تحت عنوان "إيران والبرقع.. المعركة نفسها"، نشرت مجلة "الاكسبرس" تقريرا يدافع عن تصريحات الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى بأن النقاب "غير مرحب به فى فرنسا"، حيث يعتقد كاتب المقال أن حظر ارتداء البرقع فى فرنسا جزء من معركة إيران، لأن مواجهة هذا الشكل من أشكال التشدد فى فرنسا ينعكس بدوره إيجابيا على مساندة تيار الحداثة فى إيران.
يقول كاتب المقال إن أحداث طهران تهز قلوب جميع الديمقراطيين الذين يرتجفون لفكرة احتمال حدوث قمع جماعى فيها، ويتمنون تخلص إيران من التأثير "الخامنئى". إذ إن الغرب كان ينتظر، على مدار ثلاثين عاما، أن يقف الشعب الإيرانى، خاصة الشباب، فى وجه النظام الظلامى الإيرانى. وقد حانت الآن تلك اللحظة التى إما ستكون بداية قدوم ربيع فارسى فى القرن الواحد والعشرين، وإما ستوقع بالدماء نهاية فصل قصير جدا من الأمل.
أى أن الوضع لا يزال غير مؤكد اليوم، مثلما كان أيضا غير مرجح قبل الانتخابات الرئاسية التى جرت فى 12 يونيو. ويؤكد المقال على أن موسوى هو المستفيد من تلك الانتفاضة وليس المحرض عليها، فهو يستفيد من موجة التحرر التى تشهدها البلاد والتى تقذف به إلى أعلى حتى مما هو مقدر له. حيث أدى وقوعه كضحية للتلاعب فى الانتخابات إلى تلقيه دعما شعبيا بمثابة إشادة إضافية له. بيد أنه من المؤكد أن موسوى ونجاد هما وجهان لعملة واحدة، ونتاج القالب الملالى نفسه وإنما كل منهما "بتغليف" مختلف. فوراء اللحى تكمن الرموز، وقد أصبح موسوى طبيبا رغما عنه لآلام الإيرانيين.
ومن ثم يعتقد كاتب المقال أن استشهاد الفتاة الإيرانية ندى يقضى بألا يلام على الفرنسيين دفاعهم عن قيمهم، حيث يمثل البرقع خط الدفاع هذا. الأمر الذى يعنى أنه فى سبيل مصلحة الإسلام وكذلك احترام حقوق الإنسان، ولابد للفرنسيين ومن دون تردد حظر استخدام مثل هذه الملابس، تماما كحظر النساء من السير فى الشوارع مغلولى الأقدام، حتى لو كن يفعلن ذلك برضاهن.
ويضيف كاتب المقال أن الرئيس ساركوزى قد مهد الطريق لهذا عندما صرح بأن النقاب "علامة استعباد" و"ليست موضع ترحيب" فى فرنسا. ثم يدعو البرلمان إلى سرعة مناقشة مشروع حظر ارتداء النقاب فى فرنسا، وكذلك يدعو رؤساء البلديات فى فرنسا بتوقيع الأوامر اللازمة لحظر تجول هؤلاء النساء ضحايا الأصولية! حيث إن الأمر لا يتعلق بتطبيق مبدأ العلمانية، وإنما القيم الأساسية للجمهورية الفرنسية، لأن هذه السجون المتنقلة تمثل مفاهيم أيديولوجية وليس دينية، تمحو الفرد بحجة حماية الفضيلة.
ويستكمل المقال أن مكافحة مثل هذا المظهر من مظاهر التشدد فى فرنسا إنما يعد مساعدة لأنصار التيار العصرى فى إيران. وذلك لأن "المذهب الخامنئى" فى حقيقته ليس إلا نقابا محاكا على قياس الشعب الإيرانى، ومن ثم فإن أى محاولة لمواجهة تلك الظلمات حتى لو كانت صغيرة، مثلما تفعله فرنسا، لا يمكن أن يستهان بها، وهى الرسالة، كما يخلص كاتب المقال، التى يوجهها أكبر شعراء الفارسية جلال الدين الرومى عندما كتب أن ضوء القمر، حتى لو انتشر فى كل مكان من الشرق إلى الغرب، فهو لا يدخل الغرفة إلا بحسب حجم فتحتها.
