سامى عبد المجيد أحمد يكتب.. الإنسان وباء هذا الزمان

الجمعة، 26 يونيو 2009 09:52 ص
سامى عبد المجيد أحمد يكتب.. الإنسان وباء هذا الزمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو نظرنا عن بعد للأمراض والأوبئة التى انتشرت خلال النصف قرن الماضى – سوف نجد أن الوباء مصدره فى الأساس من الثدييات – إلا أنفلونزا الطيور هى الاستثناء الوحيد – من جنون البقر – إلى الإيدز إلى آخرها الطاعون. والإنسان أيضا من الثدييات هو الآخر.

الإنسان الذى يبدد ثرواته الطبيعية، وعندما يصاب القفر والفقر المنطقة التى يعيش فيها، يبدأ البحث عن مكان آخر تتوافر فيه الثروة – وهكذا هو دائم التنقل من مكان إلى آخر يحقق فيه اشباعه لحياته ورغباته – دون بذل العطاء والجهد فى البناء وإعادة الخلق والإبداع لمنطقته قبل أن يتركها دون نظرة وداع. أو حزن.

شأنه فى ذلك شأن أى فيروس وبائى فى عملية الانتقال من كائن إلى آخر وفى التحول والتمحور. وعلى سبيل المثال الطاعون ما هو إلا نتيجة انتقال من بيئة حياتية انتهت بالموت – فيلجأ البرغوث الناقل لمرض الطاعون من البحث عن مصدر آخر متشبع بالحياة حتى ينال غذائه. قد يكون الحيوان وقد يكون الإنسان – فى النهاية هو فيروس خلق ليعيش سواء على دماء قارض أم على دماء الآخرين، فهل هناك فارق بين الإنسان وهذه القوارض التى دائما وأبدا تعيش على دماء الآخرين بامتصاص دمائهم وثرواتهم وحرياتهم وآدميتهم.
الإنسان هو الوباء والفيروس الحقيقى الذى يهدد المجتمع البشرى كله، فهو الذى تسبب فى تلوث البيئة، وهو الذى يعد البيئة الخصبة والصالحة لانتشار آلاف الأمراض والفيروسات نتيجة عدم النظافة، هو السبب بإفساده للحياة وإهدار المياه فيما لا ينفع الإنسانية بمزيد من المزروعات – لكنه يوجهها إلى البحيرات الصناعية وملاعب الجولف. كل أمراض العصر والعصور القادمة سببها الإنسان، ونحن نوجه الاتهام إلى الفيروسات.

صدقونى أخطر فيروس على وجه الأرض ويهدد مستقبل البشرية هو الفيروس البشرى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة