العربية سابقا، أن إعلان مشعل رغبة حماس فى الحوار مع إدارة أوباما، يعد تحولاً جذرياً فى موقف الحركة، مشيراً إلى أن حماس سبق وأن فتحت قنوات اتصال مع برلمانيين بريطانيين وعدد آخر من دول أوروبا.
لكن كمال قال إن "مشعل أمامه الكثير لكى يتمكن من إقناع الغرب والولايات المتحدة بمصداقيته وتنفيذه لوعوده وعقد المصالحة الفلسطينية وعدم عرقلة أى حوار لإنهاء الانقسام الداخلى".
"خطاب معتدل به لغة تفاوضية مرنة"، هذا ما قاله السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجيه السابق، مشيراً إلى أن مشعل قال إنه لا يوجد مانع للتفاوض إذا كانت أمريكا جادة فى الضغط على إسرائيل. وأكد رخا على أن مطالبة مشعل بالإفراج عن الـ 12 ألف معتقل فلسطينى فى سجون تل أبيب أمر منطقى ومشروع.
وأشار إلى أن هذا الخطاب يحتاج إلى نوع من تحليل المضمون أكثر من الجرى وراء الكلمات العابرة، وخاصة أن مشعل لم يتكلم عن إقامة دولة فلسطينية على أراضى 48 وهذا نوع من الابتعاد عن لغة التشدد، وهو شىء جيد، بل تحدث عن التفاوض مع الولايات المتحدة والغرب على الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وهذا شىء إيجابى.
من جهته، نفى المفكر الفلسطينى عبد القادر ياسين وجود تغير فى مضمون خطاب مشعل، مشيراً إلى أن الاختلاف جاء فقط فى "مفردات الحديث".. ومن المنطقى أن تغير حماس فى مواقفها تجاه واشنطن بعد أن بدأت إدارة أوباما التعامل مع حماس بشكل مختلف.
وأضاف ياسين أن حماس كما قال مشعل تتوق لتوقيع المصالحة الوطنية بين الفصائل فى القاهرة، لكن تصرفات أطراف مرتبطة بإسرائيل فى رام الله تعطل عمليه الإفراج عن المحتجزين من حماس، ولا "أقصد بذلك الرئيس محمود عباس ولكننى أقصد رجال الجنرال الأمريكى دايتون الذى طالب خالد مشعل بطرده من الأراضى الفلسطينية لأنه يعمل على زيادة الانقسام الفلسطينى".
وكما يرى مراقبون، فإن مشعل أراد من وراء خطابه تقديم نفسه للغرب والولايات المتحدة كبديل شرعى للسلطة الفلسطينية فى قطاع غزة، على أمل الجلوس على طاولة المفاوضات بدلاً من الرئيس محمود عباس.
خبراء أكدوا أنه يأمل فى الجلوس على طاولة المفاوضات كبديل شرعى للسلطة فى غزة..
"مشعل" يغازل واشنطن بالتراجع عن حدود "48"
الجمعة، 26 يونيو 2009 06:41 م
رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة