قال المؤرخ والمفكر الأمريكى البارز نورمان فينكلشتاين إن مصطلح "حرب غزة" الذى تستخدمه معظم وسائل الإعلام لوصف العدوان الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة، هو مصطلح "مضلل"، لأن ما حدث لا يستوفى أدنى الشروط لاعتبار ما حدث حربا، على حد تعبيره.
وأكد نورمان فينكلشتاين، وهو مؤرخ وأكاديمى أمريكى يهودى مرموق، الذى كان ضمن وفد أمريكى زار مصر وغزة مؤخرا: "أدنى الشروط لحرب ما – وأنا واثق أن الجميع يفهم هذا – هو أنه يجب أن يكون هناك جانبان يطلقان النار على بعضهما البعض".
وأضاف فى مؤتمر نظمته منظمة "نساء من أجل السلام" (كود بنك) الأمريكية خلال رحلتها إلى غزة عبر مدينة العريش المصرية أواخر مايو: "تلك هى الحرب، ولذا فأول شىء علينا أن ننظر فيه هو ما إذا كان ما حدث فى غزة يوافق أدنى الشروط بوجود طرفين يطلقان النار على بعضهما".
وتابع فى كلمته التى حصلت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك على نصها الكامل: "الصورة الأساسية التى ليست مجالا للجدل أو الخلاف هى كالتالى: نفذت إسرائيل حوالى 2773 طلعة قتالية على غزة.. وكل الطائرات عادت دون إسقاط أى منها، بل لم يُصب أى منها بضرر، لأن حماس لم يكن لديها دفاعات مضادة للطائرات للحديث عنها". وقال إنه "بعد حوالى أسبوع شنت إسرائيل هجوما بريا داخل غزة ولم يكن هناك أى معارك كبيرة أو حتى مصادمات كبيرة أثناء الهجوم البرى".
وأرجع فينكلشتاين سبب ذلك إلى أن "إسرائيل كانت معدة بتكنولوجيات قتال ليلى متطورة للغاية لم تستطع المقاومة الفلسطينية أن تتعامل معها". وأشار إلى أن "حماس لم تكن قادرة على إعطاب دبابة واحدة بشكل كامل"، مشيرا إلى أن دبابة واحدة تعرض للعطب لكن إسرائيل نجحت فى إخراجها.
ونقل عن أحد المحللين الإسرائيليين الكبار قوله "إن إسرائيل سترتكب خطأ كبيرا إذا ظنت أنها كسبت حربا، لأنه لم تكن هناك حرب ولم تكن هناك معارك ولم تكن هناك مواجهات وتلك لم تكن حربا". لكن فينكلشتاين رأى أن حماس ارتكبت خطأ بمحاولتها التظاهر بأنها قوة قتالية فعالة بقوله: "ليس من العار أنهم لم يقاتلوا، لكنه لم يكن هناك أى قتال فى غزة، لذا سأشير من الآن فصاعدا لما حدث فى غزة بـ"مذبحة غزة".. من التضليل القول إن تلك كانت حربا".
